أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ضياء عيسى العقابي - مرة أخرى، لو حرصوا حقاً على مصالح الشعب!!















المزيد.....

مرة أخرى، لو حرصوا حقاً على مصالح الشعب!!


محمد ضياء عيسى العقابي

الحوار المتمدن-العدد: 4007 - 2013 / 2 / 18 - 10:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما أن يَضربَ الإرهابُ ويُفجِعَ أبناء وبنات العراق حتى تتبعه، في كل مرة، رشقاتٌ تكميلية يُطلقها واحد أو أكثر من قادة إئتلاف العراقية. هذه الرشقات تُغلَّف بكلمات إستنكار منمقة ومنافقة. لو تمعَنّا في جوهرها لوجدناها تصبُّ بإتجاه تجريح وطعن الخصم السياسي والحكومة ورئيس مجلس الوزراء بالذات والإستهانة بالوضع العام وبالقوات الأمنية والقوات المسلحة والشرطة؛ وتنحو منحى إثارة الضباب والتشكيك ومحاولة تيئيس الجمهور من جدوى الديمقراطية والحريات المتاحة في كنفها، وتأليب الشعب ضد حكومته المنتخبة ديمقراطياً والتي يشتركون فيها ويطعنون بها غدراً. إنها ممارسات ترقى إلى الخيانة في ظل أوضاع طبيعية.
يشعرُ المتتبعُ أنَّ مجمل ما يطرحون هو إطلاق رسائل متواصلة لتأكيد موقفهم التقليدي الذي لم يتزحزحوا عنه وهو: "أما نحن وإلا فلا". هناك من يفسر هذه المقولة بأن بعض أطراف العراقية مصر على أنهم الوحيدون المؤهلون لقيادة العراق وتوفير الإستقرار له ربما لمهارتهم في إستخدام المفارم البشرية والسلاح الكيميائي والرشى!!!
وهناك، وأنا من بينهم، من يذهب أبعد ويفسر المقولة بكونها تهديداً مبطناً مفاده: "أما نحن على رأس السلطة وإلا فالإرهاب سيستمر" أو بكلمات أخرى: "أحكمُكَ أو أقتلكَ أو أخرب البلد"، وذلك إنطلاقاً من مصالح طبقية فقدوها بعد أن كانت متوفرة لهم أثناء العهود الطغموية(1) ويسعون الآن لإستعادتها بوسيلة أو أخرى. وقد بأن ذلك جلياً في كثير من شعارات التظاهرات التي إنطلقت في الأنبار منذ يوم 22/12/2012 إذ إستغل البعض التظاهرات بشأن بعض المطاليب المشروعة التي تلكأ الطغمويون في طرحها على الحكومة في الوقت والأسلوب المناسبين تعمداً من أجل إثارة الجماهير.
كتبتُ معظم المقدمة أعلاه ومعظم ما سيلي لاحقاً في مقال لي بعنوان "لو حرصوا حقاً على مصالح الشعب" بعد حدوث مشهد من هذه المشاهد الموجعة وهو الهجوم الإجرامي المزدوج الذي طاول المجلس البلدي في التاجي يوم 5/7/2011 وراح ضحيته 35 شهيداً وأُصيب 58 مواطناً.
آنئذ، أدلى السيدان أسامة النجيفي، رئيس مجلس النواب، وطارق الهاشمي، نائب رئيس الجمهورية، بتصريحين حول الهجوم الإجرامي لم يبتعدا في شكليهما وجوهريهما عما ذكرتُ أعلاه.
وكذلك فعل اليوم 17/2/2013 السيدان أسامة النجيفي وأياد علاوي بخصوص إنفجار سيارات مفخخة في (9) مواقع شيعية ببغداد إستشهد على أثرها (28) مواطناً وجرح أكثر من (120)، كما تم ضبط وتفكيك سيارات مفخخة أخرى حسب فضائية الحرة.
لكن السيدين الهاشمي والنجيفي بالأمس، والسيدين النجيفي وعلاوي اليوم ، كما هو حال جميع من سبقهم من رفاقهم ممن أدلوا بتصريحات مشابهة منذ سنين، تكلموا كثيراً وتفوهوا بكل شيء إلا بأمر واحد لم يقتربوا منه بتاتاً رغم بساطته على الوطني الحقيقي وهو: دعوة الجماهير وبالأخص جماهير مناطقهم الإنتخابية إلى مد يد العون للأجهزة الأمنية بالإبلاغ عن التحركات المشبوهة.
بل على العكس من ذلك تماماً، راحوا يؤلبون منتخبيهم على العصيان في الأنبار والموصل وصلاح الدين وبعض كركوك وبعض ديالى في سبيل نزع أية وسيلة معتمدة عالمياً من يد السلطات الأمنية العراقية كالمخبر السري والإحتجاز بإنتظار المحاكمة مهما طال إنتظارها لكثرة المتورطين بالإرهاب أو مساعدته أو التستر عليه، وإحتجاز أي شخص لا يخبر عن المجرمين ومخابئ أسلحتهم حتى لو كانت زوجة أو أختاً فهي، أمام القانون المدني، مواطنة متورطة بالإرهاب بغض النظر عن التقاليد البالية التي تريد أن تحمي المرأة مهما إقترفت من آثام بينما تجرمها لممارسة حقوقها الطبيعية في الحياة. وأكثر من هذا، دفعوا تابعيهم إلى المطالبة بتحرير السجناء بتهم الإرهاب من السجون وإلغاء قانون المسائلة والعدالة الذي يحمي المجتمع من شرور من أشرف على إذاقة الشعب صنوف العذاب والموت.
