أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله خليفة - المذهبيون السياسيون إلى الوراءِ دائماً














المزيد.....

المذهبيون السياسيون إلى الوراءِ دائماً


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3948 - 2012 / 12 / 21 - 08:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الانشقاقاتُ المتعددةُ التي رافقتْ حكومات أسر الأشراف بعد الخلافة الراشدة التوحيدية توجهت للحروب الطائفية والتفتت وسيرورةِ العالم الإسلامي مستعمرات متعددة.
حين قام بعضُ الخلفاء بتصعيد سياسة نهضوية محدودة كانت الامبراطورية موحّدة.
وقد ورثت المذاهبُ الإسلامية هذا التمزق وعبرت عن المحافظة الاجتماعية وعن تخلف العامة من دون أن تتوجه هذه المذاهب الاجتماعية لحرق النسيج العام السلمي، وفي لحظات تاريخية كان مثقفو المذاهب يلتقون ويقبلون بعضهم بعضاً.
لكن التسييسَ المحافظ المتطرف أدى لعواقب وخيمة وهو الذي كان أساسَهُ في شمال إفريقيا الصراع بين العرب والبربر على السلطات، وفي المشرق الإسلامي الصراع القومي بين العرب والفرس والذي تمظهرَ مذهبياً بالصراع بين الحنابلة والسلفيين من جهةٍ والشيعة من جهةٍ أخرى وهو الذي مزق صفوفَ المسلمين وراحت قوى الغزاة تتوغل في فلسطين عبر الصليبيين ومن آسيا عبر المغول، ومثّل العثمانيون ودولة الصفويين ذروةَ الانقسام فتفجرتْ الحروبُ بين الطرفين ووسعا التخلف وقدما المسلمين أرضاً مستباحة للغزو الغربي الحديث.
فمن أفكارٍ بسيطة ومن اختلافات شكلانية عن الفترة المؤسّسة التوحيدية للمسلمين انتزعوا قضايا خلافيةً فرديةً وصعّدوا صراعاتٍ جانبية خادعين العامةَ بالتفاهات، وراح سياسيو المذاهبِ يقسمون العربَ والمسلمين بناءً عليها، حتى غدا ذلك أبنيةً مشقوقة منهارةً تحت مدافع الغزاة.
لم يستطيعوا القيام بقراءاتٍ ديمقراطية عقلانية للإسلام لكونهم تمترسوا في قواقعهم بين الأميين يسيطرون عليهم لأغراضهم النفعية وزعاماتهم الأنانية.
وقد ورث اللاحقون هذه (المنجزات) وحين قام نهضويو التحرر الوطني العربي الإسلامي الإنساني في القرنين التاسع عشر والعشرين بتوحيدِ الشعوب وإنجاز مهام التحرر وبدء تشكل أنظمة ديمقراطية جنينية اشتغلتْ قوى المذهبيين السياسيين في تفكيك الشعوب والأمم الإسلامية مرة أخرى، في لقاءٍ مع قوى الاستعمار التي عادتْ تطورَ وتوحدَ العربِ والمسلمين ورأت فيه خطراً على مشروعاتها.
عملوا على إعادةِ الفصل المذهبي بقوة بين المسلمين، وعلى الفصل الديني بين المواطنين. إن قوى رجالِ الدين والمؤسسات الدينية المحافظة التي رأت أن بساط المصالح يُسحبُ من تحت أرجلِها عملتْ بقوة على تقوية هذه المصالح وتصعيد شبكات المنظمات الدينية المذهبية السياسية.
وفي المعركة الدائرة بين هذه المنظمات والقوى الاستعمارية من جهة وقوى النهضة والتوحيد من جهة أخرى شارك المذهبيون السياسيون في إضعاف التطور الوطني الاستقلالي، ووجد البريطانيون في الإخوان إداةً قوية لضربِ حزب الوفد الوطني، مثلما وجد الإسرائيليون في حماس قوةً انشقاقية مفيدةً ضد منظمة التحرير والتحديث الديمقراطي العقلاني بين الفلسطينيين ولجرهم للتخلف والفاشية الدينية كمبررٍ مفيدٍ للعسكرية الصهيونية، ومثلما رأى الأمريكيون في فدائيي الإسلام الإيرانيين خنجراً في ظهر الحركة الوطنية بقيادة مصدق وكما رأوا في المذهبيين السياسيين العراقيين والإيرانيين قوى انشقاقٍ مفيدةٍ لتمزيق المسلمين والعرب والإيرانيين في المشرق وتقوية إسرائيل واستمرار الهيمنة على النفط السلعي الرخيص.
وفي هذه الأيام نرى المذهبيين السياسيين وهم يتكتلون لتحويل كياناتهم لحكوماتٍ شمولية قاهرة للعرب والمسلمين والمسيحيين والمواطنين عامة، لإبقاءِ علاقاتٍ اجتماعية متخلفة يصورونها زيفاً بأنها الدين.
المذهبيات تعبيرٌ عن عناصر تفكيكية تقسيمية، تقرأُ الدينَ قراءةً شكليةً محافظة، وتعجزُ عن قراءتهِ كثورةٍ نضالية توحيدية ديمقراطية، وبالتالي فإنها تجرلا الدولَ لصراعاتٍ داخلية ضارية، ثم تفجر هذه الصراعات في المنطقة، أي تقوم باستعادة صراع العثمانيين والإيرانيين، والسنة والشيعة، والملل القديمة في مواجهة الدول الحديثة العربية والعالمية، وبدلاً من برامج العدل والتقدم تنفتح أبواب الحروب.
القوى المذهبية السياسية المتعصبة وغير المفتحة وغير المقاربة للإسلام التوحيدي، عاشتْ على روح الفِرق والقضايا الفقهية الجزئية الشكلانية والتقوقع القروي ومعاداة التطور البشري أسوة بالفِرق العتيقة العنيفة.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلامُ التوحيدي والوطنيةُ
- المحافظون أمريكيين وعربا
- المذهبيون السياسيون والقومية
- المذهبيون السياسيون والاستبداد
- الفكرُ الغربي في حقبتهِ الحديثة
- حقبتانِ من الدين
- سلبياتُ التحديثيين والدينيين
- دعْ الإنسانَ حراً
- المنضمون إلى التقليديين
- الطائفيون والهياكلُ السياسية
- مرحلةٌ جديدةُ للريفيين
- الأساسُ الفكري للانشقاق
- الوحدة الأوروبية نموذجا للخليج
- لعبةُ الكراسي الاجتماعية
- الطليعيون والتحول إلى الطائفية
- ثقافة النهضة والتوحيد
- الأمم الكبرى الشرقية والديمقراطية
- ما هوية الأمة؟
- روسيا الاتحادية وتحولاتها السياسية (2-2)
- روسيا الاتحادية وتحولاتُها السياسية (1-2)


المزيد.....




- مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية
- -لم توفر بيئة آمنة للطلاب اليهود-.. دعوى قضائية على جامعة كو ...
- البنك الاسلامي للتنمية وافق على اقتراح ايران حول التمويلات ب ...
- استباحة كاملة دون مكاسب جوهرية.. هكذا مرّ عيد الفصح على المس ...
- قائد الثورة الاسلامية سيستقبل حشدا من المعلمين 
- تونس تحصل على 1.2 مليار دولار قرضاً من المؤسسة الدولية الإسل ...
- مين مستعد للضحك واللعب.. تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 20 ...
- «استقبلها وفرح ولادك»…تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ك ...
- لوموند تتابع رحلة متطرفين يهود يحلمون بإعادة استيطان غزة
- إبادة جماعية على الطريقة اليهودية


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله خليفة - المذهبيون السياسيون إلى الوراءِ دائماً