أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامان كريم - الحكومة التي ستتشكل هي ليست لتوفير الامن والخدمات، بل حكومة لحسم الصراع على طابع الدولة!















المزيد.....

الحكومة التي ستتشكل هي ليست لتوفير الامن والخدمات، بل حكومة لحسم الصراع على طابع الدولة!


سامان كريم

الحوار المتمدن-العدد: 3191 - 2010 / 11 / 20 - 18:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحكومة لم ولن تتشكل في العراق، ربما تعلن، لكن هي ليست الحكومة التي تدير الدولة. لان اساس القضية ان الدولة في العراق ليست موجودة. ان الحكومة التي ستعلن، هي حكومة لديها رأسان وتديرها حركتان برجوازيتان متناقضتان في توجهاتهما وسياساتهما وأهدافهما. كل واحدة منهما اي الحركة القومية العربية بقيادة القائمة العراقية في الحكومة وحركة الاسلام السياسي الشيعى بقيادة التحالف الوطني تحاول طبع الدولة حسب اتجاهها، القائمة العراقية تحاول طبعها بطابع عروبي وارجاع العراق الى احضان " الامة العربية" حسب اقوالهم والاسلام السياسي يحاول طبع الدولة بطابعه الخاص "الاسلامي" بملحقات عروبية او عراقية. هذا الصراع الشديد والعميق يأخذ طابع الصراع السياسي وعلى كافة الصعد خلال المرحلة القادمة في العراق. ويمثل في الوقت نفسه صراعا بين إيران من جانب وامريكا من جانب اخر، يمثل صراعا بين المحور التركي - العربي من جانب وإيران وحلفائها في المنطقة من جانب اخر. هذه هي لوحة الصراع السياسي التي اعاقت وتعيق تشكيل الحكومة. لان قضية الحكومة هي في الوقت نفسه خطوة في بناء الدولة كما قال المالكي قبل اجتماع البرلمان بيوم واحد اي يوم 10 من الشهر الجاري حيث قال" ان يوم الخميس المصادف 11.11. 2010 يوم ليس فقط لتشكيل الحكومة بل لبناء الدولة ايضا" وهو محق في ذلك ويعرف حق المعرفة ان الدولة ليس موجودة في العراق، الدولة ليست لديها صاحب في العراق، هو يريد الحكومة لطبع الدولة بطابع الحركة التي تراسها اي بطابع اسلامي-عروبي قريبة من إيران تطيع اوامرها، وفي هذا الصدد قال علاوي بعد التصويت على الاتفاقية الثلاثية( الاتفاقية التي تم عقدها بين بارزاني وعلاوي والمالكي ) في يوم 13 من الشهر الجاري " نحن نشارك في الحكومة بفاعلية ونحاول تقليل النفوذ الايراني في العراق" وهذا التصريح يمثل من زاوية اخرى عدم وجود الدولة وهو يريد ان يشارك في الحكومة ليتسنى له ولقائمته الحركة القومية العربية بناء الدولة وطبعها بطابعها العروبي. هذه هي مشكلة ولب الصراعات التي تمخضت عنها العملية السياسية الراهنة.

إذن القضية ليست تشكيل الحكومة التي تدير الدولة، تدير شؤون الدولة امنها وخدماتها واستقراها بل اعلان تشكيل الحكومة لحسم قضية الدولة، وكل حسب اتجاهاتها السياسية المختلفة والمتناقضة. ولكن كل هذه الصراعات والمشاكل والقضايا التي تتفاعل في خضم الأوضاع الراهنة تمر عبر صراع اشد واعمق، صراع القوى الراسمالية العالمية الكبرى لتقسيم العالم مجددا. هذه القضية تعقد الأمور السياسية وتطبع الدولة في العراق بطابع احد الحركات السياسية، الى درجات اشد غموضا وتعقيدا.

ان لوحة مجريات الامور بعد الـ11 و 13 من الشهر الجاري اي بعد اجتماعين مختلفين للبرلمان تؤشر بشكل واضح عمق الصراع السياسي بين الحركتين القومية العربية والاسلام السياسي الشيعي بين إيران وامريكا بين إيران والمحور التركي-العربي... حيث بعد 13 من الشهر اي بعد التصويت على الاتفاق الثلاثي.. الاتفاق الذي يتعلق بتفعيل" ملف المصالحة الوطنية واجراء اصلاحات على قضية اجتثاث البعث، واعفاء كل من صالح المطلق وعمر الكربولي وراسم العوادي وظافر العاني من قرار الاجتثاث، وتشكيل هيئة للسياسات الاستراتيجية بقيادة علاوي..". اعلن عدد من قادة دولة القانون ان هيئة السياسات الاستراتيجية التي من المقرر ان يقودها علاوي هي ليست لديها صلاحيات تنفيذية، بمعنى اخر ليس لها محل من الإعراب. ولكن هذه هي القضية التي وافق علاوي بسببها ان يشارك في الحكومة... إذن الصراع بدأ يتعمق اكثر واكثر بين الحركتين البرجوازيتين.

ان الحركات البرجوازية الثلاثة اي الحركة القومية العربية والاسلام السياسي الشيعي والحركة القومية الكردية وهي كلها لديها ميليشاتها الخاصة بها، وكلها لديها مناطق نفوذها الخاصة بها، مختلفة حول امور عدة ومتناقضة فيما بينها ايضا حول طابع الدولة، لكن في الوقت نفسه متفقة على قضية واحدة وهي الحفاظ على الملكية الخاصة والعمل الماجور، متفقة على إبقاء الفقر والمجاعة والبطالة في العراق، متفقة على تقسيم الفساد في العراق، متفقة على الوقوف بوجه العمال ومطالبهم، متفقة على اقصاء الجماهير من العمل السياسي ورسم المصير السياسي للبلاد، متفقة على جلب الاستثمارات ومص دماء العمال من خلال توفير افضل فرص للإستثمارات الراسمالية الاجنبية والمحلية، من خلال الإعفاءات الضريبية، ومنع الاضرابات والمنظمات العمالية، وسياسات التمويل الذاتي وخصخصة القطاعات الصناعية والخدمية...

القضية واضحة وهي عدم وجود الدولة في العراق. كل واحدة من الحركات البرجوازية الثلاثة تهدف الى طبع الدولة بطابعها الخاص وحسب مصالحها الخاصة. إذن قضية حسم الدولة وطبعها بطابع خاص هي مفتوحة على مصراعيها، سواء كان للطبقة البرجوازية وحركاتها المختلفة او للطبقة العاملة على رغم ضعفها الكبير من الناحية التنظيمة وافقها السياسي اي ضعف كبير في العامل الذاتي والعوائق الموضوعية والاجتماعية التي وضعت امامها. على رغم كل تلك العوائق فان الطبقة العاملة وحزبها مدعوة لتحويل نفسها الى قوة سياسية مؤثرة لقلب موازين القوى لصالح المجتمع، وطبع الدولة بطابعها. خصوصا ان تجربة السبع سنوات السابقة برهنت بصورة لا تقبل اية شكوك، ان الحركات البرجوزية الميليشياتية في العراق ليست مؤهلة لبناء الدولة ولن تتمكن من توحيد صفوفها كطبقة من الجانب السياسي لبناء دولتها. الطبقة العاملة وحزبها مدعوة بقوة للولوج في هذا الصراع.

اخيرا، ربما البرجوازية تعلن حكومتها ولكن كما أكدت هي اعلان فقط، انها حكومتها لحسم الصراع فيما بين أقطابها وليست لادارة البلد وتوفير الخدمات والامن وفرص العمل. إذن الانتظار من هذه الحكومة لتلبية مطالبات سياسة واجتماعية وخدمية هو وهم خطير وسم في الطعام. اي انتظار من حكومة كهذه هي لصالح القوى البرجوازية التي تدير عملية الخراب والدمار في هذه المرحلة. التنظيم والنضال العمالي والجماهيري الدؤوب هو وسيلة اسرع وطريق اسهل للوصول الى تحقيق المطالب. القوى الميليشياتية سوف لن توفر الخدمات والامن. بل ان المرحلة القادمة هي اخطر من الناحية الامنية، وانكى من الناحية الخدمية. الامن والخدمات يجب ان تفرض على هذه القوى من خلال تنظيم صفوف العمال والجماهير. من خلال العمل العمالي والجماهيري المباشر في المحلات والمعامل، في المدن والقصبات. 17.11.2010



#سامان_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بناء تنظيم شيوعي في -الخارج-
- يجب تقديم المتهمين الى المحكمة وليس تكليفهم بتشكيل الحكومة!
- ان تشكيل الحكومة هو بداية لازمات سياسية اكبر بكثير لان الصرا ...
- البرلمان العراقي مجَمعْ للاحزاب الحاكمة ولا يمثل مصالح الجما ...
- الاحتجاجات العمالية لنصف الاول من الشهر ايلول
- لجنة تحقيق البارزاني حول إغتيال سردشت عثمان، لجنة لإخفاء الح ...
- الأزمة السياسية مستمرة، والقوى البرجوازية الميليشاتية متحدة ...
- العراق ما بعد إنسحاب القوات القتالية الأمريكية ! عراق بلا دو ...
- دولة بلا دولة، حكومة بلا تشكيل!
- كلمات مهداة الى العزيزين اسعد ولينا طالب
- انتظار جماهير العراق لتحقيق مطالبهم جراء تشكيل الحكومة وهم خ ...
- من السجل الاسود للإتحاد الوطني الكردستاني و قيادته جميعاً
- نَظموا انفسكم حولَ إعادة النور الى العراق!
- الحكومة الاسلامية في إيران تهاجم العراق في ظل حكومة عراقية م ...
- الاحتجاجات العمالية
- إلى سكرتير اتحاد المعادن والانشاءات والغابات والطاقة (CFME)
- من قاتم، سياسة فاشلة، حكومة فاشلة ! توفير الأمن والأمان من ص ...
- حوار سايت الحزب الشيوعي العمالي العراقي مع سامان كريم حول نت ...
- ما بعد الإنتخابات! لا للعنف
- الحزب الشيوعي العمالي العراقي و يوم المراة العالمي


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي: عثرنا على جثث 3 رهائن في قطاع غزة
- بريطانيا تتهم روسيا بتزويد كوريا الشمالية بالنفط مقابل السلا ...
- خطاب عباس وصورة تميم وبشار، ماذا حدث في القمة العربية بالبحر ...
- طفلة سورية تتعرض للتنمر بسبب تشوه خلقي في عمودها الفقري
- غضب بعد اعتداء تركي على مصري في إسطنبول والسلطات تحقق
- بطاقة حمراء وغرامة مالية لمدرب يوفنتوس بسبب ركله لوحة إعلاني ...
- مطر في بلا قيود: حب الدكتاتوريين لبلادهم هو حب الرغبة في الت ...
- -كنا جميعا تحت الماء-: أفغان يروون لبي بي سي مأساة الفيضانات ...
- بوتين: هجوم خاركيف هدفه إقامة -منطقة عازلة- لمواجهة هجمات كي ...
- -محاولة لصرف النظر وتشكيك في النوايا- جنوب إفريقيا تنتقد رد ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامان كريم - الحكومة التي ستتشكل هي ليست لتوفير الامن والخدمات، بل حكومة لحسم الصراع على طابع الدولة!