هل تمرد الامام المهدي (((عج))) على الله ؟ متى وكيف ...ج2

ليث الجادر

الحوار المتمدن-العدد: 1768 - 2006 / 12 / 18 - 09:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

ولكن متى خلت الارض من الظلم والجور ايها المهدي ... ربما سأل احدهم ذلك في قرارة نفسه وهو يرى سياط الجلادين تسلخ ظهور ابناء جلدته وتسوغهم اشد انواع العذاب والحرمان ...وماذا عسى المهدي ان يجيب وهو المعلق بين شروط السماء التي تحكمه بان يقيم انموذج جنتها لعباد الله وبين الظروف القاهره الغير مؤاتيه التي تلوح بها طقوس الارض وواقعها والتي هي بحد ذاتها تمتد امتدادا سحيق في تعاليم السماء ...والسؤال الاعتراضي هنا ...هل يمكن ان يكون الامام المهدي ((اسيرا )) لمكيده سماويه يجد نفسه امامها لا حول ولا قوه ...الا ان يرضخ لمشيئتها ؟؟ ربما ... لكن المهم من كل ذلك ان الامام صار له خزين وارث كبير من التجارب وامتدت افكاره في شعاب مختلفه واستطاع وبقدره رائعه من ان يفك ارتباطه الوحيد الجانب بنفسه ...اي بذاتية اؤلئك القادرين على احتواءه وتقمص شخصيته بحكم امتلاكهم لامتيازات تؤهلهم للسلطه ... فصار اكثر اجتماعية من قبل وبنى خصوصيته المقدسه في ظلال الفكر الشيعي او التيار العلوي الذي تبناه هذه المره بعد ان حصنه واضفى عليه ملامحه النبيله وحدد شخصيته العلويه من ضمن الابناء الاحد عشر لعلي بن ابي طالب ...ومع مرور الزمن الذي كان يرافقه عمل دؤوب وسري من قبل اتباع الشيعه في التهيئه لاعلان حلول موعده وظهره ...جاءت النكسه التي كادت ان تطيح براس الامام والى الابد وذلك حينما قرر الخليفه العباسي قتل محمد بن حسن العسكري ...وبالفعل تم له ذلك ...ولكن نجاحه ذلك كان ضئيل جدا امام قدرة المهدي السحريه وخبث ودهاء الاسطوره ... التي نطقت على لسان احد المقربين من علي العسكري المتوفي توا ليعلن وبكل عبقريه بان (((المهدي )) قرر الاختفاء بامر الهي واتبع سر غيبيته في (((قبو ))) بدار ابيه .... وان هذا الصبي الالهي قد خوله صلاحية التحرك والتوجيه بالنيابه عنه وانه سماه (((الباب))) ؟؟؟؟؟؟؟ كان ذلك العبقري الخبيث هو الحسين بن روح الله وهو من اصل فارسي ...هكذا وبكل بساطه استطاعت روح الاسطوره من ان تنتصر على ضربه حقيقيه كادت او من المفترض ان تكون الضربه القاصمه لها .... وقديما قيل (((ان الضربه التي لا تقتل فانها تقوي الخصم ))) وهذا بالفعل ما حدث للمهدي وان جاء بصوره مختلفه ...فهو مع ذلك التاريخ اصبحت له هويه محدده وواضحه واتباع مقربين منه ومن بابه ولاحقا من نوابه ...فهو الامام الثاني عشر من الائمه المعصوميين اللذين يقدسهم الفكر الشيعي مبتداين من علي ومنتهين به ....وهو يملك تاريخ محدد لولادته (((عام 250 للهجره)) )))) ...وله تعاليم وتوجيهات ربما تكون تفصيليه في بعض الاحيان تتناول الحياة السياسيه والاجتماعيه وعلى مر الزمن يتلوها على مسامع الناس افراد من نخبه دينيه ينالون شرف ذلك بعد اجتيازهم عدة مراحل واشتراطات ...ولقد صار المهدي من القوه والثقه بالنفس بحيث انه صار لا يتردد عن ذكر اسماء اتباعه والقاده اللذين سيكونون في معيته يوم ظهوره ....وحينما حدث كل هذا التطور في شخصيته على ضفة الاسلام الشيعي ..