أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - عبدالوهاب حميد رشيد - جراحات حرب العراق.. تغوص عميقاً في نفوس الأطفال














المزيد.....

جراحات حرب العراق.. تغوص عميقاً في نفوس الأطفال


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 1934 - 2007 / 6 / 2 - 11:19
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


يوم مقتل أُمّه وأخيه.. يوم لن ينساه أبداً زياد ارحيمه (8 أعوام)،مع بتر إحدى يديه. إن حمامات الدم الجارية في العراق، غرزت جرحاً عميقاً ودائماً في نفوس أطفاله.
أعلن صندوق الأمم المتحدة للأطفال عن محاولته جمع مبلغ 42 مليون دولار إضافي لإنفاقه لأغراض الرعاية الصحية لأطفال العراق! وحذّر من الحالة الرهيبة التي تحيط بصحة أطفال البلد الذي دمّرته الحرب. وأن شبح المرض أصبح مخيفاً بدرجة أكبر، نظراً لانكماش طاقة النظام الصحي في البلاد التي تُعاني من هجرة جماعية لكفاءاتها من الأطباء والاختصاصيين. كما أن ظاهرة العنف وتشرد العائلات، حرّمت آلاف العائلات من الرعاية الصحية، ومنعت الأطفال من المعالجة الطبية لإصاباتهم الجسدية والنفسية التي تسببت فيها ظروف العنف المرعب.
"لم أنس أبداً منظر أُمي وأخي وهما مضجعان على الأرض مضرجين بالدماء،" قالها زياد مُشيراً إلى انفجار سيارة مفخخة في ساحة منزلهما في كركوك- شمال بغداد. ورغم أن إصابته الجسدية لن تمنعه من استمراره في الحياة، لكن الأثر النفسي للهجوم سيبقى حيّة في ذاكرته طوال عمره، وهذه الكارثة حوادث مستمرة تواجه آلاف الأطفال العراقيين.
نوزاد محمود (9 أعوام)، نجا من انفجار مماثل لسيارة مفخخة، مع مجرد إصابة بجرح في ساقه اليمنى. ولكن عندما زال غبار الانفجار وجد نفسه محاطاً بجثث أربعة أطفال آخرين.
"يُعاني نوزاد الأسى والألم. أحبطه الحادث بعد أن رأى مصير أولئك الأطفال الضحايا من مدرسته وإلى حدود تركه للمدرسة،" قالها والده محمد شاكر. إن العنف الوحشي في العراق لا يترك أثره على جيل كامل من الأطفال المجروحين في أعماقهم مثل نوزاد، فحسب، بل كذلك على مئات الأطفال المعوقين بشكل دائم ودون أن يحصلوا على رعاية طبية ملائمة.
عبدالله محمد (7 أعوام) تشوه نتيجة إصابته بشظية قنبلة مورتر، ومزّقت لحمه أثناء قتال مسلّح شمال مدينة سامراء. انقلبت حالته النفسية إلى شكل من غرابة الأطوار نتيجة عدم قدرته على تحريك يده. "لا يستطيع ولدي الدراسة أو اللعب مع أمثاله بسبب إعاقته... يدفع أطفالنا ثمناً غالياً نتيجة الصراع الدائر هنا،" حسب قول والده محمود أحمد.
"ثلاثون بالمائة من المعوقين المسجلين هم من الأطفال المعوقين- ضحايا تفجيرات السيارات المفخخة وانفجارات الطرق،" قالها عمر عبدالله- المسئول عن فرع الصليب الأحمر في بغداد. وأضاف: "هناك حالات ميئوس منها لا يمكن معالجتها في العراق."
في حين تكتظ أجنحة المستشفيات بالمرضى، يتجه نظام الرعاية الصحية في العراق نحو مزيد من الانكماش في ظروف الهروب الجماعي للكفاءات من الأطباء ومن مختلف الاختصاصات. "ليس لدينا كادر طبي كاف في مستشفانا لمقابلة حاجات المرضى والضحايا من المصابين،" حسب عبدالحميد رشيد- طبيب في مستشفى سامراء.
تمتد الجراحات الدائمة التي تغرز عميقاً في نفوس أطفال العراق عِبر كافة الخطوط الطائفية من الأنبار إلى البصرة. فهذا ياس خضر (9 أعوام) الرمادي- عاصمة محافظة الأنبار- أصبح مشلولاً من وسطه إلى أسفله بعد أن وقع وسط تبادل إطلاق النار بين القوات الأمريكية و "المتردين". "تركت مدرستي تواً وإذا بي صرتُ فجأة وسط إطلاق نار متبادل. تلقيتُ إصابة في ظهري وأنا حالياً مشلول،" قالها ياس وهو جالس على كرسي المعوقين.
وذاك حسن ناصر (6 أعوام)- البصرة- صار أيضاً مشلولاً ولكن في جانبه الأيمن عندما أصابته شظية قنبلة مورتر أثناء صدام مسلّح بين مليشيات طائفة (الأغلبية) والقوات البريطانية. "نقلت حسن إلى مستشفى الصدر إلا أن حالته لم تتحسن بعد شهرين من مكوثه في المستشفى. ثم عالجته القوات البريطانية في المستشفى الخاص بهم، لكن الشلل دائم،" قالها والد الطفل ناصر حسن.
وبينهما علي مرتضى (10 أعوام)- كربلاء- أُصيب كذلك بشظية قنبلة مورتر التي سقطت على مدرسته الابتدائية، ومزّقت فخذه. "جرحه خطير، وربما يُجبرنا على قطع فخذه... محلياً لا نملك إمكانات أو معدات طبية كافية للحفاظ على سلامة حياة الطفل،" حسب قول الدكتور عبدالرزاق خلف.
ممممممممممممممممممممممممممـ
Wound run deep for children of Iraq war, (The News- International, Pakistan), uruknet,info- 27 May 2007.



