أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الكتاب الشهري 4: دور المرأة في عراق ما بعد التغيير, حرية ومساواة المرأة بالرجل جزء أساسي من قيم المجتمع المدني الديمقراطي - فواز فرحان - المرأه...والصراع مع الذات















المزيد.....

المرأه...والصراع مع الذات


فواز فرحان

الحوار المتمدن-العدد: 1934 - 2007 / 6 / 2 - 11:24
المحور: الكتاب الشهري 4: دور المرأة في عراق ما بعد التغيير, حرية ومساواة المرأة بالرجل جزء أساسي من قيم المجتمع المدني الديمقراطي
    


يعتبر دور المرأه اليوم واحدا من الادوار التي لا تلقى ذلك التأييد الواسع في المجتمع العراقي الذي لا يزال اسير الفكره العشائريه القائله بوجوب خضوعها للرجل وطاعته في جميع الحالات وبذلك يعطي المجتمع الحق للرجل في التحكم بها كحاجه من حاجاته يتحكم بها كما يشاء دون ان يحسب للجوانب الانسانيه اية قيمه تذكر,دون ان يتفهم انها بشر تمتلك مشاعرا واحاسيس واراده وقدره على اثبات الوجود والتفكير بمشاكل عصرها ربما في بعض الاحيان بطريقه تفوق تلك التي يفكر بها الرجل فهي تمتلك نظره للامور خاصة بها نابعه من احساسها بالواقع الذي تعيشه وما لا يدركه معظم الرجال من الذين يتنكرون لحقوق المراه في المشاركه الحياتيه انها قادره على تشخيص الكثير من نقاط الخلل في المشاكل الحياتيه بعمق تجعل منها عاملا مكملا لدور الرجل..
ان معظم الذين لا يجدون مبررا لعمل المرأه في مجال معين من مجالات الحياة تتحكم بهم منظومه من العادات والتقاليد التي ورثها من اباءه واجداده دون ان يتمعن في صحتها وملائمتها للواقع الجديد الذي يعيش فيه بل ويشكر في قرارة نفسه تلك العادات التي تجعله يشعر ولو في بعض الاحيان انه سيد يطاع وتنفذ اوامره,المرأه قبل الاحتلال لا تختلف عنها بعد الاحتلال لان لا جديد طرأ على طبيعة القوانين التي تحدد حركتها وحجمها داخل المجتمع .بل ان هناك منظومه من المفاهيم المغرقه في الجهل هبطت علينا مع الاحتلال والحكومه التي جاء بها ,فبدلا من اعطاء المرأه الافضليه نتيجة المظالم التي حلت عليها ايام الدكتاتوريه من فقدانها لزوجها واخيها ووالدها في الحرب وكذلك في حروب الابادة الجماعيه التي شنها صدام ضد الشعب من الاعتقالات والاعدامات وحملات الانفال جاءت المرحله الجديده لتكمل الدور الذي بدأه صدام في حرمانها من ابسط حقوقها وهي حريه السفر,عندما نتحدث عن هذا الموضوع وفي هذا الزمن بالتحديد نشعر بان العراق يعيش فعلا واحده من احلك الفترات جهلا وظلاما لا سيما بعد صعود الاحزاب الدينيه الى الساحه على اكتاف الاحتلال ومؤازرته لها انه يدرك فعلا ان العراق لن يتقدم خطوة واحده الى الامام في ظل هذا النوع من الحكومات ..عندما اقدم صدام على حملته الايمانيه كانت الضحيه الاولى لها المراه وعلى الرغم من ان المجتمع باسره كان اسيرا لحاله استثنائيه شاذه هي القمع السياسي والاجتماعي الا ان تلك الحاله اصابت المرأه اكثر من الرجل لاحساسها العميق بالواقع وتأثرها به وفوق كل ذلك سطوة القوانين الجائره التي يفرضها عليها المجتمع ونمط الحياة التي تعيشه فكل شئ مبرر بحقها من افعال حتى وان وصل ذلك الى قتلها..
ان تمكين المرأه من شق طريقها في الحياة بشكل لا تشعر من خلاله بالظلم او حتى بعدم نيلها حقها بالكامل يمر عبر انتقالها الى مرحله اكثر جديه في تعاطيها مع القضايا الحساسه التي تخصها وبالاحرى عليها خوض صراع مع النفس لقهر جوانب الضعف والجهل والجوانب التي تجعلها دائما في موقع الضعف هذا ولو اعتمدت المرأه على الشرائع الدينيه فأنها لن تنال حقها ابد الدهر لان هذه الشرائع جعلتها تعيش دوامه من التبعيه التي لا تقود الى خلق مجتمعات تعيش فيها اجيال تشعر بمعاني الحريه التي حرمت منها في اغلب مجتمعاتنا.المرأه في العراق هي اكثر من يشعر بالدمار الذي يحيط بالبلد من جميع الاطراف فالعصابات الطائفيه لم تدخر جهدا في جعل المراه جزءا من اهداف انتقامها من الشعب فتعرضت للاغتصاب والاعتقال والقتل والتهجير وانواع الممارسات اللاأنسانيه وحتى الحكومه التي صدرت قرارا بمنعها من السفر بمفردها هي الاخرى تساهم في التقليل من دورها حتى وان ادعت عكس ذلك..وفي معظم الاحيان يشعر المرء منا بالخجل من اجراء اي مقارنه بين حال المراه العراقيه ونظيراتها في البلدان الاخرى لا المتقدمه بل جاراتها في العالم العربي كسوريا ولبنان وحتى فلسطين اما مقارنتها بالحاله الاوربيه فتجعلنا نشعر بالاسى من اعماقنا لان الفارق شاسعا كما يبدو للمراه في اوربا كيانا مستقلا فعالا في المجتمع يحميه القانون ويعاقب كل من يسئ اليها وهي احدى ثمار النضال الذي قادته كلارا زايدكنن وروزا كسمبورغ ونساء اخريات ساهمن بما تنعم به المرأه في اوربا اليوم..
ان مجرد وجود مجموعه من النساء تحت قبة البرلمان لا يعني بأن المرأه في العراق نالت حقوقها لان الرجال تحت تلك القبه لا قرار في ايديهم طالما بقيت قوات الاحتلال في العراق وهذا ما يعرفه كل العراقيون فلماذا تتباهى الحكومه بتلك الحقوق؟واين هي المرأه في مجتمع يعود كل يوم عشرات السنين الى الوراء ويسيطر عليه اصحاب العمائم ليرجعوا بالمجتمع الى عهود من الظلام تجاوزها المجتمع العراقي بتضحيات ودماء ليست بالقليله,منذ دخول القوات الامريكيه بغداد وحتى اليوم لم تشعر المرأه العراقيه بأي تقدم في حياتها بل العكس تماما هو الصحيح واصبحت مشاهد رؤيتها وهي تندب حضها لخسارتها ابناءها واشقائها وزوجها في السيارات المفخخه التي تنفجر كل يوم لتعلن دخول نساء جدد في جيش الحزانى والارامل ولا تكاد تلتقط انفاسها حتى تنكب في عزيز اخر عليها..والعالم الذي يحيط بنا ملئ بالامثله التي جعلت من حياة المرأه تجربه ناجحه تنبض بالعطاء وتجعلها جزءا اساسيا في المجتمع ففي الصين تعيش المرأه حياتها بطريقه تشعر من خلالها بوجودها من حيث اهتمام الدوله بالبرامج التي من شأنها قضت على التمييز بينها وبين الرجل واوصلت الحاله الى المساواة التامه رغم ان هناك في الصين بعض المناطق التي تحافظ على عاداتها وتقاليدها ولا تسمح لحد هذا اليوم ان تكون المرأه في موقع المسؤوليه,لكن الاطار العام لقانون الدوله وضع حقوقها في مساواة مع الرجل ,والبلدان الاخرى ايضا جعلت هذه القضيه محور لتحرر المجتمع من قيود الجهل التي كانت تتحكم به في الماضي الا بلدنا العراق الذي لازالت فيه المرأه ترجم بالحجاره كما حدث لدعاء وكذلك لشوبو والاثنتين ينتميان لمجتمع يعتقد البعض ان فيه حكومه تتدعي العلمانيه لكنه في جوهره مجتمع لا زال اسير الفكر العشائري المتخلف وهو المجتمع الكردستاني...
ان كل خطوة تخطيها المنظمات المدافعه عن حقوق المرأة وحريتها تجد صداها المؤثر في اوساط الداعين لغد افضل لكن وقتا طويلا لا يمضي حتى يفاجئنا المجتمع بقضيه اخرى تعيدنا الى نقطه الصفر في جهودنا,في الايام القليله الماضيه اقدم شاب يعيش في المانيا على قتل زوجته لمجرد انه شاهد ارقاما غريبه في جهاز الهاتف اليدوي العائد لها,كانت المسكينه تنتظر دورها في الذهاب للعيش معه بعد ان تركها لاربع سنوات كانت تطمح للعيش في العالم المتمدن بعيدا عن سلطان العشيره والتقاليد وتنحدر من قضاء كويسنجق في محافظة اربيل لم تكن تعلم انه جاء لياخذ روحها من هذا العالم فكل شئ تم ترتيبه بينه وبين والده واقرباءه حتى قادتها الاقدار الى سفره في مكان منعزل شيئا ما عن العالم وفي احدى الغابات ليقتلها ويرمي بجثتها في تلك الغابه التي كانت تتأمل ان تقضي فيها لحضات سعيده من حياتها لكنها خسرتها هناك.. والمؤسف في مواضيع كهذه ان تتدخل العشائر لتسلم شابا اخرا لم يرتكب الجرم لكن عمره يقل عن البلوغ ورغم معرفة القضاة بكل تفاصيل القضيه لانهم جزءا من المجتمع الكردي الا انهم يخضعوا للامر الواقع ونفوذ العشائر ليعود الشاب يكمل حياته هنا بعد ان اقدم على جريمه لم يتأكد حتى من الاشخاص التي تعود اليهم تلك الارقام التي وجدها في هاتف زوجته بينما يعيش الاخر الذي لم يرتكب الجرم في السجن سته اشهر بحجه غسله لعار العشيره التي تنحدر من السماء والتي تعادل الاله في نقاءها ولتبقى المرأه سواء في كردستان او حتى في العراق تعيش دوامه من المظالم التي لا تنتهي بحقها..انها مجرد اشاره الى ان مجتمعنا لا يمكنه التخلص من أعباء هذا النظام الجاهل الا باحداث تغيير جذري في القوانين التي تخص موضوع المرأه وجعلها تواكب ما وصل اليه المجتمع البشري ان تخليص المرأه في العراق يحتاج لتكاتف ابناءه من اجل المطالبه بالعداله في النظر الى هذا الموضوع لان الرجل والمرأه معا يعطيان المجتمع وجها انسانيا حقيقيا واحدهما لمفرده لا يمكن ان يمثل المجتمع ويقوده الى مرحله من التقدم دون الاخر انها معادله التوازن المطلق الذي بدونه تبقى المجتمعات بعيده كل البعد عن تحقيقه اذا ما تجاهلت المساواة بين المراه والرجل...



