أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - العراق- عندما لا يوجد مسئول عرضة للمحاسبة!















المزيد.....

العراق- عندما لا يوجد مسئول عرضة للمحاسبة!


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 1925 - 2007 / 5 / 24 - 06:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


القتل، الجريمة، نقص الأدوية والرعاية الصحية، انهيار التعليم.. والقائمة طويلة.. ولكن في ظروف الاحتلال المستمر في سنته الخامسة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وبافتراض وجود "حكومة ديمقراطية"، لا أحد يعلم مَنْ يتحمل المسئولية عن كل هذه الجرائم والمآسي المتواصلة التي يعيش في ظلّها العراقيون..
إنها قوى الاحتلال، بخاصة الولايات المتحدة وبريطانيا، ويجب تحميلهما المسئولية، حسب قول العديد من العراقيين.
"أن يُناقش هؤلاء الناس مسألة تحديد المسئولية تجاه الفساد والسرقات، أمر طيب. لكن الأكثر أهمية محاسبة المسئولين عن الدم العراقي المُراق،" قالها أحمد نعمان- ناشط في مجال حقوق الإنسان- مواطن مقيم في الأعظمية ببغداد- لـ IPS.
نشرت المجلة الطبية البريطانية في يوليو/ تموز 2006 موت 655 ألف عراقي "حصيلة الاحتلال/ الحرب." وكشفت عن أن مخاطر الموت بين المدنيين العراقيين زادت بمقدار 58 مرة مقارنة بفترة ما قبل الاحتلال!!
"ولغاية الوقت الحاضر، قُتل ما لا يقل عن مليون عراقي دون سبب أو ذنب، وملايين عديدة أخرى أصبحوا مشرّدين في داخل وخارج البلاد، علاوة على الإصابات/ الجروح الخطيرة لأعداد مضاعفة مقارنة بالموتى.. وكلها بسبب بعض اللصوص في بغداد وواشنطن." واصل أحمد حديثه بقوله "نحن نتهيأ لكشف وثائق إدانتهم حتى وإن كلّفنا هذا العمل حياتنا."
لكن العراقيين لا يملكون وسيلة لاتخاذ إجراءات تحديد المسئولية ضد المحتلين. فالولايات المتحدة رفضت قبول السلطة القضائية لمحكمة الجرائم الدولية ICC التي تتمتع بسلطة التحقيق في جرائم الإبادة الجماعية genocide. وجاء رفضها بدعوى أن المحكمة يمكن أن تتصرف "في تحقيقاتها وأحكامها، بدوافع سياسية، ضد عناصر الجيش الأمريكي والرسميين السياسيين والأفراد الأمريكان."
ومع أن معارضة الولايات المتحدة لمحكمة الجرائم الدولية تُعبّر عن موقف معاكس لمعظم حلفائها في دعمها لهذه المحكمة، إلا أن العراقيين لم يجدوا طريقة لإقامة الدعوى حتى ضد تلك الدول الحليفة. وفي ظروف استمرار الأبواب موصدة أمامهم في هذا المجال، اتجه الكثير من العراقيين نحو استهداف القوات الأمريكية والقوات الحكومية الحليفة في سياق المقاومة المسلّحة.
إن الطريقة الوحيدة لفعل ذلك هي السلاح،" قالها علي عزيز (32علم)- مواطن مقيم في الرمادي- 100 كم غرب بغداد- لـ IPS. "قاموا بغزونا بالسلاح، ومن السخافة أن نتحدث عن أية وسيلة أخرى لاستعادة حقوق وطننا!"
ذكر عزيز أنه فقد العديد من الأصدقاء في هجمات على الجنود الأمريكيين. "العالم كله يتعامل مع قضيتنا بأسلوب الرياء/ النفاق، ونحن فقط (شعب العراق) علينا المطالبة بحقوقنا واختيار الطريقة الملائمة لاستعادتها."
جهّزت مجموعة حقوق الإنسان- الراية- وثائق لإقامة الدعوى في محكمة محلية بالفلوجة ضد القوات المحتلة، بعد حملتها المكثفة التي دمّرت ثلاثة أرباع المباني والمنازل في المدينة أو أوقعت فيها أضراراً ثقيلة أثناء اعتداءات تلك القوات على المدينة في نوفمبر/ ت2 2004.
لكن أجهزة أمن حكومة الاحتلال في بغداد المدعمة من قبل الولايات المتحدة، وجّهت ضربتها للمنظمة (الراية). "تم إلقاء القبض على سكرتير عام المنظمة من قبل شرطة الفلوجة، وهو قابع في السجن، لأسباب غير مُعلنة، وأصبحت المنظمة منذ ذلك الحين غير قادرة على ممارسة نشاطها،" قالها أحد أعضاء مجلس إدارة المنظمة أثناء مقابلته في بغداد من قبل IPS، مع شرط عدم كشف هويته.
"ليس هذا هو الوقت المناسب للتحدث عن المسئولية في ظروف استمرار القوات الأمريكية المحتلة والقوات الحكومية الخاضعة لها بقتل العراقيين يومياً..." هذا رغم وجود إمكانية نظرية لإقامة الدعوى وتحديد المسئولية القانونية وعواقبها وفق منطق محكمة نورمبورغ. كتب قاض أمريكي في فترة محاكمة النازيين عن جرائم الإبادة- محكمة نورمبورغ 1946: "إن ارتكاب جريمة حرب ليست جريمة عالمية، فحسب، بل أنها قمة الجرائم العالمية لأنها الأشد خطورة supreme، تختلف عن الجرائم الأخرى كونها مستودعاً يحوي كافة الأفعال الشريرة."
أقرّ الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان بتاريخ 16 سبتمبر/ أيلول 2004 بأن الغزو الأمريكي للعراق كان "تصرفاً فاقداً للشرعية وانتهك ميثاق الأمم المتحدة."
ويظهر أن عدم القدرة حالياً على تحديد المسئولية تجاه هذه الأفعال الشريرة، يدفع العراقيين، بعامة، نحو تصعيد تأييدهم ودعمهم للمقاومة المسلّحة ضد القوات المحتلة.
"سيدي: أية مسئولية تتحدث عنها... الأمريكان مجرمون، والعالم بأجمعه يُغطّي على جرائمهم... سوف يتحملون مسئولية جرائمهم أمام (الله) لاحقاً.. ومن قبل الأبطال رجال المقاومة الوطنية حالياً!"
العراقيون كذلك غاضبون وهم يشهدون يومياً المزيد من تدمير الهياكل الأساسية/ البُنية infrastructure لبلادهم، ودون تحميل أية جهة مسئولية هذه الجريمة.
"تتجسّد واحدة من الجرائم الرئيسة للولايات المتحدة في تدميرها المقصود للبُنية التحتية العراقية. ويجب أن يُنظر إلى ممارساتها هذه باعتبارها جريمة فعلية ضد البشرية،" قالها جلال عبدالله- رئيس مهندسين- وزارارة الكهرباء في بغداد لـ IPS. وأضاف "لا يحتاجون إلى ارتكاب هذا الفعل/ الجريمة لدعم ومساعدة قواتهم، لكنهم يفعلونها فقط ليتسببوا بمقتل مئات الآلاف دون دافع سوى طبيعتهم الإجرامية الوحشية."
عبّر عراقيون آخرون عن إحباطهم وغضبهم الشديد ضد ما سمّوه الأمم المتحدة العقيمة impotent. ذكر مالك حماد- مواطن مقيم في بغداد: "على هذه المنظمة أن تكون المكان الذي يُحاسَب فيه الأمريكان ويُسألوا لماذا ارتكبوا هذه الكُثرة من الجرائم بحق العراق والعراقيين!!"
ممممممممممممممممممممممممـ
IRAQ: Where Nobody is Accountable, (Ali al- Fadhily*, IPS), uruknet.info- 21May2007.
(*Ali, our correspondent in Baghdad, works in close collaboration with Dahr Jamail, our U.S.-based specialist writer on Iraq who travels extensively in the region)

