بقعة هاربة من الضوء

يالها من كلمات (بركات معبد) .. تتجول بأروقة ذاكرتنا الثكلى بخطى حزينة مبعثرة ...كل الام ووجع سنين أعمارنا.. وكم من جسد فقد ظله

إرسال شكوى على هذا التعليق          51 أعجبنى             المزيد-الاشراك   

---

يعبر الشاعر بركات معبد، في قصيدته - بقعة هاربة من الضوء - عن رؤية قومية .. مع توفيق كبير في الأبيات ، وكان توظيف الرمز رائعا في التعبير عن رؤية شاملة للواقع العربي .. لكن الرمز يتصادم مع مباشريه ونزعة للتفسير نراها في الأبيات :
( ولم نعد نأنس
للهاث الشيوخ على طاولات الحوار
فكيف تحتمي الأجيال
باقتسام الرأي على مقابر الشهداء
أوفي مجالس العاجزين )
هناك قصديه وتعليق من الشاعر .. ثم ان مجالس العاجزين، لا تملك صورة جديدة .. لكن هناك فرق شاسع بين قصيدته تلك وبعض قصائده القديمة .. فسابقا كان يخلق عوالم شعرية توازى نفسه .. أما حاليا فهو يخلق عوالم شعرية موازية للواقع محاولا تجاوزه .. وهو ما بدا في مطلع القصيدة :
( خذ بيدي واعبر بى وجودا جديدا )
يتبع

إرسال شكوى على هذا التعليق          103 أعجبنى             المزيد-الاشراك   

---

تابع التعليق
كما هناك عزوبة وجماليات الرمز نراها في الأبيات التالية :
(تضج بأشواق الصباحات
وأحلام الطيور
تتلمس شوارع السماء )
إنها جميلة جدا .. وتصويرا بديعا للأحلام والآمال التي تجرى في الشارع العربي، وهاهي أبيات أخرى شديدة الجمال :
(الشهيد الذي ودعه النخيل بالزغاريد
يحمل أربعين صباحا
من صهيل الميادين
ويتقاسم مع الواقفين
حنين التمرات في حجر أمه
يلقنها مثلهم
آية للحياة قبل أن تمنحه قبلة البقاء )
أنه إشراق للغة، تنكشف مع بطولة الشهداء وعظمتهم، وارتفاع هاماتهم كشموخ النخيل ، عندما يستشهدوا في ميادين الحرية، لكن براعة الشاعر تكمن في إعطاء الشهيد - المتوفى- طاقة الحياة، فتحوى القصيدة مفردات رامزه لطاقة الحياة .. كالطيور والسنابل والعشب .. ووريد الأمهات .. فكأن الشهيد يتضافر موته ويلتحم مع الوطن .
تلك بعض الملاحظات أقدمها مع تحية للشاعر .

إرسال شكوى على هذا التعليق          77 أعجبنى             المزيد-الاشراك   

---