أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - الشاعرفي أحزانه العالية














المزيد.....

الشاعرفي أحزانه العالية


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3886 - 2012 / 10 / 20 - 14:04
المحور: الادب والفن
    


الشاعرفي أحزانه العالية

إلى صديقي جميل داري
إبراهيم اليوسف

لايمكن فصل الشاعرعن مجتمعه البتة، فهوكائن بشري،أولاً وأخيراً، يفرح، ويحزن، ويحلم، ويتألق، وينكسر، يصيب، أو يخطأ، لأنه ابن حياته الاجتماعية، يرتبط بها على نحووثيق-شأن كل فنان مبدع أصيل-ومن هنا يأتي سرُّتمايزه في التقاط الحدث، أي حدث يجري من حوله، بتفاصيله الصغيرة التي قد نعيد اكتشافها في صور قصيدته، بعد أن يبثَّ الرُّوح في أثر الواقع، ويعيد خلقه بشكل مدهش، أخَاذ..!.

بيدأن مايميزالشاعرعن سواه، هوحساسيته الشديدة تجاه ماحوله، حيث أنه دأب على أن يتفاعل مع الواقع بشكل استثنائي، نتيجة رهافة شعوره، الأمر الذي يجعل ملكة التلقي لديه تبلغ أوجها، إذ نجد أن الحادثة التي تنعكس في نفوس الناس من حوله، يلتقطها هوبطريقة جدّ مغايرة، يجلي ملامحها، ويبدع صورها، بعد أن يزيل الركام عن بعض جوانبها، إلى الدرجة التي قد تدعو من يعايشها، يستشرف خلقها الثاني، منبهراً بروح الشاعرالاستثنائية.
ولعلَّ مايسجل للشاعر، بأكثرمن سواه، أنه يرتبط بحميمية، مع عالمه، بشراً، وأمكنة، يحسّ بأواصرتربطه إلى مفردات هذا العالم، بحيث لايستطيع الفكاك عنها، بسهولة، لذلك فإن انتقاله من منزل إلى آخر، إنماليترك في نفسه أثراً كبيراً، قد يستمرطوال حياته، ويصبح الأمرأفدح في ما لو اضطرَّ للنأي عن مكانه كاملاً،راضياً أو مكرهاً، وهوما ينطبق وبوتيرة عالية، على علاقته بمحيطه الاجتماعي، أسرة، وجيراناً، وأصدقاء، ومعارف، كي يحس بأسى جدعميق، في ماتعرضت العلاقة بينه وأحدهم لخلل ما، ويبلغ الأمرذروته، إن كان فراق هؤلاء، أزلياً، لاموقوتاً، فحسب...!
ومن بين هاتيك الأحزان، العالية، فجيعة الشاعر، بالأقربين إليه، كأن يفقد أحد والديه، أو أخوته، أو زوجته، أوأحدأطفاله، أوأصدقائه، أووطنه، حيث تستعر لجج اللوعة بين أضلعه، وقد تظلّ لذلك سطوة عالية، على إبداعه، بل وحياته، إلى وقت طويل، وما أكثرما ترك الشعراء قصائد إبداعية، موغلة في التأثير، في مثل هذه الحالات، تستعيد مشهد نكبة الشاعر، كماهو، حيث تأسر متلقيها، مهما تباعدت المسافة الزَمانية، بين لحظتي الكتابة والقراءة، إلى الدرجة التي تخلِّد ذكريات هؤلاء، في مالواستطاع الشاعرنفخ روح الإبداع فيها، وقد وجدنا تحفاً شعرية، إبداعية، طالمااستفزت أرواح متلقيها، شأن الأعمال الفنية، الفريدة، التي تناولت سؤال الموت، الأكثرمرارة، في لغزه، ودوي ارتطامه، وهويحصد أرواح الآدميين، جرياً على سنة الحياة...!.
إن الشاعرالحق-وكأي فنان- هونبيل في حزنه، كما هوفي سلوكه، ورؤيته، ووعيه، وإنسانيته، ولذلك فإن الأحزان التي تنوش خافقه وروحه، لاتفتأ تعيد صياغة ذاتها، في شكل قصيدة، تخفِّف وطأة حزنه من جهة، كما أنها تسهم في إضافة بعض من نبرة أساه، في نشيدالألم الإنساني-وهوالمطهِّرالروحي- من جهة أخرى، كي يكون هناك نص إبداعي، مواز لمعاناة الشاعرالعالية، وروحه السامقة.....!
وهكذا، فإننا لنجد، أن الحزن الذي يعانيه الشاعر، ويظل-عادة-أسيراً بين ثنيات ضلوع غيره، إلى لحظات مواتهم، يترجم من لدنه، في إطارإبداع إنساني، ولقد كان"الرِّثاء"، أحد الأغراض الأكثرتأثيراً، في النتاج الشعري لديه، حيث غدت مراث كثيرة، جزءاً من ديوان حيوات المجتمعات، و ثمة شخصيات تاريخية، من أبطال، وقادة، وربما من أناس عاديين، تم تخليدهم، لمجردأنه تم تناولهم في قصائد شعراء عصورهم، وهناك من لم نكن لنقع له على أثرالبتة، لولا مثل هذه القصائد، ولكأني-هنا-بحزن الشاعرالنبيل بوابة إلى الشعرالعظيم..!.



[email protected]
*بمناسبة فجيعته بالغياب المباغت لرفيقة دربه الفنانة ونيسة الحكيم التي جاءت إلى دولة الإمارات ليكون هذا المكان محطة عابرة في حياتها وأسرتها، من دون أن تعلم أنه المحطة الأخيرة لها، لروحها الشفافة، والإنسانية، فراديس الخلود..!



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعروقصيدته:أيهما يكتب الآخر..!
- اللغة في النص الفيسبوكي:
- الكتابة الاستذكارية
- سنة كاملة على غياب مشعل التمو*
- رؤية المبدع
- أسئلة التجنيس الأدبي فضاء الولادة الجديدة
- كاسرات الصمت
- المحنة والامتحان:
- ديوان الحياة
- هذا الدم الكردي النبيل...!
- كاميراالصحفي
- جبهة الكتابة:
- الكتابة تحت الطلب
- النص الفيسبوكي وإشكال التجنيس:*
- تجليات الوعي بالموت: محاولة إعادة كتابة المصطلح
- بدلاً عن محمد غانم-
- طائر الباتروس-1-
- الأكاديمية العليا للجريمة..!.
- إعلام الثورة ثورة الإعلام -قراءة نقدية
- مابعدالأسطورة:


المزيد.....




- المؤسس عثمان ح161 .. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 161 مترجمة HD ...
- ملحمة تاريخية… مسلسل صلاح الدين الأيوبي الحلقة 25 باللغة الع ...
- الثقافة واليونسكو يؤكدان أهمية دعم القطاع الثقافي في فلسطين ...
- الشعلة الأولمبية على السجادة الحمراء لمهرجان كان السينمائي
- فستان الممثلة الأسترالية كيت بلانشيت يثير جدلا في مهرجان كان ...
- -عائدة-.. فيلم وثائقي يحقق حلم العودة إلى فلسطين
- افتتاح متحف لأعمال الفنان بانكسى فى نيويورك
- روسيا توجه دعوة لمؤسسات السينما القومية للمشاركة في الجائزة ...
- معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية يحتفي بالنسخة ...
- معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية يحتفي بفيلم R ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - الشاعرفي أحزانه العالية