أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد كاظم اسماعيل - مزامير محمد الحافظ أهات على شفاه الوطن.....!!














المزيد.....

مزامير محمد الحافظ أهات على شفاه الوطن.....!!


جواد كاظم اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 2259 - 2008 / 4 / 22 - 04:51
المحور: الادب والفن
    


الأفتراضات التي تجعل الشعر أو الشاعر مقتربا من فضاءات البوح هي التجربة المكتنزة من الخبرات وكذلك الوعي، لكن أحيانا يكون الوعي غائبا

حينما تتوهج الصورة في التشكيل البنائي للنص لتعطي المعنى البلاغي المتناهي في التوليد الحركي للمشهد العام ..وبما أن الشعر يمثل وجوده الصورة والصوت فأن التدارك في حضور الوعي لأكمال المشهد يلزم الشاعر تفاعل متواصل حتى يخلق حالة من الأنبهار والتوق لدى المتلقي وهذا مافعله الشاعر المبدع (محمد الحافظ)


في (مزاميره بوح للوطن) فنجد ذلك في مزموره الأول:( صباحات حمراء)





صباحاتك حمراء ما زالت


وما زال الليل كفنك القاني


ومازلت تتوسد عناءات الثكلى


تنفض رماد حلم أثقل كاهلك


وأنت تحصي ......،


كم......؟


لماذا......؟


كيف .......؟


أسفا ً.......... !!


آهات تقطعك أشلاءا


تقتلك دمعة .....،


تسقط كارثة ......


تنساب على خدّي طفلة


تبحث بين ركام أللعنة عن عروستها


يذبحك احتراق وريقات السوسن ً


تلك التي عشقتها ......


أبناءك ...،


ورودك الغانية اللعوب


يندلق أريجها قطرات زيت ٍ


تضوع منه رائحة موت ٍ


وآثار رصاصة غدر


أعدّ ت لاغتيال صوتك


يالها من تداعيات خرقاء


تلك التي خلقت من الأصابع الناعمة


أنيابا ً .....،


تقتلع ضفائر دجلة َ


وتحاصر أفراح الفرات





كل هذا البوح يندلق دفعة واحدة على شفاه الوطن يتجسد فيه مشهد متكامل يحتوي على جملة من الصور تغلفها علامات أستفهام كثيرة مثل: (كم، لماذا، كيف) لكن بالنهاية يحسم أالموقف بأيجاد الجواب المختصر برصاصة وأنياب تنغرز بخاصرة الفرات وأخرى تعبث بضفائر دجلة......!!!








في المزمور الثاني....


(مسخ)


لاينفك من التسائل والأستفهام عن الذي جرى ويجري لوطنه العراق فيقف محاورا أياه عن كل هذه الجراحات التي غارت بعمق روح الشاعر لكنه لاينسى عشتاروت التي تشوهت تجاعيدها المخملية التي كانت تمنح الشاعر كل حالات الأنشداد والأندكاك بجذور الزمن البعيد وفي النتيجة يصنع صورة للتحدي ويستمر متدفقا بالقول:


مَن لا يتهجى أبجديات الماء


على خارطة عشقك ....!!


ما عاد ليزهر أنجيلا ً


أو يرتل في الغبش قرآنا


ألا فليرتد ممسوخا ً





............ ........ يا وطني





على هذه الوتيرة من الأنفعال والتوتر والأنشداد يتصاعد البوح الصارخ لدى الحافظ وهو يقف في محراب الوطن.... في مزاميره الست والذي أرتأيت أن أقتصر على نقل أنثيالات هذه الروح المغتربة والمهاجرة من بنيويتها الجنوبية على الخامس والسادس منها ... فالشاعر محمد الحافظ بصر النور في جنوب الوجع والحرمان في عقد الخمسينيات من القرن الماضي وتحديدا في مدينة الشعر والشعراء _الناصرية_ ليستقر مؤخرا في زاوية من زوايا الأرض القصية عله لايدرك عمق الجرح الراعف لكنه لم ينفك عن ملاحقة الوجع أياه بل تزاوج معه جرح الوطن وجرح الأغتراب فما كان منه الأ أن يمسك مزاميره الست ليفيض بهذا السيل من الحنين تارة ومن الأنكسار تارة ثانية وأمنيات خائفة موشحة بالدم تارة ثالثة... وهذا ما نلمسه جليا في مزموره الخامس قبل الأخير حيث يقول فيه :


