يا ثوار مصر ,,بعض الهدوء ,لو سمحتم

حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 3295 - 2011 / 3 / 4 - 00:45
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    

بعد ان تجاوبت قواتنا المسلحة المصرية الباسلة وقادتها المحترمين, لمطلب اقالة أو استقالة حكومة الفريق احمد شفيق, وبعد تكليف الدكتور عصام شرف استنادا الى مطالب الثوار ,نظرا لمشاركته فى فعاليات الثورة ,واستنادا الى تاريخه المشرف فى فترة توليه وزارة النقل لمدة قصيرة وتحمله المسئولية بصدق فى تلك المدة ,خاصة عندما قام بالاستقالة على الفور عندما لم يلمس تعاونا من الحكومة التى كان عضوا بها بعد خلافات متعددة مع رئيسها انذاك,وتحمله لمسئولية حادث قطار القليوبية بشجاعة,نقول اننا نحتاج الى بعض الهدوء حفاظا على ثورتنا لو سمحتم , اننى كمواطن مصرى شارك بدون مواربة فى احداث الثورة , كغيره من ملايين المصريين,ومع اننى لا احبذ ابدا المباهاة,فقد وثقت مشاركتى يوم 29 يناير (يوم عيد ميلادى وثالث ايام الثورة) بوضع فيديو على صفحتى بالفيس بوك لذلك اليوم ,وانا خجل من قول ذلك ,لكن للضرورات احكام ,,فانا احاول ان اتحدث من منطلق مواطن مصرى بسيط شارك فى الثورة-دون ادعاء بعد ان كثر المدعين- وله رؤية فى كيفية حمايتها.

ان قوى الثورة المضادة تسرح بمعنى الكلمة فى الشارع المصرى حاليا,الثوار يحاولون انجاز البناء الفوقى ,والمرتدون الفاسدون يحتلون الشوارع , فى جولة سريعة بمحافظة المنيا ,وجدت حريقا هائلا ,قد وقع فى معرض منتجات متنوعة خاص ببعض شباب الخريجين,(عدد الشباب العارضين حوالى اربعين شابا) وخسائرهم تجاوزت المليون جنيه ونصف المليون, وقد لمست بنفسى حالة هؤلاء الشباب الناقمة بسبب ما يعتقدون انه انعدام للامن الذى يفسره لهم البعض بانه ناتج عن احداث الثورة ,كما استمعت الى اراء بعض المواطنين العاديين الذين بدأوا يتململون بعد ان تعددت تلك الاحداث المريبة ,وكان سؤالهم ما هو ذنب هؤلاء الشباب؟ لقد اختار الجناة مكان الحادث بدقة ,فهو من المعارض التى كانت تتم رعاية من محافظة المنيا والحزب الوطنى المخلوع؟

ثم تابعنا جميعا ما وقع من احداث فى سجن دمنهور العمومى وما نتج عنه من ازهاق لبعض الارواح ؟ كما تنوعت بعض الاحداث العمالية والوظائفية من وقفات احتجاجية ,الى محاولات الاعتداء على بعض المسئولين ,بل الى قتل احدهم بالفعل ؟ وهى احداث عمالية او احداث تخص موظفين تحدث باضطراد فى كافة انحاء مصر ؟ ورغن ان البعض يرى ان الغبن والظلم الشديد الذى تم خلال العقود الماضية هو الذى دفع هؤلاء المظلومين الى الخروج الان بعد الثورة ,وان هذا احد حقوقهم النضالية ,فاننى اؤكد وبناء على مالمسته فى احدى شركات التأمين الكبرى من احداث فى القاهرة,ان تلك الاحداث تتم برعاية اعضاء النقابة واعضاء مجلس الادارة المنتخبين الذين هم تابعين للحزب الوطنى الفاسد المخلوع,والذين كانوا فى السابق يقتادون موظفى الشركة لانتخاب مرشحى الحزب الوطنى فى انتخابات مجلس الشعب فى دائرة معينة مع ان كل موظف يسكن فى مكان مختلف بعيدا عن تلك الدائرة الشهيرة وسط القاهرة,فلماذا استيقظ هؤلاء الان ؟

ايها الثوار المحترمين ينبغى ان نهدأ قليلا,وان نتابع بعمق حجم ما يتم تنفيذه من مطالب الثورة العامة ,لكننا ينبغى ان ننظر بملأ اعيننا الى ما يحدث على الارض فى المحافظات وفى الشوارع وبين العامة,ان مراقبتنا الهادئة الواعية لتحقيق مطالبنا سوف يسحب البساط من تحت من يدبرون بليل لاجهاضنا,فنترك للدكتور عصام شرف فرصة العمل ,لا بل علينا ان نقدم المساعدة العاجلة سواء بالتواجد فى كل حارة وكل بيت وكل زاوية والحديث الى الناس , او بالتوعية لبعض اصحاب المطالب العمالية والفئوية ,الذين لديهم كل الحق فى المطالبة بها,وان نوصيهم ببعض الصبر حتى تتم تحقيق المطالب العليا,او التصدى للبلطجية الذين باتوا يسيطرون على بعض المناطق فى المحافظات النائية لنعوض الاداء المتراخى المتهاون المتعمد من قبل رجال الامن, ان الثورة ودماء شهدائنا الذين دافع بعضهم عنى شخصيا يوم موقعة الجمل,تسترعى منا ان نكون منتبهين وواعين لما يحاوله البعض من تدبير خبيث يستهدف تحويل التأييد الشعبى الهائل للثورة ,كما يستدعى ايضا وبجبن ونذالة محاولات للوقيعة بين قواتنا المسلحة العظيمة وبين شباب ثورتنا البواسل,لو سمحتم قليل من الهدوء وكثير من الانتباه وتعظيم سلام لشهداء مصر..

#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل