أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نضال نعيسة - الحل في حل الدولتين














المزيد.....

الحل في حل الدولتين


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2682 - 2009 / 6 / 19 - 08:29
المحور: القضية الفلسطينية
    


مع دخول إدارة أمريكية جديدة إلى البيت الأبيض، وكالعادة، وبنفس المؤثرات والتقاليد الدبلوماسية المعهودة، تقريباً، التي تحصل مع كل تطور أمريكي داخلي "شكلاني"، ونعني به خروج ودخول إدارة أمريكية، إذ لا تغييرات جوهرية على الصعيد الإستراتيجي البعيد، فإن القضية الفلسطينية تعود لتطفو فوراً إلى السطح، من جديد، وإلى سيرتها الأولى، بعد أن تكون قد شبعت تفصيلات مملة، وشروحات مطولة، ولجاناً دائمة، وأخرى مؤقتة، وخلوات جانبية، وزيارات ودية، في الولاية المنصرفة.

فقد كان الرئيس بوش صرح، مثلاً، في بداية ولايته، بأن الدولة الفلسطينية سترى النور مع نهاية عهده، ولكن شيئاً من هذا القبيل، لم يتحقق، بالطبع، وبقية القصة معروفة للجميع. ولم تخرج الإدارة الجديدة للرئيس باراك أوباما عن هذه التقاليد، ويبدو أنها ستحافظ عليها بأمانة تحسد عليها، إذا لاشيء عملياً، بالتأكيد. فمع بداية حقبة الإدارة الجديدة، كثر الحديث عما يسمى بحل الدولتين، أي دولة فلسطينية قابلة للحياة State Viable، حسب الأدبيات "إياها"، ودولة إسرائيلية اشترط بنيامين نتنياهو على العرب يهوديتها المطلقة، في خطابه الناري الأخير، وإمعاناً في الغلو السياسي، يجب اعترافهم، مجتمعين، بهذه الهوية،.

وفي الحقيقة فإن ما يسمى بحل الدولتين، هي محض مبادرة، أخرى، غايتها ممارسة المزيد من المماطلة المحبـّبة والتسويف الـ Procrastination، واللعب على عامل الزمن والوقت إلى أن تتفق العبقريات الدبلوماسية، الوريثة للعقل الكولونيالي، والتي، ما قتئت، تلعب بأعصاب سكان المنطقة، عن مبادرة جديدة، تكون على سبيل المثال، والدعابة المرّة ليس إلا، "حل الثلاث دول"، وربما فلا شيء غريب في هذا السيرك العربي المقيم، وتتكون من دولة المقاطعة، ودولة إمارة حماسستان الإسلامية، بـ"شكلها الحالي"، ودولة بني إسرائيل كما نعرفها، وهكذا دواليك، وإلى ما شاء البيت الأبيض وشاء الهوى السياسي.

وبمطلق الأحوال، فإن أية دولة فلسطينية، وحسب ما رأيناه حتى الآن، من أنموذج هزيل غير مغر، تجلى في سلطة محمود عباس، ومن قبله الثوري الفتحاوي أبي عمار، فإنها لا تبشر بخير، مطلقاً، ولا تنطوي على أدنى معايير يجب أن تتوفر لبلدية من الدرجة الثالثة، وليس لدولة محترمة ومستقلة وذات سيادة، كما هو مفترض ومطلوب كحلم وطني فلسطيني. إضافة أن الحل على الطريق الحمساوية هو أمر تكتنفه بعض الهواجس والشكوك، وعلى أكثر من مستوى، شعبي، وداخلي، فلسطيني قبل أن يكون على مستويات إقليمية، ودولية، أبعد. وإذا ما استمرت عملية التسويف والمماطلة، على ما هي عليه، وكلها تلعب على عامل الوقت، فلا يتوقع أن ترى هذه الدولة النور أبداً، وكما حدث، بشكل منهجي، ومكرر، خلال الستين عاماً الماضية، وهي عمر ما يسمى بالصراع العربي الإسرائيلي، وإن كان لنا بعض التحفظات، على هذا المفهوم، حيث يبدو الصراع هو عربياً-عربياً، بالدرجة الأولى.

