قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)
الحوار المتمدن-العدد: 1935 - 2007 / 6 / 3 - 11:52
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
" الحول" في العين أمره معروف ، وصار علاج المصاب به سهلا بفضل التكنولوجيا . ولكن ما بالك بـ " أحول عقل "؟.
وكما هو الحول في العين " داخلي وخارجي " فأنه في " حول العقل " على نوعين أيضا :
الأول، حول داخلي : يرى المصاب به ما هو جيد من صفات وإيجابي وجميل في نفسه وفي الجماعة التي ينتمي إليها ، ولا يرى فيهما ما هو سلبي من صفات أو عيوب .
والثاني ، حول خارجي : يرى المصاب به عيوب الجماعات الأخرى وسلبياتها بشكل مضخّم ، ولا يرى فيها ما هو جيد من صفات .
والمصيبة ، أن العراقيين جميعا - إلا ما ندر - مصابون بـ " حول العقل " هذا . تأملهم حين يتعرف أحدهم على شخص يقول له إنه من : شمّر مثلا ، أو زوبعي ، أو ياسري ، أو تكريتي ، أو عاني ، أو كوفي ... أو من : الفضل أو الكرادة أو الشواكة ! ...فانهم سيعملون في عقولهم ترابطات : " المصلاوي والبخل مثلا ، البصراوي وخفة الدم ، الكوفي والغدر ، الدليمي والفطارة ، الشروكي- العمارتلي وقلّة الذوق ...ويتعاملون معها – دون وعي – كما لو كانت " حقائق " فيما هي أوهام ليس إلا . والمصيبة أن هذه الأوهام تتحكم في الكثير من تصرفاتنا ونحن عنها غافلون !.
وكما يحصل التشوش بين مصابين بحول في العين أحدهما يرى البعير اثنين والآخر يراه أربعا .. فلا يتفقان ، فأن الأمر يصبح فوضى جماعية اذا كان المصابون بـ " حول العقل " أحزابا وكتّلا وعشائر وطوائف ...وتلك هي علّة المحنة .
اللهمّ اصلح احولال عقولنا فبه قد ينصلح حال العراق .
#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)
Qassim_Hussein_Salih#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