أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - دجلة الخير.. تتحول إلى مقبرة لجثث الضحايا














المزيد.....

دجلة الخير.. تتحول إلى مقبرة لجثث الضحايا


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 1911 - 2007 / 5 / 10 - 11:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لفترة طويلة في القِدَم، كان نهر دجلة رمزاً للرخاء الاقتصادي والرفاهية في العراق. ولكن منذ الغزو/ الاحتلال الأمريكي للبلاد 2003 تحول هذا المجرى المائي المذهل إلى مقبرة جثث طافية للضحايا العراقيين، علاوة على أن مستوى مياه النهر يتجه نهو النقصان في ظروف تصاعد تلوث النهر، حسب خبراء البيئة.
بدأ تلوث مياه النهر جرّاء رمي القمامة، المشتقات النفطية، الفضلات الصناعية، يُضاف إليها فضلات القوات المسلّحة العراقية والأمريكية. كان النهر أحد مصادر رئيسة للمياه، الغذاء، النقل ووسيلة استجمام للسكان المحليين، ولكن بعد أربع سنوات عجاف من الحرب والتلوث، تحوّل النهر إلى بالوعة راكدة ،stagnant sewer، حسب قولهم.
"إن الوضع لخطير. ما يحصل هو تدمير تدريجي للنهر ولا توجد مشاريع لمنع هذا التدمير الجاري، قالها البروفسور راتب مفيد- خبير البيئة في جامعة بغداد. يستمر مفيد في كلامه "تحوّل جزء كبير من النهر إلى منطقة عسكرية، أُجبرت العائلات المقيمة حول ضفتي النهر على ترك بيوتهم، وأُغلقت المطاعم التي كانت متواجدة على ضفة النهر riverbank. كما ومُنع رجال الصيد ممارسة مهنتهم على طول ممر النهر في العاصمة، ومُنِعتْ أيضاً مرور القوارب المدنية فيها.
أُفسد النهر contaminated بمخلفات الحرب والمواد السُمّية، والمقيمون في مدينة الصدر- المعروفة بتعرضها إلى انقطاع مياه شرب صالحة- لا يجدون خياراً سوى استخدام مياه النهر للشرب، ومن ثم التعرض المستمر للإسهال diarrhoea وأمراض حصى الكلى.
في أشهر الصيف الحارة والجافة، وفيها ينخفض مستوى مياه النهر إلى الحد الأدنى، يمكن عندئذ مشاهدة ظهور جزر من الطين في النهر. ويظهر أن مستويات مياه النهر في انخفاض مستمر.
"بدأت مشكلة انخفاض مياه النهر من جبال توروز التركية. تم بناء العديد من السدود والخزانات بين هذه المنطقة وبين كردستان، وساهمت في تخفيض تدفق كميات المياه في النهر. إن فكرة بناء الخزانات والسدود كانت لمنع الفيضانات (فيما يخص الجانب العراقي.. بينما ساهمت المشروعات التركية في إنقاص شديد لكميات المياه المتدفقة في نهري دجلة والفرات إلى حدود خطيرة*)
* منع صيد السمك
منعت القوات العسكرية صيد السمك في النهر، وحرّمت عائلات عديدة من مورد رزقها ووسيلة عيشها. "قُتل العديد من صيادي السمك في محاولاتهم ممارسة مهنتهم ومصدر رزقهم في الليل... وما زال من المحتمل مشاهدة بعضهم وهم يُحاولون الصيد، رغم أن هذا الأمر أصبح نادراً،" حسب سيف بركة- موظف الإعلام في وزارة البيئة.
يمكن مشاهدة القوارب العسكرية أثناء النهار وهي تقوم بأعمال الدورية في مناطق معينة مثل تلك القريبة من المنطقة الخضراء، إذ يُمارس القناصون snippers (الأمريكان) الحراسة المستمرة على مدى 24 ساعة يومياً لمنع "المتمردين" دخول المنطقة.
* جثث ضحايا طافية
تقوم الشرطة المحلية بصفة يومية سحب جثث طافية على مياه دجلة وتحمل علامات تعذيب مروعة.. كذلك أصبحت مشاهدة عادية للمقيمين قرب النهر لمثل هذه الجثث الطافية. بل أن الوضع أسوأ في الصويرة- منطقة جنوبية في العاصمة- بعد أن أقامت الحكومة حواجز barriers مع شبكة حديدية ضخمة لصد trap القمامات التي تُرمى في النهر، ولكن حالياً أخذت تؤدي هذه الحواجز دوراً إضافياً لتعمل كذلك مصداً للجثث الطافية.
"منذ يناير/ ك2 2006، تم سحب 800 جثة، على الأقل، من هذه الشبكات الحديدية. وهذا الرقم لا يتضمن الجثث الطافية المجمعة عن طريق القسم المركزي للنهر. غالبية هذه الجثث مجهولة الهوية وعليها علامات تعذيب وحرق ودون وجود من يُطالب بها،" حسب الكولونيل عبدالواحد عزّام- وزارة الداخلية.
وحسب عزّام، وجدت آثار تعذيب على 90% من هذه الجثث. "ونظراً لحالة الجثث.. ليس من المفيد إجراء تشريح autostopy لها، وإذا لم يُطالب بها أحد خلال 24 ساعة، يتم عندئذ دفنها بشكل روتيني."
* مستوى مرتفع من التلوث
في عهد النظام السابق، كان يُعاقب كل من يرمي القمامة في النهر، ولكن حالياً يمكن مشاهدة تلال من القمامة على ضفتي النهر. وهذه الظاهرة الجديدة تؤثر على المجرى الاعتيادي للنهر وتُسبب تلوث المنطقة. "مع وجود خزانات تٌقلل تدفق مياه النهر، يرتفع مستوى الملوحة. وبالترابط مع المستوى العالي للمخلفات الملوثة التي تُرمى في أعلى مجرى النهر فإنها تقود إلى تقليل مستويات الأوكسجين، وتجعل بيئة النهر غير مواتية للحياة،" حسب بركة.
ذكر صيادو السمك: قبل سنوات مضت كان من السهل صيد السمك في النهر، أما حالياً ومع استخدام شبكة الصيد، بخاصة، فمن المستحيل النجاح، في حين يمكن مشاهدة أعداد كثيرة من السمك ميتة طافية بسبب التلوث ونقص الأوكسجين. ما يمكن صيده في الوقت الحاضر هو فقط الأسماك الميتة الطافية في ظروف تلوث وتسمم مياه (دجلة الخير!!)
ممممممممممممممممممممممـ
IRAQ: River Tigris becoming a graveyard of bodies, (IRIN), uruknet.info- May8,2007.
* للمزيد من التفصيل بشأن آثار المشروع الضخم للخزانات التركية على مياه دجلة والفرات في العراق، أنظر، د. عبدالوهاب حميد رشيد، التحول الديمقراطي في العراق: المواريث التاريخية والأسس الثقافية والمحددات الخارجية، ف6- ثانياً- 2/ العلاقات العراقية- التركية، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، يوليو/ تموز 2006، ص 294-302.

ترجمة: عبدالوهاب حميد رشيد



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصاعد سريع لوفيات الأطفال .. والناشئة تدفع ثمن جرائم الحرب/ ...
- استطلاع: هبوط شعبية بوش إلى الحضيض
- تضاؤل صبر الأمريكان تجاه الحرب في العراق
- على أمريكا وبريطانيا الاعتراف بالهزيمة وترك العراق
- عائلات مشرّدة ضحايا محتالي بيع البيوت
- المهمّة.. أُنجِزَتْ!!
- العراق: حياة مُبَعثرة!
- أفغانستان والعراق.. نفس الحرب
- الأمم المتحدة: نقد لاذع لسجل حقوق الإنسان في العراق
- استمرار مأزق اللاجئين العراقيين
- الهجوم على المؤسسة البرلمانية في غياب الفاعلية الحكومية
- استمرار التطهير الطائفي ببغداد في ظل الخطة الأمنية!
- أربع سنوات من الاحتلال- كفاية!
- الحرب على الإرهاب.. المزيد من الإرهاب!
- استطلاع: مخاوف مشتركة للرأي العام الأمريكي والعربي بشأن الحر ...
- هؤلاء اللاجئون.. محظوظون!
- يوم الصحة العالمي: إلى متى يستطيع العراق البقاء والاستمرار؟
- أربعة عوامل تحول دون ضربة أمريكية لإيران
- مُختَطَف ضحية يجد ملجأه في سوريا
- انهضوا من تحت أنقاض الخرائب!


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - دجلة الخير.. تتحول إلى مقبرة لجثث الضحايا