لقد بات معروفاً لجميع من لهم إطلاع على أحوال البلدان الديمقراطية في العالم بأن ما تفقده السلطات الأمنية من حرية في الإعتقال الكيفي وعلى أسس الظن والشبهات والإستباق في مسألة مكافحة الجريمة عموماً والإرهاب خصوصاً، بسبب وجوب إحترام حقوق الإنسان وضرورات الإلتزام بالقانون الجنائي - تكسبه عن طريق العون المعلوماتي أي الإستخباراتي الذي يقدمه المواطنون إختيارياً للأجهزة الأمنية. ولتشجيع المواطنين على تجاوز حالات الغفلة والكسل وضعف الوعي، تعمد الحكومات الديمقراطية، أحياناً، إلى تخصيص المكافئات المالية المجزية للمواطنين الذين يخبرون عن حالات أمنية ذات أهمية.
على عكس المطلوب، راح بعض قياديي إئتلاف العراقية والحزب الإسلامي لا يكتفون بضرب هذا الطوق المزدوج: حول الأجهزة الأمنية لتضليلها، وحول الإرهابيين للتستر عليهم وحمايتهم ، بل راحوا يسبغون عليهم الألقاب الإعتبارية ويشوشون على عمل الأجهزة الأمنية ويحاولون شل يدها بالتشهير بالمخبر السري ويبالغون بحالات مَنْ لا تثبت إدانتهم في خضم هذه الأوضاع التي إختاروا وإختار الإرهاب أن تكون صاخبة.
تعزز هذه التصرفات الرأيَ بتورط بعض أطراف إئتلاف العراقية وخاصة الأطراف الأقرب إلى أسامة النجيفي وإياد علاوي، مع الإرهاب بكيفية أو أخرى، أقلها "إستساغة الإرهاب" لمواقف تلك الأطراف ما يدفعه، الإرهاب، إلى الإقدام على ضبط تناغم في نشاطه الإرهابي يصب في مصلحة السيدين المذكورين ورفاقهما.
وفي هذا الصدد، لم يجد أتباع أسامة وإياد حرجاً من التعكز على النشاط الإرهابي، ليشهرا بالحكومة العراقية بالخارج ويستعديا الخارجيين على العراق وحكومته المنتخبة بحجة إخفاقها في وضع حد للإرهاب. نقلت فضائية الحرة عن السيد علاوي بتأريخ 5/7/2011 قوله ما يلي في مؤتمر الحلف الأطلسي لتقييم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المنعقد في روما بتأريخ 5/7/2011: " إن تصعيد العمليات المسلحة التي تستهدف الإطاحة بالتجربة في العراق يتم في ظل غياب سياسة واضحة للمجتمع الدولي"، ويضيف تقرير فضائية الحرة قائلاً: "وإنتقد علاوي ما دعاها بالتدخلات الإقليمية في الشأن العراقي. وقال إن تلك التدخلات بلغت مديات خطيرة من خلال تشجيع النشاطات المسلحة للميليشيات". إنه بذلك يقصد إيران لا غير، بينما ينسى أوكار التآمر والإرهاب الحقيقية في أنقرة والدوحة بالخصوص ولو كان يقصدهما لزجر حلفائه وخاصة النجيفي من التآمر مع الدولتين المذكورتين والتحريض الذ أطلقه من فضائية الجزيرة الطائفية مؤخراً.
بلغت الوقاحة والإستهتار بحقوق العراقيين أن أبطال التظاهرات الطائفية من أمثال أحمد العلواني، القيادي في إئتلاف العراقية، راحوا يشتكون لدى الإتحاد الأوربي من الإجراءات الأمنية العراقية ضد الإرهاب والإرهابيين وإعتبروها إعتداءً على حقوقهم المدنية وطالبوا الإتحاد الأوربي بعدم توقيع معاهدة التعاون مع العراق أي فرض حصار عليه. أية سفالة تداني هذه السفالة؟!!!
هل تفوه الهاشمي والنجيفي وعلاوي بكلمة واحدة عن الإرهاب الحقيقي وعن داعميه الحقيقيين داخل العراق وخارجه؟ كلا وألف كلا، فكيف نتوقع منهم ومن رفاقهم حثَّ ناخبيهم على التعاون مع الأجهزة الأمنية والإبلاغ عن النشاطات المشبوهة؟ يحصل هذا لو كانوا حريصين حقاً على مصالح الشعب العراقي.... ولكن....
إنهم لم يُبلغوا عن إجرام طارق الهاشمي وحماية العيساوي وربما تورطه هو نفسه، بل إنهم راحوا يجوبون الدنيا لإثبات برائتهم!!!
على أنه لا يفوتني في هذا الصدد إلا أن أوجه شديد لومي إلى كل من لعب دور الشيطان الأخرس، ولا أعني هنا اليمين المتوقع منه هذا السلوك ولكنني أعني من يدعي اليسارية فأساء لها، وذلك بالتردد من قول الحقيقة وتحديد المسؤولية بل قام بتشويهها ولغمطتها وتوزيع مسؤولية الإرهاب على الجميع وساوى بين الجلاد والضحية وذلك لأغراض نفعية ضيقة لا تليق بتأريخ اليسار العراقي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1): للإطلاع على "النظم الطغموية حكمتْ العراق منذ تأسيسه" و "الطائفية" و "الوطنية" راجع أحد الروابط التالية رجاءً:
- http://www.qanon302.net/news/news.php?action=view&id=14181
- http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=298995
http://www.baghdadtimes.net/Arabic/?sid=96305



