أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهار حسب الله - قصص قصيرة جداً (أوتار ذابلة، أوراق وأقلام، عرس في المقبرة)














المزيد.....

قصص قصيرة جداً (أوتار ذابلة، أوراق وأقلام، عرس في المقبرة)


نهار حسب الله

الحوار المتمدن-العدد: 3506 - 2011 / 10 / 4 - 23:48
المحور: الادب والفن
    


أوتار ذابلة

كان لديها لسان مُعبر وصوت ينصت إليه كل سامع، كان باستطاعتها نشر الحزن بلحظة وإخفاءه باللحظة ذاتها.. إنها آلة العود التي أعزف عليها بشكل يومي مع بداية دلوك الشمس، وحتى انشقاق الفجر لاستقبل عملي كعامل بناء.
وفي إحدى الأماسي، وأنا أعزف بنهم ومتعة عالية فوق سطح البيت، كنت اشعر باني أساعد النجوم على الانسجام مع القمر والاهتمام بجمال ضيائهما الخافت الذي ينير عتمة الليل.
كان الاحساس غاية في الروعة، إلا انه انقلب دونما سابق إنذار حينما تنبهت لأوتار الآلة التي بدأت تتلوى وتتكوم وتذبل على جسدها الرقيق.
لم اشعر حينها إلا بالسماء وهي تغادر أضواءها مع توقف اللحن، وسرعان ما صار الكون عتمة قاتمة، واحتفى القمر معلناً حربه مع النجوم.
أحسست لحظتها بان شرايين قلبي تقطعت، وباتت كل اطرافي تستقبل إيعازات عبثية غير منطقية بسبب ضعف وصول الدم إليها.
أدرك حينها بان آلتي قررت الانتحار من شدة بأس أصابعي وعنف أظافري التي يكسوها الاسفلت طوال ساعات النهار.

أوراق وأقلام

أطلق الجوع سمومه على قرية (أمازشت) وصار يرغم سكانها على الانضمام الى مسرح المجاعات اللامنتهي.
بدأ العوز ينحت رسوماته القاسية على قسمات وجوه السكان، ويرغمهم على إعلان استياءهم، وسرعان ما خُطت اللافتات المطالبة بالزاد والشراب وصارت تعلو جدران كل بيت في القرية، مما أوقع حاكمها في مأزق الحرج.
لم يجد سبيلاً للمحافظة على كرسيه الذهبي سوى التجوال في الدروب لتهدئة الامور.
ابتدأ تجواله مع حاشيته مطلقاً وعوده التي لا أمل من تحقيقها، إلى ان توقف عند لافتة كانت مرتفعة على جدران كوخ خشبي بائس كان قد كتب عليها (طالبوا بالاوراق والاقلام فهي زادكم الدائم).
طلب الحاكم ممن حوله استدعاء كاتب العبارة.
نفذ الامر في غضون ثوانٍ، ومثل صاحب الشأن امام الحاكم بوجه غير آبه بكل ذلك الجبروت.
سأله الحاكم وكانه يستعرض أمام الجمهور:
- هل لك ان تفصح عن متطلباتك، العبارة غير واضحة بما فيه الكفاية.. ماهي حاجاتك؟
- الأمر واضح جداً يا سيدي.. المجاعة تتفاقم يوماً بعد آخر، والموت يطوق الجميع، ولا جدوى منكم سوى الكلام، والأفضل ان نطالبكم بأقلام وأوراق بغية كتابة وصايانا لنخلد ذكرياتنا لمن سيحل بعدنا.

عرس في المقبرة

ولد في المقبرة، وعاش طفولته يلاعب اشباحها، امتهن حفر اللحود متوارثاً المهنة عن ذويه.. أجادها باحتراف عندما دفن عائلته الواحد تلو الآخر، وزين قبورهم بالازهار والبخور.
طالت أنفاسه حتى بلغ سن الشباب.. وتفجرت في داخله احاسيس عاطفية مشبعة بالحنان والرومانسية غير المألوفة ليقرر الاستقرار في عش الزوجية، والابتعاد عن عزلة القبور الموحشة.
جهز نفسه لهذا التغير الحياتي فحفر قبراً واسعاً ودهنه بطلاء أبيض اللون ودفن نفسه مع اول جثة شابة جاءت للمقبرة.



#نهار_حسب_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا بعد مقتل هادي المهدي؟
- قصص قصيرة جداً (هي في مكان آخر ، معزوفة ، صدأ الورد)
- الكمامات.. قصص قصيرة جداً
- تقسيم والمُصور ... قصتان قصيرتان
- جيفارا.. نور المكان / قصة قصيرة
- قبور.. قصص قصيرة جداً
- وفاء وردة..قصة قصيرة
- قصص (أمل والشيطان لغة الحوار زهرة قلب)
- دورس شكسبير.. قصتان قصيرتان
- كلمات قصصية قصيرة جداً
- دروس برنارد شو.. قصتان قصيرتان
- موسيقى السلاح وانسانية القلم.. قصتان قصيرتان
- التفاؤل في زمن مشؤوم.. قصص قصيرة جداً
- التعبير الصامت.. قصتان قصيرتان
- منجز وطني.. قصة قصيرة
- عصفورة في ميدان الحرب والقلم.. قصتان قصيرتان
- صور..قصص قصيرة جداً
- الباحثات عن الحب.. قصص قصيرة جداً
- دماء كنيسة سيدة النجاة بريشة فنانة عراقية
- ستة قصص قصيرة جداً


المزيد.....




- الفنانة شيرين عبد الوهاب تنهار باكية خلال حفل بالكويت (فيديو ...
- تفاعل كبير مع آخر تغريدة نشرها الشاعر السعودي الراحل الأمير ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 158 مترجمة على قناة الفجر الجزائري ...
- وفاة الأمير والشاعر بدر بن عبدالمحسن عن عمر يناهز 75 عاماً ب ...
- “أفلام تحبس الأنفاس” الرعب والاكشن مع تردد قناة أم بي سي 2 m ...
- فنان يحول خيمة النزوح إلى مرسم
- الإعلان الأول حصري.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 159 على قصة عش ...
- أكشاك بيع الصحف زيّنت الشوارع لعقود وقد تختفي أمام الصحافة ا ...
- الكويت.. تاريخ حضاري عريق كشفته حفريات علم الآثار في العقود ...
- “نزلها لعيالك هيزقططوا” .. تردد قناة وناسة 2024 لمتابعة الأغ ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهار حسب الله - قصص قصيرة جداً (أوتار ذابلة، أوراق وأقلام، عرس في المقبرة)