أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - بغداد.. مدينة مُهشّمة1














المزيد.....

بغداد.. مدينة مُهشّمة1


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 1933 - 2007 / 6 / 1 - 11:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أصبحت بغداد مدينة مُحطّمة: لا توجد طرق لسير العربات. أغلبها مُغلقة بقطع كونكريتية وأسلاك شائكة، علاوة على الحضور الدائم للجنود العراقيين ممن يُغطون وجوههم بأقنعة سوداء, وعندما تراهم وهم يوجهون أسلحتهم نحو القادمين يتملكك الخوف والرعب من احتمالات إطلاقها نحوك.
لاحظت المحلات shops في أغلب أماكن المنطقة التي ذهبت إليها مُغلقة. سألت عن صاحب محل أعرفه- أبو فاضل (55 عام)- علمتُ أن محله تعرض للسرقة، ووجدت بابه مغلقاً ولا أثر لوجوده أو مصيره.
وفيما بعد وأنا في طريقي إلى مدينة الصدر، شاهدت شارعين من ثلاثة شوارع رئيسة- تربط جنوب بغداد بشمالها- مُغلقة جزئياً أو كلياً. هل ما زلتَ تذكر الطرق العامة highways في بغداد؟ كذلك معظمها مُغلقة تتخللها أسلاك شائكة.. تفجيرات السيارات المفخخة وقتل المدنيين الأبرياء صارت ظاهرة يومية، ومع ذلك يقولون هناك شيء من التقدم حاصل في الوضع الأمني داخل العاصمة!
عندما عدت إلى ضاحيتي في الأعظمية، لم يُسمح لي بالدخول قبل أن يقوم الجنود بفحص هويتي وتفتيش سيارتي، رغم معرفتهم لي شخصياً ورغم أنهم من نفس المنطقة. لكن عليهم أن يمارسوا هذه المهمة لضمان تحاشي تفجيرات السيارات. في حين أن قنابل مدافع المورتر تتساقط يومياً على الضاحية (الأعظمية). ويظهر أن هؤلاء المهاجمين خارج السيطرة، رغم أن الجنود الأمريكان يحيطون بالضاحية، ورغم أنهم يفعلون كل شيء إلا تحقيق الأمن لهذه الضاحية الصغيرة!
لا حاجة للقول أن بغداد- عاصمة الرشيد- قد تغيرت وتلوثت وتحولت إلى مدينة "تزدهر" القمامة garbage في أرجائها، وبالتالي انتشار الروائح الكريهة القادمة من أكوامها وأيضاً من الجثث الممدة أينما ذهبت.
للحديث عن الكهرباء شجون.. يصلنا التيار الكهربائي لمدة ساعة واحدة فقط يومياً. أستطيع أن أُشاهد من مكان إقامتنا في مركز المدينة في باب المعظم- شرفة balcony البناية- أن الناس ينامون عراة تقريباً بسبب شدة حرارة الصيف وعدم وجود الكهرباء لتشغيل المراوح أو أجهزة التبريد. ويعود الفضل في وجود الكهرباء في بنايتنا إلى تشغيل مولدتين كبيرتين.
يومياً وعند الساعة 2- 3 بعد الظهر تُغلق أبواب البناية التي نُقيم فيها. وبعد هذا الوقت لا أحد يستطيع الدخول إليها أو الخروج منها، بغية ضمان أمنها. وهكذا نبقى في البناية لغاية صباح اليوم التالي. وفي ضوء هذه الظروف التي أعيشها وعائلتي، نتصور أنفسنا مساجين من 2- 3 بعد الظهر لغاية صباح اليوم التالي عندما تفتح البناية أبوابها السابعة صباحاً.
يذهب ابني إلى عمله اليومي (طبيب في مدينة الطب- أكبر مستشفي في العراق). ولكن في اليومين الأخيرين انقطع جريان المياه عن المستشفى. بل وخلال الأسبوعين الأخيرين- كما أخبرني- أصبحت المستشفى بدون أجهزة تكييف، وأيضاً بدون مرضى تقريباً، رغم أنها أضخم مستشفيات العراق!
زوجة ابني طبية أيضاً. كان عليها أن تذهب إلى مستشفى آخر لتقديم المساعدة نظراً لوجود نقص حاد في الطب النسائي genecologists. تضطر البقاء في المستشفى لثلاثة أيام متواصلة قبل أن يصحبها ولدي/ زوجها بسيارته في اليوم الرابع إلى منزلنا، تحاشياً لمخاطر انتقالها بالباص أو التاكسي.
أما ابنتي فلم تترك الشقة طيلة الفترة ونحن في الأسبوع الأخير من إقامتنا فيها إلا مرة واحدة. كذلك خرجت زوجتي مرة واحدة إلى عملها (كانت في إجازة منذ ذهابنا إلى سوريا) لتقدم طلباً للإجازة لمدة عام وحصلت عليها.
وفيا يخصني، وجدت سيارتي متهالكة، عليه وجب إصلاحها. دعوت ميكانيكياً إلى منزلي للقيام بإصلاحها طالما لم استطع أخذ السيارة إليه، لأن كافة محلات الميكانيكيين أصبحت مُغلقة وبصورة شاملة. ذكر الميكانيكي عند حضوره أنه لا يستطيع العيش وقتاً أكثر في ظل هذا الوضع من البطالة، وليس بالمستطاع إيجاد عمل!
ممممممممممممممممممممممممـ
Baghdad is a smashed city, Dahr Jamail s disoatches, [email protected]
Dahr, this short letter gives you just a glance of the current situation in Baghdad. With the next letter I will tell you some more.
1 المحتويات هي رسالة من مواطن في بغداد إلى الموقع.
ترجمة عبد الوهاب حميد رشيد



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل أن الحرب في أفغانستان والعراق بداية نهاية الإمبراطورية ال ...
- لعنة النفط وتمزق العراق
- قانون نفط العراق المُقترح.. في مرحلة انتقال!
- الأفيون: الصادرات القاتلة للعراق الجديد!
- العراق- عندما لا يوجد مسئول عرضة للمحاسبة!
- السفارة الأمريكية في بغداد: مدينة داخل مدينة
- موسوعة الرعب: دولة الإرهاب والولايات المتحدة
- القوات الأمريكية تُحوّل سامراء إلى.. مدينة موتى
- اقتل كل شخص: جندي أمريكي يفضح سياسة القوات المحتلة في العراق
- العراق: المزيد من القوات الأمريكية.. المزيد من ضحايا فرق الم ...
- مشاهد لأحداث جارية في محيط الإمبراطورية
- التأييد القوي للتعذيب في العراق بين الجنود الأمريكان.. نتيجة ...
- العراق: استمرار تصاعد انتشار المخدرات بين الأطفال
- دجلة الخير.. تتحول إلى مقبرة لجثث الضحايا
- تصاعد سريع لوفيات الأطفال .. والناشئة تدفع ثمن جرائم الحرب/ ...
- استطلاع: هبوط شعبية بوش إلى الحضيض
- تضاؤل صبر الأمريكان تجاه الحرب في العراق
- على أمريكا وبريطانيا الاعتراف بالهزيمة وترك العراق
- عائلات مشرّدة ضحايا محتالي بيع البيوت
- المهمّة.. أُنجِزَتْ!!


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - بغداد.. مدينة مُهشّمة1