#محمد_ضياء_عيسى_العقابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسامة النجيفي يواصل حلمه في العودة إلى المربع الأول
- إذا فرضوا القتال فليحسم لصالح الديمقراطية
- دعوة نواب إئتلاف العراقية الإتحادَ الأوربي لمحاصرة العراق
- بين تكتيك علاوي وستراتيج المالكي!!
- أهلاً بزيارة الشيخ القرضاوي ...بشروط....وإلا....
- الموقف من القضاء يكشف ضعف الوطنية لدى البعض!!
- تعقيب على رأي السيد كفاح محمود كريم بشأن الأقاليم
- في كركوك وطوزخرماتو تفجيرات كيدية فتنبهوا
- تقسيم العراق.... الهمس الذي بات ضجيجاً
- لا تقعوا في الفخ أيها الديمقراطيون حكومة وشعباً2/2
- لا تقعوا في الفخ أيها الديمقراطيون حكومة وشعباً2/1
- إطلاق النار على مروحيتين عراقيتين تتجسسان على العراق2/2!!
- إطلاق النار على مروحيتين تتجسسان على العراق2/1
- سر إبتزاز الأحزاب الكردية وهل من حل جذري للخلافات؟4/4
- سر إبتزاز الأحزاب الكردية وهل من حل جذري للخلافات؟4/3
- سر إبتزاز الأحزاب الكردية وهل من حل جذري للخلافات؟2/4
- سر إبتزاز الأحزاب الكردية وهل من حل جذري للخلافات؟1/4
- وصفة لطبخةٍ دسمة للفشل أعلنها الدكتور رائد فهمي نيابة عن قيا ...
- إعتراف صريح جديد لإئتلاف العراقية
- هل هي مشكلة البنك المركزي أم مشكلة المثقفين العراقيين؟


المزيد.....




- للمرة الأولى في فرنسا... محاكمة غيابية لمسؤولين بالنظام السو ...
- الشركة المنتجة لمروحية الرئيس الإيراني المنكوبة تصدر بيانا ...
- ماذا لو أصدرت الجنائية الدولية مذكرات توقيف بحق قيادات إسرا ...
- تمر بأربع مدن.. مراسم تشييع الرئيس الإيراني ومرافقيه تبدأ ال ...
- برلين وواشنطن تنتقدان خطوة -الجنائية الدولية- ضد نتانياهو
- وزيرة الخارجية الألمانية تصل كييف في زيارة مفاجئة
- ألمانيا تدعو لتشكيل تحالف لتزويد أوكرانيا بأنظمة دفاع جوي
- -بوليتيكو-: الاتحاد الأوروبي سيبدأ في يونيو مفاوضات رسمية حو ...
- الجنائية الدولية -تسجن- نتنياهو في إسرائيل
- تحذير من الإفراط في تناول الشاي الأسود


المزيد.....

- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ضياء عيسى العقابي - مرة أخرى، لو حرصوا حقاً على مصالح الشعب!!