#فواز_فرحان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منجزات اليسار العلماني في الولايات المتحده
- عولمة المجتمعات...وفوضى الاقتصاد الجديد
- صراع ثنائي الارهاب على الساحه العراقيه...
- مجتمع مدني علماني..ضمانه لعراق مستقر
- أحباب في العالم الاخر 1
- الاطفال ...وطرق التربيه الحديثه
- العلمانيه..والتحرر من الطائفيه
- الاسلام السياسي...وذراع الارهاب
- المرأه المعاصره.والاذاعه الالمانيه القسم العربي
- المرأه..والحريه..والمصير المجهول
- المرأه..والاداء الاجتماعي الضعيف
- كركوك..بين فكي القوميه والارهاب
- الايزيديه..والعوده الى العصر الحجري
- العمل النقابي..ودوره في مجتمعاتنا 2
- تساؤلات..الى امير الايزيديه
- المرأه..وقيود الظلام
- العلمانيه..والعقب الحديديه
- سيف الدوله العنصريه...
- مجزره مروعه في بعشيقه...
- العلمانيه...والهويه الوطنيه


المزيد.....




- شاهد: دروس خاصة للتلاميذ الأمريكيين تحضيراً لاستقبال كسوف ال ...
- خان يونس تحت نيران القوات الإسرائيلية مجددا
- انطلاق شفق قطبي مبهر بسبب أقوى عاصفة شمسية تضرب الأرض منذ 20 ...
- صحيفة تكشف سبب قطع العلاقة بين توم كروز وعارضة أزياء روسية
- الصين.. تطوير بطارية قابلة للزرع يعاد شحنها بواسطة الجسم
- بيع هاتف آيفون من الجيل الأول بأكثر من 130 ألف دولار!
- وزير خارجية الهند: سنواصل التشجيع على إيجاد حل سلمي للصراع ف ...
- الهند.. قرار قضائي جديد بحق أحد كبار زعماء المعارضة على خلفي ...
- ملك شعب الماوري يطلب من نيوزيلندا منح الحيتان نفس حقوق البشر ...
- بالأسماء والصور.. ولي العهد السعودي يستقبل 13 أميرا على مناط ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الكتاب الشهري 4: دور المرأة في عراق ما بعد التغيير, حرية ومساواة المرأة بالرجل جزء أساسي من قيم المجتمع المدني الديمقراطي - فواز فرحان - المرأه...والصراع مع الذات