أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثائر زكي الزعزوع - ليست ثورة مثقفين














المزيد.....

ليست ثورة مثقفين


ثائر زكي الزعزوع

الحوار المتمدن-العدد: 4121 - 2013 / 6 / 12 - 09:16
المحور: الادب والفن
    


نحن معشر المثقفين الكتاب الشعراء الفنانين الصحفيين الرسامين كنا عبئاً ثقيلاً على الثورة، لم نقرأ سطورها كما ينبغي، لم نغنِّ لها كما يجب، لم نرقص ونحتفل بها، نحن معشر المثقفين راقبنا الثورة وهي تنطلق فجأة من بين أوراقنا، وبين حواراتنا المسرحية، لكننا لم نفكر بها، لم نعدّ لها العدة، حتى أننا لم نحلم بها..

كنا ننزوي في الظل، نحن معشر نحب الظل كثيراً بعيداً عن المخابرات، لكننا نحب الظهور كثيراً أمام العدسات، وحين اندفعت الثورة مثل قصيدة متمردة، مثل أغنية أسطورية عقدت ألسنتنا الدهشة وراقبناها وهي تتخلص منا، ثم لحقنا بها: يا ثورة خذينا معك، لا تتركينا مهملين بين ركامنا، وتحت غبار سنواتنا، خلصينا يا ثورة من الشعارات المتعفنة، ومن لغتنا الخشبية الكريهة، خلصينا يا ثورة منا، من هزائمنا المتلاحقة، من يأسنا المقيم، من تملقنا للغة كي تصير رشيقة، خلصينا، كوني طوق النجاة الذي انتظرناه طويلاً، كوني بدايتنا التي لم نبدأها، كوني لوحتنا التي لم نرسمها، كوني نصوصنا التي لم نستطع كتابتها، ادخلي في ثنايانا الرطبة، حررينا من سنوات خوفنا، أيتها الثورة التي لم نفكر بها، بل لم نجرؤ أن نفكر بها، امنحينا دفئك، حماستك، كي ننقضّ على ماضينا الحافل بالانكسار، كي نعيد اكتشاف ذواتنا.

نحن معشر المثقفين...

اجتاحتنا الثورة، فخلعنا أحذيتنا وركضنا وراءها، لحقنا بها، تمسكنا براياتها، ولافتاتها، تملقناها كي لا تلعننا، تملقناها كي تغمرنا بضوئها، لم نقدم لها شيئاً، لم نقرأها كما يجب، ولم نكتبها كما يجب، بينما هي تراقبنا وتهمس: يا حيف.

نحن معشر المنافقين..

الذين قال بعضنا لبشار أنت الأمل، وقال بعضنا الآخر لحليفه المعمم: أنت البطل.

نحن معشر القانعين..

الذين ارتضى بعضنا أن يكون ثمة حظيرة تجمعنا اسمها اتحاد الكتاب العرب، يشرف عليها حزب السلطة.

نحن معشر الحداثويين..

الذين هربنا إلى نصوص مبهمة، وألوان صارخة لا تحمل معنى، كيلا نقع في "سين وجيم".

نحن معشر المتسولين...

الذين رضي الكثيرون منا أن ينشر كتاباته في صحف تديرها المخابرات، وكنا فرحين بالعمل في تلفزيون لا يعلم إن كانت سوريا جمهورية أم مملكة.

نحن معشر الصامتين..

الذين كانت أجهزة الأمن تعتقل أصدقاءنا، فنتحسر عليهم، وكانت تعتقلنا فيتحسر علينا أصدقاؤنا.

نحن معشر المستسلمين..

الذين كنا نرضى أن يشطب رقيب في وزارة الإعلام عباراتنا، ويرفض مدير مركز ثقافي استضافتنا، وتشرق وجوهنا إن تبسم ثغر وزير الثقافة لنا.

نحن معشر المتفرجين..

الذين كانت السينما عندنا تصنع بموافقة المخابرات، وكنا نهز رؤوسنا معجبين بما تنتجه معتقلاتهم.

نحن معشر المصفقين..

الذين نسينا كيف يمكن أن يغير المسرح التاريخ، وكيف يمكن للفنان أن يحاور الحاكم فيغلبه.

نحن، ونحن، ونحن

نحن معشر المثقفين...

نقول عن الثورة بأنها ثورتنا مع أننا لم نحلم بها، وكنا نخشى التفكير بها، ولم نهمس لزوجاتنا باسمها، تسلقنا على الثورة كما تسلق الكثيرون، ركبنا على ظهرها كما ركب الكثيرون، رقصنا وغنينا لها، ووضعنا علمها على صدورنا، وتحولنا إلى صفحات على "الفيس بوك" تتغنى ببطولة الثوار.

نعم نؤمن بالثورة، نعم فرحون بالثورة، لكن ما الذي قدمناه لها؟

هامش1: هناك بعض الكتاب والصحفيين والفنانين قدموا كثيراً وما زالوا، لكن الغالبية العظمى تحولوا إلى لاجئين لأنهم يساندون الثورة، وهم يساندونها من البعيد.

هامش2: خلال أربعين سنة كان من النادر العثور على كلمة الثورة في أي نص أدبي، أو مقالة، أو فيلم سينمائي سوري، أو أغنية أو مسرحية، إلا إذا كان الحديث عن "ثورة آذار" اللعينة.

هامش3: حين كنت معتقلاً وأثناء التحقيق معي في إدارة أمن الدولة قال المحقق بعصبية: لك العمى ضربك، معقولة تكون صحفي وشاعر وبدك حرية مثل هالزعران؟؟؟.



#ثائر_زكي_الزعزوع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مفتوحة إلى حسن نصر الله
- سارق الحزن
- ثوروا تصحّوا
- إعدام مدني
- وهو يترنم
- لاعب الريشة
- هيتو البطل
- سوريا: العلويون.. شركاء أم ضحايا؟؟
- لماذا دخل الجهاديون سوريا؟
- ما الذي تبقى لنا؟
- سرقوا الثورة منا
- ما أجمل آذار
- الشهداء يتقنون اللعب
- سقوط الرجل الأخضر
- تحيا عقاقير الهلوسة ويسقط القذافي وابنه المعتوه
- حكاية مصرية.. من ظل الديكتاتور إلى الحرية
- قل هي الثورة أنتم.. وما لكم كفواً أحد
- بعبع اسمه الدولة الإسلامية
- ثورة مصر تعيد رسم ملامحنا
- البوكمال... سيرةٌ فراتيةٌ جداً


المزيد.....




- على وقع صوت الضحك.. شاهد كيف سخر ممثل كوميدي من ترامب ومحاكم ...
- من جيمس بوند إلى بوليوود: الطبيعة السويسرية في السينما العال ...
- تحرير القدس قادم.. مسلسل صلاح الدين الأيوبي الحلقة 25.. مواع ...
- البعثة الأممية في ليبيا تعرب عن قلقها العميق إزاء اختفاء عضو ...
- مسلسل روسي أرجنتيني مشترك يعرض في مهرجان المسلسلات السينمائي ...
- عيد مع أحبابك في السينيما.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك أ ...
- في معرض الدوحة للكتاب.. دور سودانية لم تمنعها الحرب من الحضو ...
- الرباط تحتضن الدورة ال 23 لجائزة الحسن الثاني لفنون الفروسية ...
- الإعلان الأول حصري.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 161 على قناة ا ...
- -أماكن روحية-في معرض فوتوغرافي للمغربي أحمد بن إسماعيل


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثائر زكي الزعزوع - ليست ثورة مثقفين