أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسين صالح - ضحايا الأنفال .. والحق النفسي














المزيد.....

ضحايا الأنفال .. والحق النفسي


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 1914 - 2007 / 5 / 13 - 14:57
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في مطالعة الادعاء العام ومداخلات المطالبين بالحق الشخصي وفي استجواب قاضي محكمة الجنايات العليا للمشتكين ، لم يتم التطرق الى ما أصاب الناجين من حرب الأنفال من أضرار نفسية . والسبب يعود الى أن ثقافتنا النفسية حتى على مستوى السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية ما تزال متدنية.
وبعيدا عن السياسة والإعلام ، نتحدث بلغة الطب النفسي فنقول : إن الناس الذين يتعرضون الى الحروب أو يشاركون فيها يصابون باضطراب نفسي يسمى " اضطراب ما بعد الضغوط الصدمية ". والذي لا يعرفه كثيرون أن أعراض هذا الاضطراب لا تظهر وقت وقوع الحرب إنما بعدها بسنين . فقد أشارت الدراسات النفسية الى أن نصف مليون جندي أمريكي ظهر عليهم هذا الاضطراب بعد مرور "15" سنة على مشاركتهم بالحرب الفيتنامية . وأن حوالي 20% من الجنود الأمريكان الذين شاركوا في عاصفة الصحراء عام 91 ، يعانون الآن من أعراض هذا الاضطراب ،برغم مرور 16 عاما عليها.
وتفيد الدراسات النفسية أن أكثر من 25% من سكان يوغسلافيا السابقة الذين شهدوا الحرب العرقية ، و20%من الكمبوديين والفيتناميين الذين تعرضوا الى حروب أهلية في الثمانينات يعانون الى الآن من هذا الاضطراب . بل أن الدراسات التي أجريت على البوسنيين اللاجئين الى أمريكا فرارا من الحرب البوسنية ، أفادت بأن 65%منهم ما زالوا يعانون من اضطراب ما بعد الضغوط الصدمية .
هذا يعني أن الأدلة العلمية ثابتة من حيث توكيدها على أن الذين يتعرضون الى الحروب تظهر عليهم أعراض اضطراب ما بعد الضغوط الصدمية حتى بعد أكثر من عشرين سنة ، ومن أبرزها :
الكوابيس والأحلام المزعجة ، الحزن والهمّ والتوتر ، الغضب والهيجان ،
السلوك العدواني اللفظي والبدني ، العزلة والعزوف عن ممارسة النشاطات
الممتعة ، الفتور والتبلد العاطفي ، وعدم القدرة على التعبير عن مشاعـــر
الحب الذي يفضي الى الطلاق ...
ومع أن الحرب هي الحرب فيما تحدثه من صدمات نفسية ، إلا أن الذي تعرض له الشعب الكردي من حروب كارثية استمرت لعقود ، يفوق ما تعرض له أي شعب آخر في المنطقة بسلاح حكومته .
ومع ذلك ، لم يحظ الأكراد المصدومون نفسيا" بأية رعاية نفسية . نعم جاءت بعثات أو وفود ( طبية ــ نفسية) من حكومات وهيئات دولية وجامعية ومراكز بحوث . وتشكلت منظمات كثيرة أو جمعيات بعضها بأسم ( حلبجه ) جاءت بالفعل إليها فما قبض أهل حلبجة منها سوى انهم عرضوهم على شاشات التلفزيون وصوروهم على صفحات المجلات والجرائد فصاروا ( فرجه) للعالم . وصار ( الحلبجيون ) يسخرون الآن من الذي يأتيهم من هذا الصنف ..وتتذكرون كيف كان غضبهم وانفعالهم الحاد حتى على حكومتهم قبل عامين . ويذكر لي أحد الأخوة الأكراد أن الذين تعرضوا لحملة الأنفال لجئوا الى مدينة ( ....) قريبة من اربيل ، ويصفهم بأن جميعهم ( أعصاب) لدرجة انك اذا أزعجت أحدهم ولو بكلام بسيط سحب عليك أقسام ( الكلاشنكوف ).
عليه فأننا نلفت انتباه رئاسة المحكمة وادعائها العام ومحامي الحق الشخصي الى تثبيت الحق النفسي لضحايا حرب الأنفال ، فهو أهم بكثير من تدمير بيت و هلاك زرع أو ضرع .




#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كبار الشيوعيين ...أبناء معممين - الحلقة الأولى -!
- الحكومة والبحث عن يقين
- الشعر الشعبي... ندّابة المازوشيا الممتعة!
- العلم العراقي
- العرب.. وقراءة الطالع
- جيل الفضائيات
- أغلقي عينيك وفكّري في إنجلترا
- السيكولوجيون العرب وتحديات العصر
- الحزن المرضي ... والشخصية العراقية
- 10% فقط. ..نزيهون في العالم
- مرض الكراهية
- مصيبتنا ..فيروسات ثقافية!
- كردي ما اعرف ... عه ره بي نازانم !
- حصة العراقي بالنفط ... والدستور
- العراقي وسيكولوجية الرمز
- الشخصية العراقية تخطّئ علم النفس!
- العراقيون...وسيكولوجية الحاجة إلى دكتاتور!
- يا أعداء أمريكا ... اتحدوا لتدمير بغداد !
- تعدد مرجعيات الإرشاد لدى العربي بين العلم والخرافة
- الحقيقة ...عند الحاج غيلان !


المزيد.....




- التلفزيون الإيراني: بدء الموجة 13 من عمليات -الوعد الصادق 3- ...
- ماذا نعرف عن الحرس الثوري الإيراني؟ وما هو دوره؟
- حصيلة صادمة: قتلى -حملة ترامب- في اليمن تضاهي 23 عامًا من ال ...
- الجيش الإسرائيلي: رصدنا إطلاق صواريخ من إيران باتجاه أراضي إ ...
- بوتين يعلن عن إمكانية إيجاد -مخرج من الوضع- بين طهران وتل أب ...
- العراق.. تدمير طائرة مسيرة مفخخة في أربيل (صورة)
- مراسلتنا: بدأ اجتماع غرفة العمليات بين ترامب وكبار المستشاري ...
- باريس: ماكرون كلف وزير الخارجية باتخاذ مبادرة تسوية تنهي الن ...
- -وول ستريت جورنال-: ترامب وافق على خطة هجوم على إيران لكنه ل ...
- -60 طائرة و20 هدفا-.. الجيش الإسرائيلي يعلن نهاية موجة جديدة ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسين صالح - ضحايا الأنفال .. والحق النفسي