أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - ليث الجادر - الحزب الشيوعي العراقي ..تيه فكري أم اشكاليه سياسيه















المزيد.....

الحزب الشيوعي العراقي ..تيه فكري أم اشكاليه سياسيه


ليث الجادر

الحوار المتمدن-العدد: 1937 - 2007 / 6 / 5 - 11:04
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


كثيرا ما سمعنا وسنسمع بتلك الدعوات المنطلقه من هنا او من هناك ..من قبل هذا او ذاك ..التي تحض على ضرورة ( تجديد ) الماركسيه ورافق هذا بعض المحاولات التي ترجمت الدعوه التجديديه لكنها لم تكن ذي جدوى في توافقها مع جوهر الغايه المبتغاة منها ..وهي من المفترض ان تكون كذلك تبعا لرؤيتها النقديه القصيرة النظر ...فالفكر الماركسي ولبه الاشتراكي كان منذ نشئته وفي مراحل صيرورته اللاحقه ونتيجه لطبيعته وماهيته الجدليه عباره عن مستويات قائمه عموديا فوق ذاتها ومتراكمه بديمومة حركة التطور ...كما لو انها ( المستويات ) زمره قشريه مترابطه ومتجانسه تحتضن جوهر واحد ..ولذلك فان دعوات التجديد تلك وبالمعنى الذي يبتغيه ويفهمه اصحابها انما تعبر في حقيتها عن عجزهم في سبر اغوار تلك المستويات والتوقف بالتالي عند مستوى معين ومحدد ..ولعل هذا يبرره ان المستويات المذكوره تمظهرت بعدة اوجه من لم يحسن التمعن بها من خلال ادراكه ان كل هذه الاوجه انما تمثل صوره واحده للجوهر في جانب من جوانبه .فانه يقع اما في شراك التحريفيه او انه يضع نفسه في موقف الانتهازي الانتقائي ... ولذلك فان التصدي للفكر الماركسي عليه ان يمتلك خاصيه واعيه تتماثل في كيفيتها مع رؤية دانيال لمجد ربه (( حينما كنت عند النهر العظيم ...تلئلىء لي مجد الرب ... كانت له اربعة اوجهه ,وجه انسان ,وجه اسد ,وجه نسر ,وجه كروبيم ... وكانت له اربعة اذرع ..ويسير على اربعة بكرات ...وصوته كان كصوت الجمهور الغاضب )) -سفر دانيال - فلو تسمرت نظرا ت دانيال على وجهه الاسد لكان ربه اسدا ..ولو تسمرت على وجه الانسان لكان ربه انسانا ... لكنه ابصر كل تلك الاوجه والاذرع والبكرات من خلال وصفه لها بجوهر واحد هو مجد الرب ...وهكذا بالنسبه للماركسيه التي يجب ان يتلئلىء مجدها ويوصف من قبل ذوي الامكانيات الفكريه القادره على استيعاب ماهيتها على اتم واكمل وجه ....ويبدو ان الحزب الشيوعي العراقي قد امتلك ناصية هذه القدره وامسك بها امساك المتيقن المقتدر !! لكن هذه القدره بقيت طي الكتمان لا يعلمها (الا الراسخون ) في مواقع صنع القرار ...بينما بقى الاخرون في حالة لا يحسدون عليها خصوصا وان بقائهم في الحزب ليس قسريا ولم يسلط من اجل انتمائهم اليه والبقاء في صفوفه سيف الحجاج على رقابهم ..بل ان نجاح الحزب سياسيا لحد هذه اللحظات وقدرة قياداته على ان تخوض في مستنقع العمليه السياسيه العراقيه وتخرج منه وبجداره وبشهادة الجميع على انه الطرف السياسي العراقي الوحيد الذي بقى في منأى من جرائم واثام العمليه السياسيه الطائفيه وانه الحزب الوحيد الذي نال باستحقلق شرف لقب ((صاحب اليد البيضاء )) ..جعل ليس اعضاء القاعده الحزبيه فقط يتشبثون بانتمئهم بل حفز الكثير من ابناء المجتمع العراقي الى الالتفاف ومحاولة مناصرة مواقف الحزب وعن كثب ..والذي استطاع ايضا من ان يجيب عمليا على اشكاليه مساهمة حزب شيوعي في عمليه سياسيه تقودها اولا قوى الراسماليه العالميه وتتبعها ثانيا البرجوازيه الكومبرادوريه ...وبغياب التفسيرات الفكريه المقنعه دخل الشيوعيون العراقيون في مرحله تأمليه صوفيه يدورون كالدراويش هائمين في تاريخ الحزب وماضيه العتيد ..واصبح المنفذ الفكري الوحيد بذلك هو سرد حكايات (الف شهيد وشهيده ) وصار الحزب يتكىء الان على جدار تعتري بنيته التركيبيه اشد انواع التناقضات خطوره والتي لا يمكن للنجاح السياسي المرهون بواقع متحرك وزاحف وهش من ان يعالجها ...لا بل ان هذا النجاح يفرض استحقاقات على منهجية الحزب التجديديه او التفسيريه لمرجعيتها الفكريه ..وبهذا يكون الجهد التنظيري الفكري في حراك متوازي مع الحراك السياسي وداعما له ولينتشل الحزب ذاته من الضبابيه المتازمه بين الممارسه والنظريه التي اخذت ابعاد ومستويات مختلفه ..ابتداءا من الشيوعي الذي فرأ لماركس وانجلز ولينين وقبلهم لهيجل وفيورباخ ...وانتهاءا بالمريد الجديد الذي جذبه الموقف السياسي للحزب ..فمن كان من الطراز الاول يحس بايقاع نشاز تعزفه مجلة ((الشراره )) حيث ترتفع النوته الماركسيه الخجوله في موضوع ما ثم تنخفض حد التلاشي بل النقض في وضوع اخر ,والمحصله هي تيه فكري لا يمكن تفاديه ...ناهيك عن مجلة ((الثقافه الجديده )) التي هي باختصار شديد نذرت نفسها لتكون منبرا يروج لافكار ودعاة الليبراليه والديمقراطيه والفدراليه ..وأن هؤلاء الدعاة الخيرين قد سدت المنافذ امام تنظيراتهم فانبرى الحزب الشيوعي ليوم بدور المحسن اليهم !!! اما بالنسبه لمن هم من طراز المريدين فان الام يزداد ضبابيه وتيه بفعل الدعايه المضاده التي صار اليوم يتبناها الكير من القوى السياسيه في العراق بفعل وعيها للنجاح السياسي للحزب ووقع ذلك على قناعات المجتمع العراقي الذي كشف ويكشف زيف ادعائاتهم ..لقد عالج الحزب الشيوعي العراقي اشكالية نشاطه السياسي بكونه حزبا علمانيا ديمقراطيا وطني وان هذا الوصف لا يعبر الا عن استجابة الحزب للظروف الموضوعيه الملحه لكنه في ذات الوقت يصر على كونه حزبا شيوعيا ماركسي ..انه لم يقدم لشيوعيته هذه هويتها التي من المفترض وان تكون ذات مستوى فكري محدد ومأطر بثوابت معينه ....وكان الجميع ينتظر المؤتمر الثامن للحزب كي يضع حدا لذلك ..اي اما اعلان التخلي عن الشيوعيه والاكتفاء بالوصف السياسي ( العلماني الديمقراطي الوطني ) او تقديم تفسير الحزب الخاص لمفهوم الشيوعيه والماركسيه ...لكن الذي حدث ان الامر بقى على ما هو عليه ,لا بل ان الظاهره تازمت اكثر ,ولعل القراءه الاولى لما جاء في مشروع برنامج الحزب وفي ما جاء بمقدمته لدليل واضح على ذلك ((((( ويسترشد الحزب الشيوعي العراقي في سياسته وتنظيمه ونشاطه وفي نضاله من اجل تحيق اهدافه المتمثله في القضاء على استغلال الانسان للانسان وتحقيق التحرر الانساني ..بالفكر الماركسي وسائر التراث الاشتراكي ....كما يستلهم وهو يضع برنامجه الارث التقدمي لحضارة وادي الرافدين والحضاره العربيه الاسلاميه وعموم الحضاره الانسانيه ))) ...هذا التزاوج اغريب والذي يدمه الينا الحزب على انه نهج شيوعي تجديدي لا يمكن ان يقدم بعدة اسطر وببضعة كلمات (الفكر الماركسي - سائر التراث الاشتراكي -الارث التقدمي للحضاره العربيه الاسلاميه .....) والتي يمكن قرائتها ب( الاشتراكيه العلميه ونهج الماركسيه المادي -الاشتراكيه الخياليه التي لفظها وفندها الفكر الماركسي - ارث الثقافه الشموليه وارث ثقافة السيف والنطع ) ويمكن ان نكتب تساؤلاتنا حول تلك الاسطر لتؤلف مجلدا ...لكننا هنا نكتفي بان نطالب اصحاب هذا الطرح بان يبذلوا جهدا فكريا يحل لنا هذه الطلاسم ...لان محدودية قدرتنا الذهنيه تصور لنا ذلك بانه مجرد صوره واضحه تعبر عن تيه فكري يرتبط باشكاليه سياسيه ليس الا