زفانها بقية مبهمه في الجانب السني صاحب القرار السلطوي الذي استوذ على الحكم على مر تلك العصور ...فالمهدي هنا لا يعار له تلك الاهميه ولكن تجربة الحكم لدى السنه جعلتهم يؤمنون ايمانا راسخا في ان مثل هذه الامور والظواهر الاجتماعيه يجب ان لا تقطع فيها شعرة معاويه ... فالمهدي المنقذ مدخر لديهم لكنه ليس باشتراط ان يحمل نفس صفاته العلويه الشيعيه ... ولم يجد الامام مناصا من ان يكون تحركه والحال هذه الا ضمن اطاره العلوي ...وان يسعى جاهدا بترسيخ مكانته في تعاليم هذا التيار حتى صار جزاءا بل كلا في جزء وعمودا لهيكلية تنظيم وتعاليم وتحركات منتسبي الفكر الشبعي ...وبهذا فهو اصبح اكثر حريه من ذي قبل ولقد قادته رغبته في نيل مقدار وافر من الحريه والتخلص من (((الاسر الالهي )) ...الى ان يقوم بمحاوله على يد احد اتباعه لان يستعجل ظهوره واقامة مملكته التواق للجلوس على عرشها ...فكان ان ابتدأ مع الشيرازي التحضير الى تلك المحاوله التي لاقت من التعقيدات والصعوبات الكثير ايام الامبراطوريه العثمانيه العتيده ...فجرته الاحداث الى ان تتمخض تلك المحاوله عن ولادة دين جديد اعلن نفسه ناسخا للاسلام وزعم ان له كتاب مقدس خاصا به نسخ القران ...فكانت البهائيه وكتابها المقدس (((البيان))) وكعبتها الخاصه ...حينها ادرك المهدي الخطأ الجسيم الذي وقع فيه ...فعاد على ديدنه متبراءا من اتباعه اؤلئك مكفرا لهم .... لانهم في الاصل استنتجوا بوادر نفيه .... وشرط السماء كان بالنسبه للمهدي واضحا لا لبس فيه ....عليه ان يكون حصرا من سلالة علي ولقد حدد اسمه في ما سبق وكتب له تاريخ ميلاده ...وان يكون بالطبع مسلما يحكم باسم القران ولو ان الحكم بالقران الذي اقر له كان ما يسمى بالحكم بالباطن ..((حيث اللفظ عاجز عن التعبير عن المعنى ))) وهذا لا يسوغ له من ان ينسخ القران ...وهو منقفذ ذو سلطان ومقدرات الهيه لكنه ليس بمنزلة الله ... على عكس ما وصلت اليه ((البهائيه )) حيث تجلى نور الله فيه ...ومع كل هذا ...فان البهائيه بقيت ثمره يانعه كنتاج لذلك المشروع وهي الان تمتلك مؤوسه تنظيميه قويه عاى المستوى العالمي ... ان دهاقنة ومعلمي هذه الديانه والراسخين في تعايمها وفكرها ..يكنون اشد مشاعر الاحترام لمن وضع اللبنه الاولى لدينهم ...اسطرة المهدي ... وبالذات لمروجها الذي كانت لجملته الايحائيه التي وجهها الى ربهم وهو مازال طالبا في الحوزه الدينيه ..حينما اشار اليه وبوقار واجلال وخشوع ليقول له ((((تزول الشمس عن وضعها ...ولا يتزعزع ايماني ...بانك .......هو ....))) هذه الجمله كانت بداية مشوار ((رب )) البهائيون ..اوحي اليه وهو فتى يانع بانه هو المهدي ...فاستساغ الفكره ووجد من حوله من يبتغيها والاهم انه وجد الظروف الاجتماعيه والسياسيه التي مثلت ارض خصبه لذلك الاستيساغ ...وتطور في حركته وصار له مريديه .. وكان المسرح هذه المره بلاد ايران ... وحدث ما حدث ... حتى اعلن المهدي نفسه الها ... وحينما استفاق من نشوة اندفاعه العارم نحو تاسيس مملكته وجد نفسه انه قد اجتاز الخطوط الالهيه التي رسمت اليه فكان ان ودع رداء رب البهائيه ودخل بطن الحوت الذي ابتلع يونس لكن بالتاكيد ليس بمحض ارادته ...