أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة الشيدي - الموت خارج النص !!















المزيد.....

الموت خارج النص !!


فاطمة الشيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1626 - 2006 / 7 / 29 - 08:18
المحور: حقوق الانسان
    


إلى لبنان ، باسمي وباسم كل الشعراء والعُزّل في الكون

أيتها الجنة :
لا أيدي لنا كي نغازل الفناء ليمنع عنك كل هذا الوجع، تساقطت أصابعنا في مساحات الكتابة واللهاث .. نحن العُزّل من الظلال .. الشمس تمارس أدوارها النيئة على مقربة من رؤوسنا .. وأحلامنا توسد خضرتها لليم الذي يكشر عن ساقيه منحسرا نحو الرمل، نحن فقراء اللون .. الشاحبون عند منتصف المسافة بين العري والصمت .. نلوذ بما تبقى من طعم المداد في خنصر الليل.. نلعقة كرشفة خرافية المنتهى .. ونبكيك
***
الموت يحوك مؤامراته عليك على مقربة من أجسادنا .. نشتهي أن نصرخ فيه .. كفى كفى فلا نجد في حناجرنا بقايا صوت يصلح للزجر فنرسل له نظرة عناق حميمة ،كنظرة طفلة يتيمة ربما تريد أن تخبر العالم عن الفراغ المدهش الذي يربيه الفقد في مسام دمعتها .. ذات الفقد الذي يعبر بنا نحو الملاذ الذي لاناصية له لنأخذ به..

***
نيمم نحو جزر من الزبد .. والكائنات الناقصة .. حيث كل شيء أبعد من نقطة التقاء بالضوء الأزرق.. حيث قلب العاصفة النابض بالموت .. حيث الوجوه التي تتدحرج قاماتها على الأرصفة كأقنعة جاهزة للطفو .. ونبكي!!
***
آآآآآآآآه لو أن الموتى يكفون قليلا عن الحضور ، لو أن المكان يخلع أحذيته الشوكية خارج دمك قليلا لنهدأ ، لو أن المراجيح المعلقة في الهواء تقلل دورانها قليلا.. لنتشبث بالجدران المستلقية بدلال بالقرب من عظامنا التي تأن من فرط تداعيها
لو أن الوجوه المتدحرجة بقوة عند أقدامنا تقف لحظة حداد على الوجوه المنذورة لرؤوسها ..
لو أن الكائنات المباركة تتريث قليلا في هطولها المفاجئ بمظلاتها الغيبية وأحاديثها البلهاء وابتهاجها النبيل بالموت ، وهيجانها الخرافي عند ملامسة الحلكة..
***
كيف يمكن الحديث الآن عن كل شيء ، وعن اللاشيء في وقت واحد ، لعلها المقامرة بماتبقى من سلام ، أو ضياع..
ماذا يمكن أن يتبقى حين تشرق الشمس في أرواحنا من الغرب ؟ هل نكون بحاجة لتعديل وفق الإطار الكوني المعد سلفا ، هل نحتاج مثلا أن نبدل رؤوسنا مع أيدينا ، أو أن نضع وجوهنا خلفنا، لنناسب لحظة الصمت التي ينبغي أن تكون طويلة ، وماسة لتستوعب فقرات الحفل التأبيني ، وهل سنكون صالحين لحفلة العرس الملتهبة بصدى أحذية الراقصين .. وللحزن على ست الدنيا !!؟؟
***
كيف لتلك الثقوب أن تلتئم .. ومهمة الحزن بعد لم تنتهي .. هل هو الحزن أم ثمة معنى آخر أكثر مراوغة والتفافا على اللغات.. لعله الالتذاذ بالتمرغ في لوثة الوجع..
البوصلة ترقص كعجوز خرفة في مساحاتنا الضيقة، ولم يتغير طعم الفصول لدينا يوما ، كما تتغير ألوان ثياب الأطفال ، ومع هذا نحن دائما ممتنون لها لأننا لانحسن التوقف عند المرايا المنتصبة بعظمة خرقاء .
***
أيتها الثكلى:
نحتاج الآن كثيرا أن نخلع أظافر الريح ، كي تعوى في دواخلنا فنبتسم ابتسامة بلهاء مكسية ببعض الوجوه القليلة التي تندس بدفء داخلنا مع ماتناثر من غبار المسافات ، هل لصورتك أن تشرق الآن بوضعها الصحيح ؟ ، كي تستحق عبء الحمل الطويل في المساءات حين تشهر الوردة يدها ممتدة للسلام والحب ، وتشهر المسافات أوجهها لابتلاعك بوهنك المنمق بأشياء مرتبة في الذاكرة الأم ، وبجوه لاتحصى.
***
غابة الحسن :
الأسئلة محور الأبدية والأبجدية (كما قال أحدهم يوما! ) لعله نيتشة الصديق العظيم ، ماذا عن اللاشيء يانيتشة ، اللإجابة ، لذة التشفي بالغموض والتيه ، التيه مرادف الضياع أيضا .
هل نسأل لتحاكمنا الأسئلة في معادلة الكينونة التي تسير بنا نحو اللاشيء ، لأننا بلا وازع حقيقي للبقاء ..
***
الحفلة مشتعلة بالرقص ،وبروائح الفجور القدري، لكن كل ذلك الصخب لن يمنع الجوع أن يأكل أمعاء الأطفال الذين يحتالون عليه بسرقة الفرح من جفون القراصنة ، معلقين إياها على مشارب الخزي ، ولن يمنع الموتى من الرقص في خاتمة الفوضى وثرثرة الوجع والآآآآآآآآآآآآآآآه ..
***
الغربة مجددا تهرب بنا/ بك نحو الأقاصي ، والديدان الصغيرة تخرج من مسارب الوهم ، تنتشر بسرعة في عمق الروح ، الحزن بلسانه البارد يلعق بتلذذ الملح الذي نحتمي به من العفن..
الجوع .. وجه الطفلة الجائعة وهي تعانق الموت ، يخترقني بكل تفاصيل رائحته الميتة ، والتراب الذي يلوّن وجنتيها كأنها كانت ترفض القبر الذي يريد أن يأخذها إليه عنوة ..كعجوز نتن يريد أن يغتصب براءتها ، لاااااااااا للموت مرة أخرى ..
***
الموت الجائع أبدا ، ترى نحو أي فضيلة ناقصة سيذهب بنا نحن أحفاد الرمل وذاكرة القواقع المتصلبة.. نحن الذين نستنهضه بكل مايتملكنا من خوف .
نحن الذين نستحضر الأمكنة لنركض فيها عراة إلا من الوجع ، وننثر القمح في ضواحي المخيلة الخضراء ، لنستزرع أراضيها القاحلة بنفسجا بلا رائحة ، ونستنهض الدروب الوعرة لتكتم بقايا سقوط متكرر ، ونهادن الكوابيس الموغلة في سراديب القلق لتحتوى صدى صرخاتنا المكتومة ، ..........ونحبك !!!
***
الموت لايستأذن في الحضور ، تماما كما يفعل الشعر ، وها أنت فجأة تسقطين، وفجأة الشعراء يقومون إليك ، الماغوط الذي رحل باردا وحزينا.. والسياب و امرؤ القيس والمتنبي ذلك الأحمق الذي كان يمكنه أن يؤجل موته قليلا لولا !!
يقولون لاااااااااا إلا هذه..
***
سيدة الفرح:
نجيئك .. غرباء نتشبث بقشة البعير بجهل .. ونحاول النجاة بك منا بنا علينا .. نؤطر فكرة الحلم بين يديك ، الحلم المعادل للأمل.. الفكرة مغرية .. والكذب فكرة أكثر خبثا أو إلحاحا وإغراء .. الحلم معادل الوهم ،، أو مناهض العشق ربما ، الوهم الأعظم والأكذوبة الصالحة للمط حين تضيق الحياة يمكن أن يتحول رغيفا أو شريكا جاهز التحضير كطعام بائت يصلح لسد الجوع
نمضي
نكذب
نحلم
ونحبك
!!!
***
في لحظات الغيبوبة الشعوررية .. لحظة الوهم / الحلم .. يكون لزاما أن نصدق الكذبة الكبيرة، وحين نتنفس بعمق نقبض على الماء .في الهزائم الوجودية لامفر من أشياء وهمية ثقيلة وباردة تسد مساحة الصدع والفجوات في اللاشيء .. أشياء حلمية باردة تستطيل في أزمنة التصحر الشاسعة ..
فقط نحلم أن تكوني بخير!!
فاطمة الشيدي
يوليو / 2006




#فاطمة_الشيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن كارثة الوعي الإنساني ، وعذابات الكائن الهش(حول رواية “الغ ...
- جيل التسعينيات الشعري العماني بين امتداد الرؤى ، و خصوصية ال ...
- احتمالات جائزة حتما !!!
- زنبق الماء - إثم اليباس
- صدى الزرقة
- قراءة في رواية -سعار- ل بثينة العيسى
- الخواء هذا اللعين الذي يدفع كائناته للعطب
- هكذا يبدأ الكلام !
- عطـش الــكلام
- بقع على جسد الليل
- ردى
- دوائر
- شهوة الضوء.. شرك الفتنة
- علامة تعجب! : حول قضية المرأة أيضا
- على أطراف الغربة
- الهند : جواب وحيد لأسئلة كثيرة
- كائنات الموسيقى
- قناطر العبور
- ملائكة النرد / كائنات القيح
- فواصل الوهم


المزيد.....




- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة الشيدي - الموت خارج النص !!