ترجمة: عبدالوهاب حميد رشيد



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السفارة الأمريكية في بغداد: مدينة داخل مدينة
- موسوعة الرعب: دولة الإرهاب والولايات المتحدة
- القوات الأمريكية تُحوّل سامراء إلى.. مدينة موتى
- اقتل كل شخص: جندي أمريكي يفضح سياسة القوات المحتلة في العراق
- العراق: المزيد من القوات الأمريكية.. المزيد من ضحايا فرق الم ...
- مشاهد لأحداث جارية في محيط الإمبراطورية
- التأييد القوي للتعذيب في العراق بين الجنود الأمريكان.. نتيجة ...
- العراق: استمرار تصاعد انتشار المخدرات بين الأطفال
- دجلة الخير.. تتحول إلى مقبرة لجثث الضحايا
- تصاعد سريع لوفيات الأطفال .. والناشئة تدفع ثمن جرائم الحرب/ ...
- استطلاع: هبوط شعبية بوش إلى الحضيض
- تضاؤل صبر الأمريكان تجاه الحرب في العراق
- على أمريكا وبريطانيا الاعتراف بالهزيمة وترك العراق
- عائلات مشرّدة ضحايا محتالي بيع البيوت
- المهمّة.. أُنجِزَتْ!!
- العراق: حياة مُبَعثرة!
- أفغانستان والعراق.. نفس الحرب
- الأمم المتحدة: نقد لاذع لسجل حقوق الإنسان في العراق
- استمرار مأزق اللاجئين العراقيين
- الهجوم على المؤسسة البرلمانية في غياب الفاعلية الحكومية


المزيد.....




- قرار ترامب يُربك رحلة طيران الإمارات.. شاهد القلق بين حاملي ...
- أجمل إطلالات النجمات العربيّات في حفل -موريكس دور-
- رفع العلم الفلسطيني على السفارة في بريطانيا.. وزملط يُعلّق
- بريطانيا تحذر إسرائيل من الرد على مساعي إقامة الدولة الفلسطي ...
- مادورو ينفي تهمة -تاجر مخدرات- ويدعو ترامب للحوار: لا نريد ح ...
- نسف المباني والقصف والتهجير والجوع مستمر في غزة رغم الاعتراف ...
- ستارمر يعلن الاعتراف رسميا بدولة فلسطين.. ما ردود الفعل في ب ...
- الاعتراف بدولة فلسطين.. بصيص أمل في ظلمة الموت والقتل في غزة ...
- المغرب.. أموال تتطاير من سطح أحد المباني
- بنغلاديش تسجل أعلى حصيلة يومية من إصابات حمى الضنك ووفياتها ...


المزيد.....

- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - العراق- عندما لا يوجد مسئول عرضة للمحاسبة!