تفاقم أعداد المشردين العراقيين إلى 4.2 مليون.. نمو سريع لمدن الأكواخ

عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 1940 - 2007 / 6 / 8 - 09:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تستمر الأوضاع في العراق نحو الأسوأ. ومن المتوقع أن أكثر من 2 مليون مُشرّد عراقي داخل البلاد (و) 2.2 مليون آخر لجأوا إلى دول الجوار. أثمرت الدعوات الموجهة للحكومات المعنية في المنطقة حتى الآن عن نتائج ضئيلة، وبقيت إمكانية حصول المهاجرين العراقيين على الخدمات الاجتماعية محدودة، في حين أن الأعباء في معظمها وقعت على كاهل سوريا والأردن.
بحدود 85% من المشردين داخل العراق هم في وسط وجنوب البلاد. ومعظمهم من المواطنين ممن كانوا يقيمون في بغداد والمناطق المحيطة بها. وقُدّر عدد من تم تشريدهم من ديارهم منذ فبراير/ شباط العام الماضي بحدود 820 ألف نسمة، منهم 15 ألف فلسطيني ليس لديهم بديل يذهبون إليه.
"أصبحت محافظات العراق تُعاني من الموجات البشرية المُشرّدة المتجهة إليها وحاجاتها الأساسية المتصاعدة. أغلقت 10 محافظات من مجموع 18 محافظة حدودها أو فرضت إجراءات مُشددة أمام القادين الجدد،" حسب قول جنيفر باكونيس- المتحدثة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين- الأمم المتحدة- للصحفيين في جنيف يوم الثلاثاء.
وأضافت: "تتسلم الوكالة تقارير مزعجة بخصوص رفض السلطات الإقليمية تسجيل قادمين جدد إليها ولا تفتح لهم المجال للحصول على الخدمات الحكومية. كما أن الكثيرين من المشردين طُردوا من الأبنية العامة.
وبالعلاقة مع النقص العام في الموارد، قاد هذا الأمر إلى تعاظم نمو مدن الأكواخ الفقيرة. وتُشير كل من المفوضية المساعدة للأمم المتحدة في العراق وبرنامج الغذاء العالمي إلى أن 47%، على الأقل، من المشردين لا يحصلون على حصصهم من المواد الغذائية الشهرية الرسمية.
ويبقى عدد العراقيين الهاربين إلى دول الجوار عالياً ومتصاعداً. وحسب بيانات حكومية، يتواجد بحدود 1.4 مليون عراقي في سوريا و 750 ألف في الأردن و 80 ألف في مصر و 200 ألف في بلدان الخليج. بينما تستقبل سوريا وحدها، على الأقل، 30 ألف مشرد عراقي شهرياً.
أشارت باكونيس إلى أن معدلات قبول العراقيين في مختلف الدول خارج المنطقة، بخاصة الأوربية، لا زالت واطئة. "تكرر المفوضية دعوتها لدول الجوار العراقي إبقاء حدودها مفتوحة أمام المشردين العراقيين ممن هم بحاجة إلى الحماية," حسب قولها.
تقوم الوكالة الأممية بتوسيع سريع لعملياتها وحضورها في المنطقة، لكن ضخامة الأزمة تزداد عمقاً، حسب قول المتحدثة، وأضافت:
"لدينا حالياً 300 من كادر الوكالة يعملون بدوام كامل لخدمة المشردين العراقيين. إنهم موجودون في: سوريا-، الأردن، لبنان، تركيا، جنيف والعراق نفسه... منذ بداية العام، سجّل ضباطنا في الدول المعنية أكثر من 130 ألف لاجئ عراقي. ومع نهاية مايو/ أيار قالت الوكالة سبعة آلاف من الأكثر عوزاً ورخاوة من العراقيين المشردين وأرسلت ملفاتهم إلى الدول الأخرى ذات الإمكانات لقبولهم وإعادة توطينهم فيها."
وحسب قولها، أن الوكالة الأممية ناشدت هذه الدول اتخاذ قرارات سريعة باتجاه تسهيل مغادرة هؤلاء الأكثر معاناة وحاجة. لكن إعادة التوطين، على أي حال، تبقى خياراً فقط لعدد قليل من العراقيين الأكثر فقراً وتضرراً. إن هدف الوكالة توفير إعادة توطين 20 ألف عراقي من قبل الحكومات المقتدرة لهذا العام.
تُشير حصيلة تحليل الأرقام الإحصائية إلى أن 47 ألف من ألـ 88447 المسجلين رسمياً باعتبارهم لاجئين في سوريا وحدها منذ بداية هذا العام، بحاجة إلى مساعدات خاصة. منهم 25% بحاجة إلى مساعدات قانونية أو حماية بضمن هذه النسبة الكثير من ضحايا التعذيب. بينما يُعاني 19% من ظروف صحية خطيرة.
فتحت الوكالة الأممية UNHCR مركزين في دمشق، وستقوم قريباً بفتح مركزين آخرين، ولتوفر هذه المراكز الغذاء والدواء لمن هن الأكثر عوزاً وحاجة. كما أن الوكالة تعمل أيضاً مع عدد متزايد من الشركاء الدوليين المحليين ممن يُقدمون المساعدة في مجال الصحة، التعليم، المشورة والتدريب المهني.
يعمل اثنان من أعضاء الكادر الدولي للوكالة في أربيل وآخر يُخطط للذهاب إلى بغداد عندما تسمح الظروف الأمنية. ويدعم هذا الكادر الدولي أكثر من 20 من الكادر المحلي للوكالة في سبع مواقع بالعراق. وذلك بهدف توفير مساعدة أساسية وملاجئ لحوالي 300 ألف عراقي داخل العراق ممن اقتلعوا من ديارهم لغاية نهاية العام الحالي.
تُغطي هذه الجهود، على أي حال، مجرد جزء من الحاجات الكلية. كما تتواجد مراكز المساعدة القانونية للوكالة في كافة المحافظات العراقية ألـ 18، ووفرت المشورة لأكثر من 10700 مشرد عراقي. وتخطط الوكالة الدولية كذلك توفير الأدوية الأساسية، الصحة، الغذاء والمساعدات الفردية لخمسين ألف من المشردين الأكثر عوزاً وحاجة في بلدان الجوار لغاية نهاية 2007.
مممممممممممممممممممممممممـ
Number of Iraqi displaced 4.2 million, shanty towns mushroom, (UNHCR News), uruknet.info- 5 June 2007.

#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات