فشلت محاولات قضم الثورة فى مصر

حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 3379 - 2011 / 5 / 28 - 02:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

فشلت كل محاولات تحويل مظاهرات يوم الجمعة 27-5 الى مقصلة لأعدام القوى المتنافسة سياسيا فى مصر,وفشلت ايضا انتهازية قوى الثورة المضادة المتحركة عرائسيا عبر خيوط غربية ,وماتت محاولاتها المنحطة لاشعال نار الفوضى والتطاحن ,فى الميادين الثورية ,وانكسرت ايضا الاسلحة الخشبية التى أكلها السوس ونخر اعوادها,والتى كان يراد عن طريقها الالتفاف على ارادة الشعب المصرى العظيم ,



كان الداعون الى مظاهرات اليوم ,أو الاعلى صوتا فيهم ,يريدون اعلانها ثورة غضب ثانية, بمعنى لا لبس فيه ,ان تلك الهبة الجديدة ,هى ثورة ثانية,تريد الاطاحة بما يجرى فى الوقت الحالى على وفوق ربوع مصر 25 يناير ,وكانت الرايات الحربية المرفوعة مكتوب عليها, الدستور اولا ,لا لحكم المجلس الاعلى للقوات المسلحة ,ونعم لمجلس رئاسة مدنى (من مين معرفش) لا لاجراء الانتخابات فى سبتمبر ,,ونعم لاستمرار حكم العسكر بعد تأجيل الانتخابات (فى تناقض واضح مع مطلب مجلس الرئاسة المدنى),,ولا أعتراف بنتائج الاستفتاء الديموقراطى الذى تم وانتهى بحكم الشعب المصرى وسيادة كلمة نعم,لكافة الاجراءات والاليات الديموقراطية وخارطة الطريق الزمنية التى تم الاستفتاء على ترسيخها كمنهاج لتحقيق اهداف الثورة المصرية؟؟وكان نفس هؤلاء الداعون الى تلك المطالب يرون ان الوضع الطبيعى للثورة الجديدة ,هو الاستمرار فى التظاهر والاعتصام,خصوصا فى ميدان التحرير ,حتى تسقط الدولة الدينية المزمع انشائها فى مصر كما يرون ؟



لكن والحمد لله,انتصرت ارادة الحرية,وفازت القوى الديموقراطية ,وعلى رأسها حركة 6 ابريل,وكذلك شخصيات عامة محترمة مثل الاخت نوارة نجم,حيث الزمت تلك القوى المحترمة كافة المتطرفين الاقصائيين,على القبول بحصر مطالب المظاهرة,أو الثورة الثانية, ,فى الخطوات التى عليها اجماع وطنى ,,مثل الاسراع فى اجراءات محاكمة رموز النظام المخلوع ,وكذلك سرعة اقصاء رموز الحزب الوطنى الباقية فى اماكنها بكافة مفاصل الدولة,والعديد من المطالب الاخرى التى لا يختلف عليها احد ,كذلك تم رفض الاعتصام بالميدان ,,والاكتفاء بميعاد محدد لانهاء التظاهرة فى نفس اليوم الجمعة 27-5,ومع ذلك فأن البعض حاول تسويق الدعوات الخلافية فى الميدان,لكنه فشل بجدارة ظاهرة لكافة المراقبين ,المحايدين,وبقيت فقط بضعة محاولات من قبيل المشاحنات الغير مرغوب بها فى مثل تلك المراحل الهامة فى تاريخ أى أمة محترمة ,



اذن فشلت محاولات الالتفاف على الاستحقاق الديموقراطى ,قبل ان تبدأ مظاهرات الغضب الثانية,وانتهت التظاهرات,على ارضية اتفاقية فى معظم مطالبها ,ولم تتم مهاجمة المجلس الاعلى للقوات المسلحة تحت أى راية,والغيت دعاوى الاعتصام,وافتقد الجميع لمساهمات قوى الاسلام السياسى,التى كانت ستعطى زخما أكبر للمشاركة,وستوفر اجماعا وطنيا مطلوبا بشدة فى تلك الايام العصيبة,, وبالتالى فالمطلوب هو الحفاظ على اللحمة الوطنية ونبذ الاقصاء ,واحترام ارادة الجماهير,والتعلم من اخطائنا ,والاعتراف بهفواتنا جميعا ؟؟



بقيت نقطة واحدة الا وهى اننا نعتذر بشدة للفنانة الكبيرة المحترمة شريهان,التى تحرش بها المئات من المندسين,وسط لا مبالاة من قوى وحراس وأوصياء الدولة المدنية,وهو نفس الموقف الذى حصل منهم ,يوم موقعة الجمل,لكن مع اختلاف التفاصيل

#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات