أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسين صالح - بارنويا














المزيد.....

بارنويا


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 1928 - 2007 / 5 / 27 - 11:15
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


المحنة التي فيها العراقيون أن في قادتهم السياسيين من " الأفندية " و"المعممين " فرقاء مصابون بـ"البارنويا " ..كل فريق منهم يشك بالآخر ويعتقد أنه يتآمر عليه لإنهائه ، حتى وصل الحال بهم الى رفع شعار " لأتغدى بصاحبي قبل أن يتعشى بي " ..فتغدى الجميع بالجميع بوجبات من البشر تعدت المائة ضحية باليوم ..ودفعهم هوسهم الى الإيغال بأيهم يقتل أكثر ، وأيهم يتفنن بأساليب غير مسبوقة في بشاعة القتل والتعذيب.
وبوصفنا سيكولوجيين اجتماعيين ولسنا سياسيين " والسياسة تعني فن إدارة شؤون الناس بما يريحهم لا بما يضنيهم " فأننا نقول : إن البارنويا السياسية اذا طبخت على نار الطائفية والعرقية صار شفاء أصحابها قريبا من المستحيل ، فيما اتفاقهم هو المستحيل بعينه. وبالصريح المرّ فأن الكثير من السياسيين و قادة الأحزاب والكتل الدينية غير قادرين على أن يقتلعوا شكوكهم ويحسنوا الظن بالآخر ، لأن البارنويا برمجت خلايا أدمغتهم بثلاث عقد عبر الزمن : عقدة إعادة إنتاج الخوف الموروثة من الماضي ، وعقدة الرعب المعاش في الحاضر ، وعقدة توقع الشر والإفناء في المستقبل .
والمشكلة أن البارنويا السياسية بين الفرقاء سريعة العدوى والانتشار بين الأغلبية المأزومة والمتقبلة للإيحاء ، والمتطيّرين الذين أتعبتهم الاحتمالات المتناقضة . فيما " الغلابة " من ملايين أهل بغداد حيارى لا يعرفون ماذا يفعلون ، وما عادت تنفعهم حتى أساليب النفاق والازدواجية التي أضطر أجدادهم الى ممارستها مع السلطة من قبيل : " الياخذ أمي يصير عمي "و " قلوبنا معك وسيوفنا عليك " و " الصلاة مع علي أثوب والطعام مع معاوية أدسم "!.
ومن خبرتنا الشخصية ، فان المصاب بالبارنويا يتمتع بمهارة درامية في تجسيد دور " الضحية " وقدرة عالية في إقناع الآخر بأن أوهامه " حقائق " ثابتة . وراح كل فريق يبث أوهامه عبر وسائله الإعلامية ، فصدّق به أتباعه . وغاية ما يريده المصاب بالبارنويا أن يصدّق به أهله ..فكيف اذا صدّق به أيضا كبار القوم في دول الجوار ؟!...وكل الفرقاء لهم في دول الجوار حماة ومؤلبون! .
وتبين لي من متابعاتي " الفضائية " أن في البرلمان أفرادا مصابون بعصابية مرضية . فمنهم من لديه ميول ساديه ، وآخر شعور حاد بالمظلومية ، وثالث يغلي في داخله برميل من الحقد ... وغالبيتهم يمارسون " الإسقاط " ..أعني ترحيل عيوبهم ورمي الفشل على الآخر ، والانشغال بالتنقيب عن رذائل من معه وتنزيه نفسه مع أن فيه من الرذائل ما لا يقل عن صاحبه . ولهذا صار عمل البرلمان أشبه بـ " الهوسه" ، وأصبح مصدر إحباط وتصعيد للتوتر بين الناس بدل أن يكون مصدر تطمين لهم .
ومع أن العقلاء منهم يدركون أنهم في "ورطه " فان عليهم أن يعقلّنوا عمل البرلمان بالتركيز في القضايا التي تريح أتباع كل الفرقاء ، وتأجيل طرح القضايا الخلافية الحادّة والهامشية المكبسلة بعبوات طائفية أو عرقية .
وهنالك وجوه " بارانويه " من كل الفرقاء سئم الناس من تكرار مشاهدتها في القنوات الفضائية ، وصاروا يتشاءمون منها لأنها ارتبطت لديهم بتوقع الشر ..عليها أن تتوقف لتظهر وجوه جديدة سمحاء تبشّر بالتفاؤل الواقعي،وتغيّر المزاج السوداوي للناس .
وثمة اقتراح مستقبلي يتمثل بوضع شرط لمن سيرشح في الانتخابات المقبلة ، يضمن سلامته النفسية ، وتحديدا أن يكون نظيفا من البارنويا .
وقد يعلّق أحدكم قائلا : إن هذا ممكن في بلد آخر ..أما في العراق ، فأنك كمن يطلب لبن العصفور. وله أقول : لا تستبعد ذلك ، فقد يأتي يوم يقول لك فيه العراقيون : لقد حلبنا العصفور !.




#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في مكتبي .. إرهابي !
- العنف.. والشخصية العراقية
- دماغ العراقي
- اسلامفوبيا
- ما للمجلس العراقي للثقافة وما عليه
- أسرار النساء
- المأزق الثقافي العراقي- تحليل سيكوسوسيولوجي لحالة الثقافة وا ...
- السياسيون أصحاء .... أم مرضى نفسيا
- ضحايا الأنفال .. والحق النفسي
- كبار الشيوعيين ...أبناء معممين - الحلقة الأولى -!
- الحكومة والبحث عن يقين
- الشعر الشعبي... ندّابة المازوشيا الممتعة!
- العلم العراقي
- العرب.. وقراءة الطالع
- جيل الفضائيات
- أغلقي عينيك وفكّري في إنجلترا
- السيكولوجيون العرب وتحديات العصر
- الحزن المرضي ... والشخصية العراقية
- 10% فقط. ..نزيهون في العالم
- مرض الكراهية


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسين صالح - بارنويا