أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الشيدي - خيط دخان من شغاف القلب حتى وجع الذاكرة














المزيد.....

خيط دخان من شغاف القلب حتى وجع الذاكرة


فاطمة الشيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1784 - 2007 / 1 / 3 - 12:03
المحور: الادب والفن
    


.. البياض الرافل في مساحاته لايكفي للبذخ
والروح المحناة بالألم تستلذ الصمت
وأنت لازلت تناور السكاكين وتفاوضها على طريقة جديدة للذبح
السلام يحاصرني بعصابة بيضاء وضعتها يد سوداء على عيني
كممت الناي الذي يرتعش داخلي
أغلقت مسارب الدمع بأغنية قديمة لها رائحة تشبهك
أرغب الآن في القفز خارجي
أرغب في التتشيؤ خارج المسميات .. والأشكال
ماذا صرت إذن ؟؟ سحلفاة صغيرة يمكنها أن تمشي في باطن كفك .. تزحف فيها بجسدها اللزج وتلعقها .. ستدغدغ عروقك حتما وربما ستضحك حينها ، وتلمع النجوم في عينيك .. وربما ستتلمسها بحنان أرغبه
الجهات الكونية المحدودة لا تستوعبك ..فأنت أوسع من كون بأربعة أطراف
الجهات أربع خناجر تجرح ذاكرتي فأنزف حنينا وصمغا ويتورد قلبي كحلمة صدر ضاج بالحليب
جهة خامسة أنت ..
الأمكنة خرائط التلاشي في محدودية المنطق ..
والأسئلة شهوة الضد
ثمة دائما ماهو خارج المنطق..
لغة الخروج على التكوينات الجاهزة للأحجام .. .. وهذا هو أنت
سرب من العواصف المثقلة بالنشوة
مد من الماء الملون بانكسار قوس قزح في بحار الله البعيدة ..
غابة تبدأ من الماء وتنتهي للغيم ..
آخر الخفافيش أنت
الخفافيش كائنات طيبة تحب الظلمة وتسرّح سوادها المدلهم في ضوء العتمة النيئ ..تغرز الحلم على مهل في جسد الليالي ليغور في تجاوفيها المتناومة .. تتحرك ببطء كي لايستيقظ الليل فيبادرها بالغزل .. وعند الصبح تبكي بحرقة وقد أصابها العمي لأنها لم تغر الليل بضحكة شاذة .
هل تعرف ؟ كنت قد حزمتني بشدة وبشكل يحمل كل فوضاي في صرة واحدة ، وقفزت،، لكن ما أن رأيت وقفتك المبللة بالعشق وحنينك الملفع بالندى حتى هوت صرتي بين يدي العزيمة ، لم يعد لدي متسع للبكاء ، صرت كلي أمنية أن تمد يدك على اتساع الرجاء والعشق والرغبة..
امرأة أنا لها ذاكرة مثقوبة بحمى اللهفة و طيف حلم .. فمن أين لجنوني أن يهدأ ؟؟
أعرف أنها خيانة للألم وخيانة لكل ذلك الدمع الممزوج بالغصة والزفرات المتدافعة في صدري .. أعرف أنها طاقة لاطاقة لي بها ..أو عليها لكنه أنت.. الدخان الذي عبأ صدري بالكلمات والجفل ..
الموت الذي راقصني ليلة العاصفة بساق واحدة ،، الحلم الذي رقص على أطراف أصابعي ساعة الهذيان.. ولاطاقة لي على ذبح كل هذا قربانا لرائحة الخيانة التي تعصف في دمك
ربما هكذا سأظل على بوابة الغربة أتسول الحنين من كفوف الموتى وأزرع بتلات صغيرة لزهور غير مستنبة بعد .. وأغري المرايا بكائنات تتفسخ لزجه وهشة من جلدي ترقص بهستيرية مرعبة كلما داهمها الليل..
سأظل أنثر ضوءا يخرج من نافذة عيني اليسرى في وجه الكون فيضحك ويشرق بالجنون..وأفرك به أجساد الصبية كي يتعلمون الغزل باكراا ..
وقد أغري شجيرات الياس بظفائر العجائز البيضاء كي يربكها الحنين قليلا
وساظل أكتبني .. واكتبك واكتب كل ذلك اليتم المتورد بين أصابعنا جمرا.. والمستدير لهفة في حلقي.. والمتصاعددخانا في صدري ..
سأخضع كل الأشياء لرقصة سرية .. سأغني لها بصوتي المجدول بالبكاء كي تهدأ ، وسأحاول أن أستنبت حنين اليتم في أصصي الشمسية التي تجفل من الرعد .. وأهدهد رائحة الخيانة كي تتبخر كغيمة صيف عابرة
وانتظر
أنتظر
فقد تأتي يوما.. أو قد ينطفأ الحنين!!



#فاطمة_الشيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضوء هارب من العتمة ..
- أجراس الشتاء
- ذاكرة العطر
- رقصة الموت
- سقوط غير مبرر للأشياء
- 7شواهد في ذاكرة عربية
- الموت خارج النص !!
- عن كارثة الوعي الإنساني ، وعذابات الكائن الهش(حول رواية “الغ ...
- جيل التسعينيات الشعري العماني بين امتداد الرؤى ، و خصوصية ال ...
- احتمالات جائزة حتما !!!
- زنبق الماء - إثم اليباس
- صدى الزرقة
- قراءة في رواية -سعار- ل بثينة العيسى
- الخواء هذا اللعين الذي يدفع كائناته للعطب
- هكذا يبدأ الكلام !
- عطـش الــكلام
- بقع على جسد الليل
- ردى
- دوائر
- شهوة الضوء.. شرك الفتنة


المزيد.....




- الأفئدة المهاجرة التي أشعل طوفان الأقصى حنينها إلى جذورها
- بعد رحلة علاج طويلة.. عبدالله الرويشد يعود إلى الكويت الأسبو ...
- قطر.. افتتاح مركز لتعليم اللغة الروسية في الدوحة
- نجم فيلم -سبايدرمان-: الفلسطينيون في غزة هم الأهم ويجب تركيز ...
- محمد منير يثير تساؤلات بسبب غيابه عن تكريم مهرجان الموسيقى ا ...
- -جوكر: جنون مشترك-.. لعنة السلاسل السينمائية تُجهز على فيلم ...
- من هو مختوم قولي فراغي الذي يشارك بزشكيان في ذكرى رحيله بترك ...
- أحداث تشويقية لا تفوتك.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 167 مترجمة ...
-  الممثل الخاص لوزير الخارجية يلتقي مع المسؤولين الإعلاميين ف ...
- صور أم لوحات فنية؟ ما السر وراء أعمال هذا الفنان؟


المزيد.....

- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الشيدي - خيط دخان من شغاف القلب حتى وجع الذاكرة