بخوف دائم


تكحل عين الفجر


بكسل مفرط


توميء لأمنيات ٍ


علقت إلى حين


تغازلها برائحة الندم


أحداقها مرا فيء


لقلق ٍ يسترقه الضجر


أيتها الناعسة ....،


عودي لأحلامك


يومك هذا المرتجف


خلف النافذة


يؤنبه


موعد


يرتديه بياضك


********






أما في المزمور السادس فيصور السوق بكل مشاهده ولايستغرب لكل مايراه لأنه يعتبره عادة لازمت سوق المدينة المكتظة بالموتى والضحايا ووو وهذا يتصور جليا في هذه السطور المنقعة بالدم القاني والأنين الممتد على عمق الوطن الذي أسمه العراق :





كالعادة .....


أستيقظ من نومي


لأراني


مجبولا ً


برائحة الدم


...........





كالعادة .


تطالعني أنباء الساعة


عن مفخخة


في سوق ٍ مزدحم


انتحاري


بحزام ٍ ناسف ٍ


أو عبوة نصبت


بشارع عام


الموتى ...،


لا حصر سوى


رقم أعلن اعتباطا ً


..........

كالعادة .....

أنظرهم

أجداث موتى

فأراني استثنائيا ً

في حقل الألغام هذا

.........
وبالنتيجة يجد الحافظ ذاته أستثنائيا في حقل الألغام وهو يجسد مشهد الأجداث في مزامير ست تبث أهاتها على شفاه الوطن...!!



#جواد_كاظم_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصص قصيرة جدا........!!
- هي.........!!
- في الطريق الى حبيبتي .......!!
- هذه المرأة قاتلتي……..!!
- ماذا بعد سقوط دولة العرفاء...؟؟
- الحب الأول هل يظل رهين القلب دائما....؟؟
- أوهام..........!!
- دللوش ياشعب.....!!
- لن تخدعني أوهامك....!!!
- حينما تحولت الى أنثى.....!!!
- تأوهات في منتصف الليل
- أبتهالات في محراب أمي...!!
- الثامن من أذار... ونون النسوة ودمعة في حظن الهور...!!!
- نار وثلج.....!!!
- أحبك مع سبق الأصرار والترصد....!!
- مقبرة الصحفيين مكرمة أم دعوة لمزيد من الدم الأعلامي...؟؟؟
- بفيض دمك تزهر الحقيقة ياشهاب الحرف
- شموع لاتنطفىء.....!!
- الكعبي يقود سفينة الديوان الثقافي بثقة نحو أقليم القصب
- أنت وحدك...!!


المزيد.....




- مهرجان كان السينمائي: فيلم -رفعت عيني للسما- وثائقي نسوي يسر ...
- قرار مساواة الجلاد بالضحية .. مسرحية هزلية دولية بامتياز .. ...
- -أنتم أحصنة طروادة للفساد الاجتماعي-.. أردوغان يهاجم مسابقة ...
- آخر مرافعة لترامب في قضية الممثلة الإباحية ستورمي دانيلز الأ ...
- طريقة تنزيل تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 نايل سات لمتابعة ...
- نتنياهو عن إصدار مذكرة اعتقال ضده من الجنائية الدولية: مسرحي ...
- كرنفال الثقافات في برلين ينبض بالحياة والألوان والموسيقى وال ...
- ما الأدب؟ حديث في الماهية والغاية
- رشيد مشهراوي: مشروع أفلام -من المسافة صفر- ينقل حقيقة ما يعي ...
- شاهد الآن ح 34… مسلسل المتوحش الحلقة 34 مترجمة.. تردد جميع ا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد كاظم اسماعيل - مزامير محمد الحافظ أهات على شفاه الوطن.....!!