أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الشيدي - قرابين الوجع














المزيد.....

قرابين الوجع


فاطمة الشيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1935 - 2007 / 6 / 3 - 06:41
المحور: الادب والفن
    


روح تتحلل ، تشتهي الإحلال ، روح مضاف ومضاف إليها كل مشاتل الخيبات والانكسارات والعمى .. والحضور المخاتل للأشياء ،، الحضور المخزي حين ندخل من الأبواب الخلفية للجرح ،، حين ندخل متناومين عن الرعب الطافي على وجوه الكائنات الخرافية ..
حين ندخل بكاملنا المزنر بالهشاشة ،، ندخل إلينا محاصرون بالتربص من أن نلامس الجرح أو حتى نشتهيه ،، مرعوبون من أن تثمر أرواحنا في لحظة وهن قافية للعطر مختلطة بالحنين ،، كي لا نشتهي نلثم التراب ، أو أن نمرغ وجوهنا في حكايات السديم الباهت .
ندخل مشبعين برائحة التفاصيل الموشومة بكحل يخذل الموت ،، ويخذل العشق
نحاذر أن نتمسح في الزوايا ،، أو نمسد رقبة الوقت ،، أو حتى نغازل صوت عصفور على ناصية الجرح بهتت روحه من شدة الوجع ..
ندخل ،، بيننا وبيننا طيوف لكائنات لاتلد ولا تولد .. لاملائكة و لا أشباح ، لا غابات من الياسمين ، ولاسماوات من الغيم ..
قبور مفتوحة للصلاة ، خشوع باهت من الإعياء ،، وطقوس الصلاة مغرية بالسكينة والبكاء .
متعبون متعبون ،، ندخل ... لانتقن فنون الدفن ،، أو مراسيم التأبين ، أوطقوس الصلاة .
متعبون ،، لانقوى على لملمة رائحة بحجم قرون من الوله ،، أو تحنيط الدفء المتسرب عميقا كشلالات من الفرح ،، أو ترميم الوجوه من ندبة أو شامة تشكل علامة فارقة كخرزة زرقاء في جيد سماء عالية.
نلامس لمس اليد الضجر المتربع فوق ضجيج القلوب بلا دهشة محفزة على القيامات
متعبون من التعب
حزانى على الحزن حد الشكوى واللاشكوى
ندعي الحزن ولسنا أشقياء، ولا أولياء ،،و لسنا غرابات بيْن ولا بوم نحس
ربماكنا- كما شئنا أو كما شاءت لنا المشيئة- كائنات خاصة
..أرواح تشكلت أعشاشا للعتمة ،ومهدا للصلوات
رؤوس لاتمد يدها لحواف الكون كي تشعل سراجات البهجة أو كي تسرق الضوء
قلوب نخرها الود.. وأفسدها الحنين
قلوب حين تلمح سفن الفرح المنفوخة الأشرعة تتقدم بسرعة براق ، وحين تلوّح فلول الضوء تنحسر كموجه
قلوب لا يخطئها الحدس ، ولاتتقن ممارسة سفح الأشياء كسائل نتن ، ولاتتقن الصراخ في بهو الكون المتسخ بالضجيج والصخب ، ولاتتقن الكركرة على مد الوجع ( لو علمتم ما أعلم لضحكتم قليلا!!! )
قلوب تعلمت بحكمة بحار عتيق كم تفصل صمتها بحجم قامة الريح القادمة من مجاهل الغيب
وكيف تربك الشك المزروع في خاصرة نخلة بأمنية معطرة بالرحمة
وكيف تصوغ الوجع قلادات من فتنة
وكيف تقامر الحلم بشعرة بيضاء في مفرق سماوات عالية
؟! وكيف
وكيف؟!؟



#فاطمة_الشيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين أدب الطفل .. وثقافة الآخر .. حول مجموعة -أنا ويوكي- للكا ...
- تأملات في سيرورة الكائن في المطلق والعبث
- المسرح ..خفة التلبس ..وابتهاج الضوء بالظل
- -لعبة الكراسي- رؤية سيسيو ثقافية للوضع العربي
- خيط دخان من شغاف القلب حتى وجع الذاكرة
- ضوء هارب من العتمة ..
- أجراس الشتاء
- ذاكرة العطر
- رقصة الموت
- سقوط غير مبرر للأشياء
- 7شواهد في ذاكرة عربية
- الموت خارج النص !!
- عن كارثة الوعي الإنساني ، وعذابات الكائن الهش(حول رواية “الغ ...
- جيل التسعينيات الشعري العماني بين امتداد الرؤى ، و خصوصية ال ...
- احتمالات جائزة حتما !!!
- زنبق الماء - إثم اليباس
- صدى الزرقة
- قراءة في رواية -سعار- ل بثينة العيسى
- الخواء هذا اللعين الذي يدفع كائناته للعطب
- هكذا يبدأ الكلام !


المزيد.....




- -فاطنة.. امرأة اسمها رشيد- في عرضه الأول بمهرجان الفيلم في م ...
- النجمات يتألقن في حفل جوائز -جوثام- السينمائية بنيويورك
- الأدب الإريتري المكتوب بالعربية.. صوت منفي لاستعادة الوطن إب ...
- شذى سالم: المسرح العراقي اثبت جدارة في ايام قرطاج
- الفنان سامح حسين يوضح حقيقة انضمامه لهيئة التدريس بجامعة مصر ...
- الغناء ليس للمتعة فقط… تعرف على فوائده الصحية الفريدة
- صَرَخَاتٌ تَرْتَدِيهَا أسْئِلَةْ 
- فيلم -خلف أشجار النخيل- يثير جدلا بالمغرب بسبب -مشاهد حميمية ...
- يسرا في مراكش.. وحديث عن تجربة فنية ناهزت 5 عقود
- هكذا أطلّت الممثلات العالميات في المهرجان الدولي للفيلم بمرا ...


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الشيدي - قرابين الوجع