أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي يوسف - بابانِ لِـبيتِ الـلّــهِ














المزيد.....

بابانِ لِـبيتِ الـلّــهِ


سعدي يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1069 - 2005 / 1 / 5 - 10:11
المحور: الادب والفن
    


في الثاني من كانون ثاني 2005 ، كنتُ أغادرُ ، مع صديقتي ، مرفأ بورتسموث الهائل ، و الجميل أيضاً إذا قارنتَــه بساوثهامبتِن ، متجهَينِ إلى ســالزبري Salisbury ، بلدة الكاثدرائية الشهيرة التي بُـنِــيتْ أوائلَ القرن الثالث عشـــر ( الميلادي طبــعاً ) .
كان زلزال البحر الآســيويّ يضع مِــيْــسَــمَــه على كل شــيء هنا : التلفزيون ، حديث المقاهي والمشارب ، الصحف ، الإذاعة …
إحدى قنوات التلفزيون كانت بثّتْ في ساعات الصباح الأولى ، نبأً موجَــزاً يفيدُ بأن رئيس أساقفة كانتربري لم يعُــد يؤمنُ بالله بعد التســونامي !
أخبرتُ صديقتي الخبرَ .
كنا أمضينا ساعةً أو نحوَها في متحف بورتسموث ، وعرفتُ أن تشارلز ديكنز مولودٌ هنا ، وأن أيام اللورد نيلسون الأخيرة كانت هنا أيضاً ، كما عرفنا أن بورتسموث كانت أربعاً من البلداتِ يوماًما … إلخ .
دخلنا مخزناً فيه صحفٌ . اشترينا نسخةً من الصنداي تلغراف ، إذ أن حديث رئيس أساقفة كانتربري كان منشوراً فيها !
الدكتور روانْ ويليَــمْــزْ Dr Rowan Williams رئيس أساقفة كانتربري قال:
" المسألة هي … كيف بمقدوركِ أن تؤمنَ بإلــهٍ يسمحُ بمعاناةٍ على هذا النطاق ؟ "
مضيفاً أن الصلاة لا تقدم حلولاً ســحريةً !
قبل هذا الكلام بشهورٍ ، أعلنَ رئيسُ الأساقفةِ رأيه صريحاً ، ضد الحرب في العراق ، قائلاً إن الله سيحاسبُ من اختارَها ســبيلاً .
*
بلغْــنا سالزبري عصراً .
تركنا السيارةَ في مرآبٍ قريبٍ من الجادّة العامّــة ، واتّـجهنا إلى الكاثدرائية .
غريبٌ كيف تتماثلُ الـمدنُ والبلْــداتُ !
مدن الجامعات تتماثل . مدن الكاثدرائيات تتماثل أيضاً . هنا في سالزبري ، الكثيرُ ، ممّـا يجمع بين البلدة وبلدةِ كاثدرائية شهيرةٍ أخرى ، هي كاثدرائية كانتربري ، الـمـحـجّ ، ومقام الدكتور روانْ وِيلـيَــمز الذي لم يعد يؤمن بالله …
تدخل كاثدرائيةَ ســالزبَرِي ، لتدخل في صبوةٍ من صبوات الإنسان :
البناء مرهَفٌ ، حتى ليبدو رقيقاً ، والزجاج المعشَّــقُ أبهى من أن يوصفَ وصفاً عابراً .
أهمية كاثدرائية سالزبري أنها تحتفظ بنسخةٍ من " الماجنا كارتا " الشهيرة ، وبختْــمِ الملك جون الذي أصدرَ الوثيقة ، في العام 1215 الميلادي ، باللغة اللاتينية ، واضعاً الأساسَ للتطور الديمقراطي في المملكة المتحدة .
ثمّتَ ، في الكاثدرائية ، قاعةٌ مخصصةٌ للماجنا كارتا ، تدعى The Chapter House ، وتعتبَـر الإنجازَ الأكثر اكتمالاً للعمارة القوطيّـة بإنجلترا . ويعود تاريخ بنائها إلى أواسط القرن الثالث عشــر ، وتعتمدُ مبدأَي الإنتظام الهندسي والنباتي في آنٍ .
قُـبّــةُ القاعة ترتفع على ما يشبه أغصاناً تفرّعتْ ، منتظمةً ، من جذعٍ في منتهى الرقّــة .
كل شــيءٍ يَـشِـفُّ كأنه من زجاجٍ … حتى الرخام يشِــفُّ .
إن روح الماجنا كارتا تتبدّى هنا ، كأنها في انبثاقها الأول .
الماجنا كارتا ، بابٌ في كاثدرائية سالزبري .
*
قبورٌ لا تتعدى العشرة تحيط بالـمُـصَـلّـى حيث المصاطبُ .
هذه القبور لا تشكِّـلُ نقيضاً ، فهي تكاد تَــخفــى .
أحد هذه القبور استلفتَ انتباهي .
كان لفارسٍ شــابٍّ ، مُــدَّرِعٍ ، بكامل ســلاحه ، هكذا يقول تمثالُــهُ المتمددُ فوق الضريح .
وأقرأُ :
وليم لونغسيبي الأصغر Williem Longsepee The Younger
ابنُ إيرل سالزبَري Son of The Earl of Salisbury
قادَ الفرسانَ الإنجليز ، في الحملة الصليبية السابعة ، في الهجوم على المنصورة بمصر .
وسقطَ قتيلاً بطلاً في العام 1250
دُفِــنَ في عكّــا .
*
إنه الباب الثاني للكاثدرائية !
أيُّ البابَــينِ هو الأوســعُ في عالــمنا المضطرب هذا ؟