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما صادق عليه الكونغرس حقيقة: تحقيق الهدف الأول للاحتلال- خصخ ...
- بغداد.. مدينة مُهشّمة1
- هل أن الحرب في أفغانستان والعراق بداية نهاية الإمبراطورية ال ...
- لعنة النفط وتمزق العراق
- قانون نفط العراق المُقترح.. في مرحلة انتقال!
- الأفيون: الصادرات القاتلة للعراق الجديد!
- العراق- عندما لا يوجد مسئول عرضة للمحاسبة!
- السفارة الأمريكية في بغداد: مدينة داخل مدينة
- موسوعة الرعب: دولة الإرهاب والولايات المتحدة
- القوات الأمريكية تُحوّل سامراء إلى.. مدينة موتى
- اقتل كل شخص: جندي أمريكي يفضح سياسة القوات المحتلة في العراق
- العراق: المزيد من القوات الأمريكية.. المزيد من ضحايا فرق الم ...
- مشاهد لأحداث جارية في محيط الإمبراطورية
- التأييد القوي للتعذيب في العراق بين الجنود الأمريكان.. نتيجة ...
- العراق: استمرار تصاعد انتشار المخدرات بين الأطفال
- دجلة الخير.. تتحول إلى مقبرة لجثث الضحايا
- تصاعد سريع لوفيات الأطفال .. والناشئة تدفع ثمن جرائم الحرب/ ...
- استطلاع: هبوط شعبية بوش إلى الحضيض
- تضاؤل صبر الأمريكان تجاه الحرب في العراق
- على أمريكا وبريطانيا الاعتراف بالهزيمة وترك العراق


المزيد.....




- إيطاليا .. العشرات يؤدون التحية الفاشية في ذكرى إعدام موسولي ...
- بريطانيا - هل بدأ تفعيل مبادرة ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا ...
- أونروا تستهجن حصول الفرد من النازحين الفلسطينيين بغزة على لت ...
- اجتياح رفح أم صفقة الأسرى.. خيارات إسرائيل للميدان والتفاوض ...
- احتجاجات الجامعات الأميركية تتواصل واعتقال مئات الطلاب
- الأونروا: وفاة طفلين بسبب الحر في غزة
- لوموند تتحدث عن الأثر العكسي لاعتداء إسرائيل على الأونروا
- لازاريني: لن يتم حل الأونروا إلا عندما تصبح فلسطين دولة كامل ...
- مميزات كتييير..استعلام كارت الخدمات بالرقم القومي لذوي الاحت ...
- تقاذف الاتهامات في إسرائيل يبلغ مستوى غير معهود والأسرى وعمل ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - عبدالوهاب حميد رشيد - جراحات حرب العراق.. تغوص عميقاً في نفوس الأطفال