#ليث_الجادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهاية (الدكتوديمقراطيه) متى وكيف؟
- نقد ماركسي..لماركسية فائض القيمه
- وما أخطأ ماركس ..وما ..انهار ...لكن هيء ..لهم ...ج3
- وما أخطأ ماركس ..وما انهار..لكن ..هيء لهم ...ج2
- وما أخطأ ماركس ..وما ...انهار ...لكن ..هيء لهم
- حميد تقوائي ..وحكماء القمر
- لماذا هرب ((الثائر)) مقتدى ..وكيف اختفى
- المالكي يأمر بضرب اعناق العمال
- العلمانيه الشامله والديمقراطيه ...وترابط الضروره
- هكذا نفهم الاشتراكيه ...ج2
- هكذا نفهم الاشتراكيه .ج1
- جدلية التحرر ..ج2
- جدلية التحرر ....ج1
- سماسرة الاسلام السلطوي ..وتجارة اللحم الطري
- من امسك بالجمر ..منصور حكمت ..ام ...رفعت سعيد ؟
- اعدام (((القتيل ))) ...يفضح وحشية البرجوازيه
- هل تمرد الامام المهدي ((عج )) على الله ؟كيف ومتى ...ج4
- هل تمرد الامام المهدي ((عج)) على الله ؟كيف ومتى ...ج3
- هل تمرد الامام المهدي (((عج))) على الله ؟ متى وكيف ...ج2
- هل تمرد الامام المهدي ((((عج ))) على الله ؟متى وكيف ...ج1


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - ليث الجادر - الحزب الشيوعي العراقي ..تيه فكري أم اشكاليه سياسيه