أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيدي المولودي - عيون(6)














المزيد.....

عيون(6)


سعيدي المولودي

الحوار المتمدن-العدد: 2427 - 2008 / 10 / 7 - 02:14
المحور: الادب والفن
    


11 ـ "عين الشعير":
أشفق عليك، يا بذور الكلام، من شهودي.خوفي الممتد من أريج الليل لقبض المتعة. هي، مرات، أبغضتني مواعد الخطو، تمشي في أصابع الضيق. هل تراني، راقدا تحت أعشاب الخلسة، تكيلني الزبد المنفرج، ترسب في عينيه بخور الصياح المنهوكة.
ليس لي إلا بد الحائط، ترشقني الزلازل الصماء، تتفسح في صدري كذرية الأشباح. هي عتبات الرج، فاستيقظ يا حراء هذا الصمت المغلق كالنوى.غابات اليم تتكسر غروبا، فامسح ظهائر الهباء في تباريح الرصيف المزروعة في هدوء الحروب.
إني أقف في هزيع التاريخ وحيدا، هنديا أحمر، تدثرني مواويل الملح. بعض فتات الرقبة أرضي، تتحول في مجراها أسمال الحجارات، وجثث من اليأس الطاعن، معروضة في قصر هذا السوق. أتعرف هذه الأم عقمها؟ سألت الجذوع أنيابها، أيام كانت الصحراء تأكل الغاشين، والحراب تنطفيء في رغوة العنان، وينهض العناق شبيها بالمقصلة.
موحشة أصداف هذه المرارة.
الديموقراطية التي تلدني، هي ذاتها التي ترسم جنازتي، وتلقاني من المهد إلى اللحد.
أيها القاسم المشترى: قف ببابي. أراك. من ابتاعني البكرة، واستثمر الأصيل جراحي؟، يا خنجر الكلام المترب، انتصب.طالما ركعت.ولتكسر طريقي، مياها، مياها، فكلما جئت هذه الأرض جاءها الدم. ورمتني بنائرة، ثم تمضي لسرير العزاء.
شتاء من الأحباب، يحفر قبائل الشيح، اسمه القلة، لاتخرج القلة من قلتها. مبارك لأهلها العرق والدواء.وئيدا يمضي جنونها، متناثرا، يهبط في نافذة البشارة، ويرسو في طوب الهتاف. وقفت في قدها الضاية الكبرى، أعراسها الميتة، تطوق الوقت الأرمل، وجبل الأحباب، المارق، الخارج انفلاتا، يستل رايات الصهيل، والندامى، وتغزوه متاهات العقبان.
ليس لك من خطوك إلا ما مشيت.
ومن مشيك إلا بقدر ما انتشيت.
أينبغي كل هذا المجد، الملطخ بطيب المتعبين.أتجشم هذه الذكريات المقرفة، في قامتها كظمت شأفة الغيظ، حفيف هذه الفوضى الملقاة على العاتق. دمها السائل فوق جريد الشتاء المقلوب كالأرق.
لا سماء تنهض. تقول الجهات.
لا ماء يغريني بقتل الأعداء(قدماء المضاربين، وجيوش التضليل).
أغلق الرب ناصية الوادي، ونامت الأهواء.
بئس هذه الرايات، وملائكة أرائك النزال.أشهدتك الآن على هذا الفجور، لتكون الجسر، أو أوبة القسر، كلا إذا دكت الأغصان دكا، دكا، وجارى حبك الماء صفا، صفا، وجاء حينك، فاقترب. كذلك الخروج من الملة، والسيف على ذات المنوال، علها الأرض لك أو عليك، أو هو خرابها على يديك. ليستقم هذا العشب المتوسد خرير الطرائد. إنه لا يجيء العصف، مذ سارت به الركبان، بما تكون به هذه اللذة الرافلة في كنف الرابية.
أشهدتك الآن على هذا الهبوط، والكلاب الضالات، والديموقراطيات الزائفات، والمومنين، والمومسات القانتات..لتبدأ العد الشمسي.
لاتصلنا الأرض.
ولا تصدقني إشفاقا، إنما أنا الدجال، الفاعل، التارك، الجامع، الطاوي، أرقب صيدها. أوصدني الحلم، وأحكم طلقة الإغلاق.
12ـ " عين العودة "
أوقعني في الشرك،
قال: لا تعد تكلمني.
أوصدت نوافذ الدمع، ونمت في جريد السرو.
قلت:
أي اللغات تقفوني ( جابيها الواقف خلف الباب، يهددني كالحصار)
وضعت حقيبتي على برج الرحيل. وفاضت.
وزعتني الرساتيق كاللون. واستراحت الأرض من طلحها( الساقطة في مجرى الهواء، يأكل رمانها السلف الصائح)
أطفأت شباك القناديل، أوشكني جمرها. قال:
لا تعد تكلمني.
خزف الأمنيات لايعنيني.
... ولما رآني، على أرق التوت. ساقني للتو. قال:
بايع قلاع الجند.
قلت: أبدأ بارتهان القبر. وواصلت الطريق.
13 ـ"عين الكدح"
شقوا صدر هذه التفاحة
لكم نصفها،
ولنا النصف
لنا التعب،
لكم الأنطاع والبرود،
ولنا الهواء...

14 ـ "عين الوردة":
عاريا، يمضي دخان العصر، يرشق عادات الإياب. أهاجني ربعه القاحل، إذ جاءه التوابون، يملأون صدره انتشاء، وردة نار، تضاهي شهوة الرحيل.
وضعت وضعها.
يا أمي. هذه المسافات المهدودة، بينها أواني الغربة الموقدة، وقوارير شاخصة من عداء، ولا أرض تغمر قلة اليدين، يعيرني وقتها للوقت.
وردة مثقلة بصراخ الدم.
وضعت وضعها.
آه. أيها الرب. يا ماءها. لو تسمعني.



#سعيدي_المولودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيون(5)
- عيون(4)
- عيون(3)
- عيون(2)
- عيون
- القيامة (تقريبا)
- الخوف
- لقاء
- ولاء
- الضاحية
- الثلاثة
- الشجرة
- النفس غير المطمئنة
- فصول المودة القديمة
- حالة شبه خاصة
- تكوين
- الولدعديشان
- تلخيص جراح قديمة
- العربة
- سبعة ( رجال )


المزيد.....




- محاكمة ترامب.. -الجلسة سرية- في قضية شراء صمت الممثلة الإباح ...
- دائرة الثقافة والإعلام الحزبي تعقد ندوة سياسية في ذكرى النكب ...
- كراسنويارسك الروسية تستضيف مهرجان -البطل- الدولي لأفلام الأط ...
- كيت بلانشيت تدعو السينمائيين للاهتمام بقصص اللاجئين -المذهلة ...
- المتسابقة الإسرائيلية في مسابقة -يوروفيجن- ترفض عرضا من وزار ...
- محاكمة ترامب.. -الجلسة سرية- في قضية شراء صمت الممثلة الإباح ...
- مصر.. فنانة مشهورة تشتكي للشرطة من -إزعاج- السودانيين
- -تشريح الكراهية-.. تجدد نزعات قديمة في الاجتماع الحديث
- مهرجان كان السينمائي: فيلم -رفعت عيني للسما- وثائقي نسوي يسر ...
- قرار مساواة الجلاد بالضحية .. مسرحية هزلية دولية بامتياز .. ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيدي المولودي - عيون(6)