لندن 4/1/2005



#سعدي_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبو إبَـــر … أبو طُــبَــر
- أطاعَ غناءَ الحوريّـاتِ
- عــرَبـةٌ ذاتُ ثلاثةِ جِــيادٍ
- بطاقةٌ إلى ممدوح عدوان
- الحصـــانُ والـجَـنِــيْـبَـةُ
- إذاً … خُــذْها عندَ البحرِ
- - الحوار الـمتـمدِّن - : رئةُ الحريةِ ورايــتُــها
- لا قهوةَ في الصباح
- اســـتِــجــابةٌ
- بِــيانُــو كوندولــيزا رايس
- الــنَّــقيــضُ
- تَـعْـشِـــيـقٌ
- الــماندولــيــن
- نــبْــتـةُ الوردِ الإيرلنديّ
- كيف تأتي القصيدة ؟
- محمد علي اسماعيل : الزمنُ مضطرَباً …
- تَـــداخُـــلٌ
- ســانْتْ آيفيس St. Ives*
- مُــلْـحَــقونَ بالقوّات EMBEDDED
- ســـامرّاء


المزيد.....




- طريقة تنزيل تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 نايل سات لمتابعة ...
- نتنياهو عن إصدار مذكرة اعتقال ضده من الجنائية الدولية: مسرحي ...
- كرنفال الثقافات في برلين ينبض بالحياة والألوان والموسيقى وال ...
- ما الأدب؟ حديث في الماهية والغاية
- رشيد مشهراوي: مشروع أفلام -من المسافة صفر- ينقل حقيقة ما يعي ...
- شاهد الآن ح 34… مسلسل المتوحش الحلقة 34 مترجمة.. تردد جميع ا ...
- مصر.. تأييد الحكم بالسجن 3 سنوات للمتسبب في مصرع الفنان أشرف ...
- بعد مسرحية عن -روسيات ودواعش-.. مخرجة وكاتبة تواجهان السجن ف ...
- بقضية الممثلة الإباحية.. -تفاصيل فنية- قد تنهي محاكمة ترامب ...
- مصر.. القبض على فنان شهير بالشيخ زايد بتهمة دهس سيدتين


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي يوسف - بابانِ لِـبيتِ الـلّــهِ