وعلى الجانب الإسرائيلي، فإن رفض سياسات هذا الكيان، وعلى عدة مستويات، نابع أي الرفض، من عدة اعتبارات أمنية وإنسانية وديمغرافية وسلوكية وعقائدية ومفهومية محضة، وبالنظر دوماً إلى معايير الوطنية وأنماط الكيانات السياسية الحديثة المعروفة في علم الاجتماع السياسي، والتي لا تنطبق بمعظمها، حتى اللحظة على، إسرائيل، وبعيداً عن أية حساسيات، تضمينات هولوكوستية محرقية، نحن بعيدون عنها، تماماً. فرفض الإبادات الجماعية أمر مبدئي وقيمي، بما فيه إبادة الهنود الحمر. ووجود كيان غايته العسكرة والتوسع والاستيطان وقضم المزيد من أراضي الغير وممارسة هواية الاحتلال، والاعتماد على سياسات التفوق، ناهيك عن التشبث بهويته الدينية المغلقة، الرافضة لأية هوية دينية، أو قومية أخرى غير اليهودية، قد لا يجلب أي أمان لا لأصحابه ولا لغيرهم، حتى لو امتلكوا أشرس الترسانات العسكرية. ومن أغرب الصدف الديمغرافية عبر التاريخ أن تتماهى في الحالة الكيانية الإسرائيلية الهوية الدينية، حصراً، مع الهوية القومية، ولا يمكن التفريق بينهما في كثير من الأحيان، وهذا طبقاً لمفهوم الدولة الإسرائيلية المعتمد في الدستور الإسرائيلي، وطبقاً لخطاب نتنياهو الأخير.

لذا، فقد يكون الحل الوحيد هو في حل الدولتين، بهذه الحالة، وعلى تلك الشاكلة. وليس بمعنى إبادة أو إلقاء أي منهم في البحري، كما أشاع القوميون العرب الأشاوس، في غابر الأيام الناصرية. ولكن، بمعنى، التخلص، والتحرر من كل هذه الأنماط السياسية الرثة الموجودة حالياً، أي الدولة الإسرائيلية بشكلها الديني العسكريتاري البغيض، والدولة الفلسطينية كما هو متصور ومطروح، " دولة لا حول ولا قوة"، واستبدال ذلك بكيان جديد يضم الجميع، قائم على مبادئ إنسانية، وعلمانية، تسود فيها قيم التسامح، والعدالة، والمساواة والمواطنة وعدم التمييز لا القومي، أو العنصري، ولا أية معايير أخرى لا تتفق مع شرعة حقوق الإنسان، ومواثيق الأمم المتحدة ذات الصلة. فما يميز العصر الحالي، هو السعي لإقامة التكتلات السياسية والاقتصادية الكبرى، وفتح الحدود وإزالة كافة الحواجز ومعوقات التوحد والتلاقي بين شعوب الأرض، وبعيداً عن أية نزعات عنصرية، وفاشية واستعمارية، أخرى.

فهل يقبل الصقور، على كلا الجانبين، بهذا الحل البسيط، والعفوي، وربما الساذج، والبسيط؟



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يقف وراء فوز أحمدي نجاد؟
- من هو الفائز الحقيقي في انتخابات لبنان؟
- ماذا يحدث في إيران؟
- أوباما وأمريكا والإسلام
- أوباما: المسلم أم اليهودي؟
- هل دخل أوباما دائرة الخطر؟
- يا بلاش، مقال ب 2000 دولار
- المعارضة السورية: والدرس الكبير
- الصحوة المسيحية 1-2
- هل تفلت المعارضة السورية من المحكمة الدولية؟
- هل تكون أفغانستان مقبرة الأمريكان؟
- كيلو: أخطأ ام أصاب؟
- شكراً لمحكمة الحريري؟
- طرائف من العالم: لغز السروال الزهري!!!
- هل هناك أمل بإعادة تأهيل الأصولي؟
- إيروتيك تشاينا
- مذبحة التاميل: لا نفط عندك تهديها ولا مال
- لماذا تشوش سوريا على فضائيات المعارضين؟
- الصحوة الكويتية: لا للإسلاميين ونعم للمرأة
- ثورة البراقع اللامرئية


المزيد.....




- مجلس الأمن يناقش إنهاء مهمة البعثة الأممية في العراق
- سجال عراقي - أممي حول بعثة -يونامي-
- تصويت لحجب الثقة بحق رئيسة جامعة كولومبيا
- الخارجية الروسية: الأحاديث الغربية عن نية روسيا مهاجمة دول - ...
- إسبانيا تمنع سفينة تحمل شحنة أسلحة إلى إسرائيل من الرسو في أ ...
- مقتل 3 فلسطينيين بالضفة الغربية
- تونس تتحفظ على بعض النقاط في بيان -قمة البحرين- بخصوص القضية ...
- هزة أرضية تضرب ولاية البويرة الجزائرية
- الاستخبارات العسكرية الروسية: الناتو قدم لأوكرانيا 800 دبابة ...
- الأردن.. مقتل مهربين اثنين وإصابة آخرين خلال محاولتهم تهريب ...


المزيد.....

- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نضال نعيسة - الحل في حل الدولتين