ان المشكلة التي يعاني منها الشعب العراقي والعراق بعد سقوط نظام صدام حسين وحزبه، حزب البعث العراقي هو وجود قوات الاحتلال من اية دولة كانت، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية والبريطانية، هذه المشكلة ليست سهلة وبسيطة وعادية مثلما يتصورها البعض مع جل احترامي لهم، لأنها من التعقيدات والصعوبات والاشكاليات الكثيرة بحيث يستطيع أن يلعب عليها وبها كل طرف من الاطراف لتمرير اهدافه ومخططاته.. إذا كانت أهدافاً خيّرة أو شريرة، ولهذا نجد ان التخلص من قوات الاحتلال والدول المحتلة وتحقيق استقلال العراق وبأسرع وقت ممكن بعدما تتمكن المؤسسات العراقية الوطنية من اخذ دورها الطبيعي ومنها المحافظة على الامن والاستقرار وحل مشاكل الجماهير الكادحة في قضية لقمة العيش، وهذه ستكون مع القضايا الأخرى الطريق الكفيل بجعل العراق يتعافى تدريجياً من أمراضه ومشاكله الراهنة.. ولا نريد الخوض في مجال المجلس الحاكم أو الوزارة الجديدة او المؤتمر الذي عقد مؤخراً لأن هذه القضية سنعالج بعض جوانبها في موضوع آخر.
لكن ما دمنا نريد أن ننهي الاحتلال وترحيل الجيوش الاجنبية وبأـسرع وقت ممكن فلماذا نوافق على مجيء قوات أخرى، تركية أو غيرها مع احترامنا لهم؟ فهل سيكون ذلك حلاً للمشكلة أم تفاقمها وزيادة وخطورة الاوضاع؟
الاعتقاد السائد لدى الاكثرية ونحن بضمنهم أن ذلك سوف يؤدي إلى تفاقم المشكلة وعسرها أكثر مما عليه الآن، وستزيد الطين بلة، ولا تأتي بحلول مثلما يتصور البعض حيث تتشعب المشاكل إلى فروع ومضامير معقدة جداً..
ان القوات التركية او العربية او من اي دولة مجاورة ستخلق محاور من الاصطدامات والعنف والتحريض والملابسات ولن تقف الامور عند ذلك الحد وانما سوف تتضاعف إلى حرب أهلية وتقسيمات طائفية وقومية وعرقية.. فلا جدوى من القوات التركية او غيرها ، المهم أن تكون هناك في العراق دولة وطنية عراقية وقوات عراقية من الجيش والشرطة والمؤسسات الوطنية الاخرى، لأن العراقيين يعرفون أين هي العلة وكيف يمكن معالجتها وليس الغرباء من بلدان اخرى.
العراقيون المخلصون هم الذين سيحققون السلام والامن والاستقلال الحقيقي ويبنون بلدهم بدون وصاية ولا تبعية، ومن يريد ان يساعدهم بحسن نية وفي مقدمتهم الاقطار العربية الشقيقة وهو واجب عليهم قبل أن تكون مساعدة ، أما الدول الاخرى فلن ينسى العراقييون أبداً مواقفها وتضامنها معهم
9 / 9 / 2003