ليكفر عما ارتكبه غيره من ذنوب وخطايا نيابة عنه وباسمه ..هكذا على الاقل كما ادعى ... ومنذ ذلك الوقت والمهدي اشد حرصا وصرامه في اختيار الاشخاص اللذين يثق بهم وبولائهم الخالص له والاهم يثق بذكائهم ودهائهم ...وهوبعد ان الغى درجة المندوب السامي ((الباب)) ...الذي كان الوحيد القادر على النطق بالتعاليم والقرارات نيابة عنه ..وبما ان عباد الله كلهم باستثناء الائمه المعصوين قد يقعون في احابيل الشيطان فالحال هنا ان نسبة مغازلة الشيطان للباب تكون نسبه قويه نظرا للمكانه الرفيعه التي يمتاز بها ... ولكن الامام بحاجه ماسه للتواصل مع اتباعه ومريديه بشكل يكاد ان يكون يومي وتفصيلي ...وهذه المره لا تبع الحاجه من فرض الهي فقط ... بل .. من اشتراط مريديه من عامة الناس وخاصه من قبل اؤلئك اللذين مسهم ضر الظلم والجور وهم ينتظرونه كي يخلصهم منه ... ولقد اتفق هؤلاء وبمعاهده دينيه مع ظالميهم ... بان رفع الجور والظلم لا يحق لهم ان يثوروا من اجله مهما كانت درجة مقدرتهم على تحقيق ذلك ... الا بظهور وقيادة المهدي ...لقد وقع ذلك البروتوكول الجائر والغير عادل والمبهم في لحظه لم يكن فيها وعي (((المستظعفين ))) بعد قد نضج ليدركوا سر حقيقة ان الله لا يحب ولا يبارك الا الاقوياء وامام هذا الضغط والحيره .. والتناقض الغير مبرر على الاطلاق ... استبدل منصب ((الباب)) ب((النائب )) واخرى ب((الوكيل )) ...واخرى ب ((الفقيه )) ...كان هذا التعدد في المناصب التي تمثل حلقة الوصل ب(((المنقذ)) ... قفزه اخرى في مسار حركة تطور مسيرة المهدي .. لقد حصن نفسه الى درجه ما من التزييف واكتسب خبره عاليه في مجال الية طرح مشروعه السلطوي ... كما ان الامور الدنيويه عادت مرة اخرى تدعم مكانته التي هو عليها الان ... ولا نبالغ اذ نقول ان اطالة امد غيبته صار بالنسبه اليه اكثر راحة وطمأنينه ... لقد وضع الكره في احضان الله ... فالجماهير المستضعفه من مريديه صاروا يزعقون ليل نهار ((((((اللهم عجل فرجه ...وسهل ...مخرجه )))) وكانهم في احيان كثيره يتظاهرون اعتراضا بوجه خالقهم الذي وعدهم بان ينقذهم يوما ما ؟؟... والمنقذ من جهه لا يملك الا ذلك السلطان الفكري القابع في ذهنية اؤلئك المتذمرين ...فالرب لم يقرر بعد متى يكون الموعد والاهم ان هذا الرب لم يمنح المهدي بعد ذلك السلاح الخفي الذي سيطوح برؤوس الظلمه ويعطيه تلك القوه السحريه التي ستبني هيكل مملكته العادله .... ...ان المنصبين انفسهم ناطقين رسميين باسم الله وعوا هذه الازمه وصاروا يخرجون على الملء بتصريحات لا تخرج في ماهيتها عن منطق مقولة وفسر الماء بعد جهد بالماء ,,,فليس هناك شيىء جديد تحت الشمس ....نعم الظلم يتعملق وحياتكم ايها البؤساء صارت اشد ايلاما وقسوه ...لكن هذه مشيئة الله ... ولا تنسوا ولا تيأسوا باننا على موعد مع المنقذ ...لكن الا يعني هذا ان المهدي اصبح اقل تدينا من ذي قبل وصار يعتمد على تاييد الجماهير له التي هي ذاتها تعتمد في انطلاقة تغييرها على ظهروره ...يبدو ان احدهم يسند ظهره الى الاخر ...المهدي يسند ظهره الى ظهر الجماهير ... والجماهير تسند ظهرها ....ليس الى شيى ء سوى ...الى ظهرها ؟؟؟؟؟؟

#ليث_الجادر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات