أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فواز فرحان - أحباب في العالم الاخر 1















المزيد.....

أحباب في العالم الاخر 1


فواز فرحان

الحوار المتمدن-العدد: 1924 - 2007 / 5 / 23 - 04:17
المحور: الادب والفن
    


لم يكن يعلم على وجه التحديد طبيعة المشاعر التي انتابته فجأةا تجاهها,فقد كانت تلك النظرات القادمه اليه من الوجه المتسم بعلامات من البرائه والجد في نفس الوقت حملت اليه تيارا من المشاعر لم يعشه من قبل ,لا بل غيرت كيانه واصبح يشعر بأن هناك شيئا ما اصبح يتملكه لم يسبق له من قبل الشعور به .اخذت الافكار والهموم تتقاذفه محاولا البحث عن السر الذي شده اليها رغم ان وجهها لم يكن يحمل في قسماته جمالا فائقا لكن نظراتها,نعم نظراتها وبريق عيونها,والبرائه واشياء كثيره اخرى لم يكن قادرا عن التعبير عنها ...لقد شدته اليها بقوه حتى انه اصبح عاجزا عن مقاومة هذا الشعور,وفوق ذلك ادرك انها سكنت اعماقه واحتلت مساحه من قلبه حتى شعر بالامتنان لتلك المناسبه الدينيه التي جمعتهم في ذلك المزار البعيد الذي يذهبون اليه للتذرع لله وطلب المطر عند حدوث حالة انعدامه..لم يكن يعلم عنها شيئا ,لكنه راح يبحث عنها وسط تلك الجموع ..كانت العوائل تتخذ من السهول الخضراء المحيطه بالمزار مكانا للاستراحه وتفترش الاغطيه للجلوس عليها وتناول وجبة الطعام التي عادةا ما تأخذها معها في مثل هذه السفرات وراح يتنقل بين تلك العوائل يبحث عنها دون جدوى حتى انه نسي اهله وصديقه الذي يرافقه دون ان يعلم عن السبب الذي حدى بصديقه للشرود بهذا الشكل..وجدها اخيرا وعرف على الفور انها ابنة عائله لا تقربه بشئ,تعرف على اشقاءها من النظر اليهم فهم ابناء بلدته وكثيرا ما التقى بهم بشكل عابر في مقهى البلده وتبادل مهم اطراف الحديث.....قرر ان يتخذ من حجاره بارزه على احد اطراف الشارع الترابي الصغير القريب من مكان جلوس عائلتها مكانا له للجلوس ومبادلتها النظرات لكن صديقه نبهه الى ان ذلك سيسبب لهما المتاعب لانه تعديا على حرية الناس لا سيما اوقات تناول وجبة الطعام ..استجاب لطلب صديقه وعاد ادراجه الى المكان الذي اتخذته عائلته لتناول الطعام هناك....راح يفكر بها ليل نهار منذ عودته من المزار ويحاول البحث عن طريقه تمكنه من رؤيتها كل يوم فقد اصبح هائما بها لا تعرف عيناه النوم حتى ساعات الفجر من كل صباح..يذهب متعبا الى الحقل الذي يعمل به لمساعدة اسرته وادرك ان تلك الصوره الجميله لا يمكن ان تغادر خياله بعد اليوم بسهوله واضحت جزءا من كيانه وان المستقبل لا يمكن تصوره دونها...بدأت أسرته تشعر بالتغييرات التي حلت عليه لا يفكر بالطعام بالعمل بالنوم كما كان يفعل بالسابق كان يحب الجلوس بمفرده تائها شاردا يقضي معظم اوقاته ليس بوسع احد ان يخترق دواخله ليعلم اسراره..حتى صديقه اقرب المقربين اليه لا يعلم شيئا عما يحدث معه,تغير كثيرا وراح يولي مظهره اهتماما اكبر من السابق كل ماكان يشغله هو رؤيتها ثانية عله يدرك ان تلك النظرات لم تكن عابره ومحض صدفه لا تحمل في طياتها شئ مما يشغله ليل نهار....وشرع ذات يوم بتحقيق حلمه البسيط والمرور من امام دارها مع ساعات المغيب عندما تتجمع النساء على عتبات الدور ليتبادلن الاحاديث وكانت تلك اولى خطواته نحو التحقق من مشاعرها ..كانت بالفعل تجلس مع والدتها واثنتين من نساء الجيران كان وجهه مظربا للغايه يحاول جاهدا اخفاء الخجل الذي اعتراه فور مشاهدتها قسمات ذلك الوجه كانت تفضحه على الفور والهيام يشع منه كان يتمنى في قرارة نفسه ان يكون وحيدا معها في ذلك الزقاق يتوق لمبادلتها تلك النظرات التي اسرته بها وادرك معها انها تشده الى عالمها غير قادر على مقاومتها يحاول الحفاظ على توازنه وكبرياءه دون جدوى حتى ان والدتها شعرت بما يدور بين ابنتها وذلك الشاب الذي مر للتو من امام عتبة الدار..شدها اليه هو الاخر بقوه وادركت ان هذه المشاعر لا يمكن ان تكون سوى العشق..لقد سكن قلبها واصبحت تنظر حتى الى الليل والنهار نظره اخرى .الى ذهابها مع والدتها باتجاه المراعي لحلب الاغنام وسماع اصوات الاجراس الصغيره التي تتدلى من رقابها واصوات تلك الصغار من الاغنام التي تبحث عن والدتها لقد احبت كل شيئ وتنظر اليه بعمق اكثر من ذي قبل..اصوات الاطفال في الدار كانت تبعث فيها نوعا من الغضب والانزعاج تغيرت حتى انها راحت تتأمل تلك النبرات البريئه المنبعثه من اصواتهم وتتلذذ في الاقتراب من معانيها...صوت جدها وجدتها ووالدتها التي تنهض كل صباح لاعداد الخبز الحار وتذمرها في بعض الاحيان من حماتها التي كانت دائما تعيب الخبز الحار الذي تعده دون مبرر..اما هي فكانت تسحب الغطاء حتى رأسها لتجنب نسمات البرد الصباحيه وتنبعث في داخلها ابتسامه تعبر عن عشقها لهذه التفاصيل اليوميه التي لم تعد تكرهها كما كان يحدث معها في السابق...اصبحت تنتظر حلول المغيب كل يوم بفارغ الصبر لانه يجمعها بحبيبها حتى وان اقتصر ذلك على النظرات المعبره عن العشق المتبادل رغم ان القلق كان ينتابها بين الحين والاخر من مروره امام دارهم ,أكتشفت فجأةا أنها لا تعرف أسمه رغم انها احبته وبدأ الامر لها مضحكا وبعد مرور اسابيع على هذا الحب تمكنت من سؤال جارتهم عنه وعلمت أن اسمه جابر وهو ينتمي لعائله فلاحيه من البلده..لقد تأكدت انها اصبحت لا تتحمل يوما دون مشاهدته ولو من بعيد في قرارة نفسها كانت لا ترغب بالبوح لاحد بمشاعرها او ما يجول في خاطرها لاي كان لانها تعلم ان ذلك سيولد لها المتاعب مع والدها واشقائها..اما جابر فقد بدأ بتغيير جدول حياته تماما واصبح يستيقض بعزيمه الى الحقل وينهي واجباته على اكمل وجه كي يعود للدار مبكرا ويذهب لرؤيتها وتحولت حياته الى شكل اخر اكثر تنظيما واندفاعا من السابق..قرر ان يحكي لصديقه عن تلك المشاعر التي تنتابه ,صديقه سالم كان شاهدا لاول مره شاهد جابر حبيبته في المزار فحكى له كل شئ حتى انه طلب منه مصاحبته اثناء المرور من امام دارها..