أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحوار المتمدن - الكتاب الشهري 2007 شباط : مستلزمات بناء مجتمع مدني علماني ديمقراطي في العراق - ليث الجادر - العلمانيه الشامله والديمقراطيه ...وترابط الضروره















المزيد.....

العلمانيه الشامله والديمقراطيه ...وترابط الضروره


ليث الجادر

الحوار المتمدن-العدد: 1830 - 2007 / 2 / 18 - 11:42
المحور: الحوار المتمدن - الكتاب الشهري 2007 شباط : مستلزمات بناء مجتمع مدني علماني ديمقراطي في العراق
    


ان القاسم المشترك (العبقري) الذي اجمعت عليه الاطراف الفاعله في عملية التغيير السياسي لشكل النظام السلطوي العراقي السابق كان يأخذ صورته المجرده والعامه ومصاغا تحت شعار (اسقاط الدكتاتوريه الحزبيه الفرديه ) واحلال بديلها الديمقراطي التعددي .. وحتى لا نكون متجنين على الحقيقه ومن اصحاب الاحكام المسبقه الجامده ..علينا ان نعترف بأن الضروره السياسيه ومعطياتها القويه المؤثره في الساحه السياسيه العراقيه كانت تمثل المبرر العقلاني لذلك التحالف الذي جمع ما بين ((الاضداد )) والتي اضطرت تحت طائلة هذه المعادله من الرضوخ الى الالتزام بروح النصيه في تحديد مفهوم الديمقراطيه واقتربت كثيرا بذلك من الاستدلال اللفظي لدى بعض الاطراف وخاصه عند مختلف فئات الجماهير العراقيه فاكتفت وقتها بفهم الديمقراطيه على انها تعني نفي للدكتاتوريه دون الامعان في كيفية البديل وخصائصه ..بينما كان هذا المعنى يتعدى ذلك في توجهات الاداره السياسيه للطرف المنفذ المباشر وهي الولايات المتحده فحصرتها بانموذج لآليه مبتوره وجاهزه تتحدد في شكلها الموؤسساتي البحت ...وهي موؤسسات مفروضه من الفوق الى الاعلى اعتمادا على التعاقديه السياسيه الغير اجتماعيه ولا جماهيريه ... وبين هذيين الطرفيين كانت الاحزاب والحركات السياسيه قد اكتفت بدورها الاعلامي الترويجي الذي حدد في التاكيد على احادية عمليه التغيير ..فاصبحت بذلك مهمتها وغايتها المعلنه الاولى والاخيره هي اقصاء الدكتاتوريه والانقضاض عليها في قالب دوغمائي صرف .. اي انها بررت الاعتباطيه اللامحدوده وقرأت مقولة ( وجود الشيء يعني كونه نافعا ) ب( سيادة الاراده السياسيه يعني كونها نافعه ) ... وهذا الموقف اصلا كان في حقيقته ليس غريبا على تلك الاحزاب والقوى السياسيه المحليه لان اعتناق البراغماتيه المقلوبه بكل صورها وخاصه صورتها الفلسفيه تخدم توجهات الاكثريه الساحقه منها باعتبار ان هذا التوجه الفكري يمكن ان يكون اداة طيعه في تبرير الكثير من الممارسات والتوجهات الرجعيه ....لكن اذا كان الجهد النظري والفكري الموجه باراده سياسيه قادر على جمع (الاضداد ) وبقدرات لا تخلو ابدا من نزعه فلسفيه ممجوجه ..فأن التطبيق العملي هو وحده القادرعلى كشف زيف تلك التوجهات والادعائات ..لقد كان حتى فتره زمنيه قريبه اؤلئك ((الاضداد )) يقدمون انفسهم على انهم رسل الحريه والرخاء والمساواه ..لكن وما ان نفذت وصاياهم المقدسه على ارض الواقع ..حتى انكشفت عورتهم وبانوا على انهم مجرد شياطين اشاعت روح الاجرام والفوضى والارهاب الذي انقض على النسيج المدني لحياة المجتمع العراقي ...فتحولت مهمتهم أو هم اعادوا انتاج مهمتهم لتتحول من بناء الدوله الديمقراطيه وترسيخ الموؤسسات التي لابد وان تقوم على تفسيرات منهجيه واضحه ومحدده ..الى مهمة ( جامعي انقاض ) ما هدمته نتائج مشروعهم السياسي الذي أوحي اليه على انه البديل المطلوب ..ز(نقض الدكتاتوريه) .. ان التاكيد على اولوية هذه المهمه الجديده وبنفس روحية تحالف الاضداد وصياغتها المجرده الغير متفاعله لا يعني ابدا سوى التهيء اعادة بناء دكتاتوريه جديده مفضوحه .. فها هو العراق يشهد وبالتدريج العوده الى احدى سمات النظام السابق وبشكل اقوى بكثير .. وهي احكام الطوارىء ..وعسكرتارية المجتمع ..والامعان في انهيار القاعده الاقتصاديه ..وشيوع الممارسات الاجتماعيه المتخلفه ...ان البديل يتوجه في صيرورته الى (دكتاتورية الفوضى ...بعد ان نفى (الدكتاتوريه المنظمه ) ..والنتيجه ان العراقي اكتشف انه قدم ويقدم كل تضحياته ومعاناته وفق وصف لمثل شعبي دارج ذا مغزى يقول ((استبدل التمر بالخرمه )) .. فالتمر لفظه عربيه لثمار النخله والخرمه اللفظه الكرديه لنفس الثمره ؟؟ لكن هذه النتيجه الماساويه لا تمثل بالنسبه لنا الا عله وسببا قويا للاندفاع في حركة نضاليه تسعى الى نقض الواقع عن طريق طرح مشروع سياسي واقعي جريء يدعو الى استئصال ميكافيلية تحالف الاضداد ذلك ..والجرءه تكمن هنا في ان العلاج المرحلي لامراض الواقع العراقي الراهن المتازم لابد وان يعتمد على قيام سلطه ديمقراطيه حقيقيه وحقيقيتها هذه تكم قفط في ((علمنة )) القوى السياسيه العراقيه كاملة غير مجزئه ..فبالرغم من ان للديمقراطيه مفهومها وللعلمانيه مفهومها الخاص الا ان الواقع العراقي الراهن يحتم وبالضروره دمج هذيين المفهوميين بصورتهما السياسيه التطبيقيه ..فالديمقراطيه اليوم في العراق لا تعني عمليا سوى انها (حاضنه ماهره للارهاب والفوضى ) وهي دكتاتوريه الرعب ما لم تتزاوج بروحية العلمانيه ...لكن من المهم هنا ان نؤكد على عدم اطلاقية هذا الاستنتاج من الناحيه الايدلوجيه ...بالرغم من ان سفر التاريخ يحتفظ لنا ببعض التجارب التي توحي بذلك وتدعم توجهنا ...ففي 19 ايار عام 1649 اعلن مجلس العموم في انكلترا ((ان انكلترا ستكون بعد الان جمهوريه ..اي دوله حره تحكمها سلطة الامه العليا بواسطة ممثلي الشعب في البرلمان ...)) ان اعلان الجمهوريه العتيده هذه جاء نتيجه تشابك احداث وتفاعل عوامل ونتائج اجتماعيه ودينيه ومعارك داميه .. فبينما كان الدافع الحقيقي والمباشر لاندلاع حركتها هو دافع اقتصادي ((ضريبة الملح الجائره وغيرها )) وتذمر واحتقان طبقي موجه ضد سلطة الملكيه المستبده وبرلمانها المزيف واللذيين يسندان ظهريهما الى حق التفويض الالهي ..ويظهر هذا واضحا في الخطب والدعوات الاولى لقائد حركة الثوره وهو كرومل حيث يقول في اولى خطاباته في البرلمان (( ...هذا اليوم يجب على كل انسان ان يقول فيه كلمة الحق التي تدوي في اعماق نفسه ..هل يتحرج الملك من فرض الضرائب الفادحه ارضاءا لهواه ؟ هل تجهلون ما يقترف في مجلس (النجم )؟ الا فاليحدثكم بذلك اؤلئك اللذين سلبت اموالهم وقطعت آذالنهم وزجوا في السجون مدى الحياة ان هذه البلاد قد غصت بالمظالم المفجعه وهذا الملك وحده المسوؤل عن هذه الاثام )) ...لكن ماذا كانت النهايه لقيادة كرومل الديني المتطهر للثوره التي كانت تلك هي مسبباتها بينما استغلها هو كذريعه لخوض غمار نضاله الديني الطائفي ...النتيجه .زهي اعلان الدكتاتوريه ..واستبدال شارل السادس بعد ان قطعت راسه بكرومل ..ففي اذار عام 1653 اعلن كرومل مخاطبا رئيس البرلمان (((انك انت الذي ارغمتني على هذا ..لقد قضيت حياتي باحثا في ليلي ونهاري عن مرضاة الله وانا اعلم انه يفضل ان يميتني على ان يفرض علي المهمه التي اقوم بها الساعه )) ثم حل مجلس النواب ومجلس الدوله واعلن نفسه صاحب السلطه المطلقه في البلاد ..وبهذا تحول (الثائر) الديمقراطي الحر ..الى دكتاتور قديس .......والسؤال هنا هل نخشى على الديمقراطيه العراقيه النسبيه من ان تستحيل الى دكتاتوريه .نجيب وباصرار ..نعم .. بل اننا لا ندعو الى تبني العلمانيه الجزئيه ((كمصل مضاد)) والتي تعني فصل الدين عن الدوله .بل نطالب بالعلمانيه الشامله التي تمتلك رؤيه شامله للواقع وتحاول بكل صرامه تحييد علاقة الدين والقيم المطلقه والغيبيات في كل مناحي الحياة ...انها تعني بالنسبة لنا اعلان (((الالحاديه السياسيه )) ..ان كلمه العلمانيه هي ترجمه لكلمة سيكولارزم الانجليزيه ..واستخدم مصطلح سيكولار لاول مره مع توقيع معاهده صلح ستفاليا عام 1648 الذي انهى الحروب الدينيه في اوربا مشيرا بذلك على علمنة ممتلكات الكنيسه ونقلها الى سلطة الدوله المدنيه ...ثم عرف بعد ذلك بقرون المفكر جون هوليوج العلمانيه بأنها الايمان بامكانية اصلاح حال الانسان من خلال الطرق الماديه دون التصدي لقضية الايمان... لقد كان نمو وتطور البنفيه الفكريه لسيكولار مرتبطا ارتباطا وثيقا ومباشرا مع تطور دور الدوله القوميه وتدخل موؤسساتها في تفاصيل الحياة اليوميه ..وبما ان هذه الدوله بهيئتها الاخيره وبالتحديد في الدول التي تمثل المجال الحيوي لتوسع نشاط العولمه المتمظهر في شكله الاقتصادي قد اصبحت هدفا مباشرا للتغيير .. فان مفكري ومنظري البرجوازيه راحوا يبشرون مؤخرا بمفهوم ما بعد العلمانيه ويشيرون الى ان النموذج المهيمن قد فقد فعاليته ..لكنهم بنفس الوقت يعترفون بان البديل لم يحل بعد.؟؟؟؟ وهم يؤكدون في اطروحاتهم هذه على ما يسمونه بالعالم الثالث حيث فقدت العلمانيه تاثيرها المفترض على الانظمه الاستبداديه والكولونياليه ..بل ان الانظمه العلمانيه كانت الظهير القوي لتلك الانظمه الشموليه ....ان هؤلاء المنظرين قد افلحوا في الوصف ولكنهم وكعادتهم لم يقدموا لنا الحل ولم يؤشروا الاسباب الحقيقيه الكامنه وراء ذلك ..مثلما قلنا فان هؤلاء لهم دوافعهم وغاياتهم الا انهم في الوقت ذاته قدموا لنا خدمه جليله في عملهم الناقص هذا ليؤكدوا ما يهمنا في شأننا العراقي ..وما ذهبنا نحن اليه والذي مفاده ان سيكولار عام 1648 قد شاخت بعد ما ينيف عن نصف قرن من تاريخ ولادتها ... وهي مطالبه بان تجدد شبابها من خلال فرض نفسها بحكم منطق صيرورتها المرتبط بتطور الوعي الانساني الحر الذي يحتم عليها في نموذجها العراقي ان تكشف عن مفاتنها في كل مفاصل المجتمع وان تكف برفض هيمنة الدين على الدوله لتصبح مفاهيمها مهيمنه على المجتمع والدوله ..بمعنى انها تطرد خصومها ابتداءا من تلك الفقرات الدستوريه البائسه وانتهاءا بمناهج التدريس التي تحشو خرابها في روؤس التلاميذ ...لكن كيف يكون ذلك وخصومها السلاطين السياسيين واذنابهم افلحوا لحد هذا الحين من اختطافها وهي تقبع اسيره تحت سيوف جلادي ميليشياتهم ؟؟ وخوفي كل خوفي انهم ..ربما .. وفي نوبه ..من نوباتهم الوحشيه ..من ان ..يقبروها ..علانيه ....في بغداد