راح يبحث عن طريقه تمكنه من لقائها والحديث معها والبوح بما في داخله من مشاعر لها كي يطمئن اكثر,لقد شعر للمرة الاولى في حياته ان هناك معنى لوجوده وان هذا المعنى لم يكن ليجده لولا حبيبته التي حركت كل مشاعره دفعه واحده ..يومين متتالين مرا دون ان يتمكن من رؤيتها كان يجهل الاسباب ولا يعلم شيئا عن سبب عدم جلوسها كالعاده امام باب الدار لكن غدا حائرا لا سيما بوجود صديقه معه هذه المره..اصابته صدمة واصبح عاجزا عن تفسير غيابها وانتابه القلق لاول مره وراح يعيد شريط الاحداث في خياله لعله ارتكب خطيئه دون ان يشعر تسببت بذلك الغياب عنه؟ وفي اليوم التالي قرر اعادة المحاوله وشاءت الصدفه ان يجدها مع مجموعه من نساء محلتها يذهبن وفي يد كل واحده منهن اناء(سطل)وأدرك على الفور انها ذاهبه بأتجاه بيادر البلده للقاء قطيع الاغنام وحلبها ..وهي عاده سائده في البلده لكنه ظفر ببعض النظرات التي اوحت له بالاشتياق وعاد الى الدار ظافرا ويشعر بالنشوه من مشاهدته لها في ذلك اليوم...كان شوق الربيع وذلك الهواء العليل الذي يستنشقه يدفعه باتجاه الافصاح عن مشاعره لها في اسرع وقت خوفا من ان يعترض هذا الحب اي طارئ يعكر صفوه...استجمع قواه ذات يوم عاقدا العزم على البوح لها بمشاعره دون الالتفات للهواجس التي عملت دائما على منعه من القيام بذلك..واتجه نحو دارهاليراقب من بعيد خروجها بأتجاه بيادر البلده حيث كانت الاغنام تتجمع هناك ,انطلقت من الدار مرتديه شالا احمرا جميلا اضفى عليها نوعا من الاعتداد بالنفس لم يألفه فيها من قبل ..كانت كل افكاره تتجه نحو البوح لها مهما كلفه ذلك من ثمن فقد اصبح مريضا بالهيام بها وصورتها اصبحت تجسد العالم الذي يعيشه بأوسع معانيه,كانت بصحبه مجموعه من النساء وان الاقتراب منها يشكل ضربا من الجنون,شعر للمره الاولى في حياته ان يقوم بعمل صبياني بملاحقته لحبيبته بهذه الطريقه كانت تلتفت اليه بين الحين والاخر لتبدي اهتماما به تجعله اسيرا في عالمها ولم تشعر اي من النساء بما كان يجول بينهما لانها كانت تحرص على اخفاء ذلك.



#فواز_فرحان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاطفال ...وطرق التربيه الحديثه
- العلمانيه..والتحرر من الطائفيه
- الاسلام السياسي...وذراع الارهاب
- المرأه المعاصره.والاذاعه الالمانيه القسم العربي
- المرأه..والحريه..والمصير المجهول
- المرأه..والاداء الاجتماعي الضعيف
- كركوك..بين فكي القوميه والارهاب
- الايزيديه..والعوده الى العصر الحجري
- العمل النقابي..ودوره في مجتمعاتنا 2
- تساؤلات..الى امير الايزيديه
- المرأه..وقيود الظلام
- العلمانيه..والعقب الحديديه
- سيف الدوله العنصريه...
- مجزره مروعه في بعشيقه...
- العلمانيه...والهويه الوطنيه
- الهولوكوست ..العراقي
- عقوبة الاعدام...والطريق للتخلص منها
- العمل النقابي..دوره في مجتمعاتنا 1
- النظام الاقتصادي في الدوله العلمانيه
- ألمثقف..وصراع الحضارات


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فواز فرحان - أحباب في العالم الاخر 1