#ليث_الجادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هكذا نفهم الاشتراكيه ...ج2
- هكذا نفهم الاشتراكيه .ج1
- جدلية التحرر ..ج2
- جدلية التحرر ....ج1
- سماسرة الاسلام السلطوي ..وتجارة اللحم الطري
- من امسك بالجمر ..منصور حكمت ..ام ...رفعت سعيد ؟
- اعدام (((القتيل ))) ...يفضح وحشية البرجوازيه
- هل تمرد الامام المهدي ((عج )) على الله ؟كيف ومتى ...ج4
- هل تمرد الامام المهدي ((عج)) على الله ؟كيف ومتى ...ج3
- هل تمرد الامام المهدي (((عج))) على الله ؟ متى وكيف ...ج2
- هل تمرد الامام المهدي ((((عج ))) على الله ؟متى وكيف ...ج1
- أذا كذبنا الهولوكوست...فمن سيصدق ((بيعة الغدير ))...وماساة ك ...
- أمريكا ..بين تكتيك الفشل ...وستراتيجة النصر
- طريقنا ...تنظيم الانتفاضه من اجل الثوره ...ج5
- طريقنا ...تنظيم الانتفاضه من اجل الثوره ...ج4
- طريقنا ....تنظيم الانتفاضه من اجل الثوره ...ج3
- طريقنا ...تنظيم الانتفاضه من اجل الثوره
- طريقنا ..تنظيم الانتفاضه ..من اجل الثوره...ج1
- الثوره البنفسجيه ..وكارثيتها الماساويه في العراق 3
- الثوره البنفسجيه ...وكارثيتها الانسانيه في العراق 2


المزيد.....




- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الحوار المتمدن - الكتاب الشهري 2007 شباط : مستلزمات بناء مجتمع مدني علماني ديمقراطي في العراق - ليث الجادر - العلمانيه الشامله والديمقراطيه ...وترابط الضروره