زيارة اوبرا وينفري للمناطق المحتلة

ريما كتانة نزال

الحوار المتمدن-العدد: 1934 - 2007 / 6 / 2 - 11:24
المحور: الصحافة والاعلام
    

أعلنت الإعلامية العالمية الشهيرة "اوبرا وينفري" بأنها ستلبي الدعوة الموجهة اليها من الكاتب "ايلي فايزل" لزيارة "اسرائيل" لإظهار تضامنها مع "معاناة الإسرائيليين" الذين يواجهون على حد تعبيرها الحرب الرئيسية ضد "الارهاب".
عرفت اوبرا ببرامجها الانسانية وبتسليطها الاضواء على قضايا انسانية؛ وهي ببرنامجها تعمل على رفع الغطاء عن قضايا التمييز بكل اشكاله المعروفة؛ وتعمل على ايجاد الحلول اللازمة لضحايا التمييز والعنف باسنادهم ماديا ومعنويا، وهي تقدم نفسها عبر برامجها وتوجهاتها بأنها منحازة الى جانب الفقراء والمضطهدين والمعوقين من الفئات المهمشة؛ وهي تحارب كذلك عبر التوعية وتعميم المعرفة المرض والعنف والتخلف؛ وتجسد قناعاتها عبر دعم المؤسسات المتخصصة؛ وعبر إقامة مشاريع خيرية مثل المدرسة التي اقامتها في افريقيا لتعليم الاطفال الفقراء والمتفوقين مجانا والتي سمتها "اكاديمية اوبرا"؛ وهي تبدي اهتماها خاصا بضحايا مرض الايدز.
لا شك ان اوبرا تملك نفوذا اعلاميا كبيرا في بلدها وفي العالم؛ والدعوة الموجهة لها تنم عن قدر كبير من الذكاء، فالموقف الذي تعبر عنه بمثابة رسالة مفتاحية لمشاهديها ويعدون بالملايين في مختلف أرجاء العالم؛ وتحديدا من الذين يجهلون حقيقة ما يجري في فلسطين؛ فقد استطاعت اسرائيل بسيطرتها على الآلة الاعلامية في العالم؛ أن تقلب الصورة بأن تدرج حربها الشرسة ضد الشعب الفلسطيني ضمن مسلسل الحروب الأميريكية المفتعلة ضد ما اصطلحت على تسميته بالحرب على "الإرهاب".
زيارة اوبرا لفلسطين المحتلة التيس لم يحدد موعدها بعد يجب ان لا تمر بسهولة، وينبغي أن لا نمكّن اسرائيل من تحقيق أهدافها والاستفادة من عالمية ونجومية المرأة، ولا بد من خطة عملية اعتراضية والدخول على خط الزيارة وتغيير وجهتها أو موازنتها في أضعف الايمان، مع انه كان من الأجدى ان نكون المبادرين في استضافة ودعوة المشاهير لتوضيح الصورة كما هي على الأرض وكسب مواقفهم الى جانبنا؛ والاستفادة من شهرتهم وجماهيريتهم لتوضيح الحقائق وعرض معاناة الشعب الفلسطيني بسبب الاحتلال؛ وان نعمل بانتظام وضمن خطة وسياسة مستمرة لأن يحلّ كل من هو بوزن "اوبرا" كضيوف على الشعب الفلسطيني بعيدا عن دعوات ردود الفعل.
يجب عدم الاستسلام امام حقيقة انها مدعوة من قبل مؤسسة عدوة؛ ويجب ان ندخل على الخط وتوجيه الدعوة لها لزيارة المناطق المحتلة للاطلاع على الواقع، ويجب ان ترى بنفسها ضحايا الاحتلال من اسر الشهداء والأسرى الأطفال والمدمرة بيوتهم والمشردين واللاجئين في وطنهم، ويجب ان نعرض عليها ما أفرزه بناء الجدار العنصري من "البندوستانات" والمعازل التي خلقها الواقع الاحتلالي الشبيهة "بالبندوستانات" في جنوب افريقيا التي تعرفها "اوبرا" جيدا؛ وعلينا ان نمطرها بملايين الرسائل من كل الفلسطينيين في الوطن المحتل وخارجه على بريدها الالكتروني التي تطالبها بزيارة فلسطين المحتلة، وعلى وزارة الإعلام وسفارتنا في واشنطن ان تقوم بدور خاص على صعيد الاتصال والدفع باتجاه تعديل برنامج الزيارة لتتضمن المناطق المحتلة وأهلها وتحديدا القدس وبيت لحم ونابلس؛ وكذلك مطلوب دور خاص للجالية العربية في امريكا بذات الاتجاه.
المعركة مع الاحتلال على زيارة "اوبرا" وكيفية تجييرها ولصالح من؛ هي من المعارك السياسية والاعلامية المهمة؛ التي لا تقل اهمية عن المواجهات التي نخوضها يوميا مع الاحتلال؛ دون ان نرفع كثيرا من سقف التوقعات؛ فالمراقب لبرنامج "اوبرا" حول الحرب في العراق يلمس بأن قناعاتها السياسية تختلف عن قناعاتها وأدائها الانساني، ولكن علينا خوض واختيار المواجهة دون أحكام مسبقة؛ وأن نفعل كل ما من شأنه تعديل برنامج الزيارة وإسماعها صوت الضحية، واثارة الضجيج الاعلامي حول ممارسات دولة الاحتلال اتجاه حقوق الانسان؛ وممارسة الضغط بإرادة وعزيمة والمطالبة بالتعامل المتساوي والمتوازن على الأقل؛ ولنتصل بأهل الشهيدة الأمريكية "ريشيل كوري"؛ ليعرفوها ويشرحوا لها كيفية سحق عظام مواطنتها الشابة تحت جنازير الجرافة في رفح دفاعا عن بيوت الفلسطينيين المجرّفة، لتتعرف على أحد صور الارهاب الاسرائيلي على حقيقته دون مكياج الاعلام المزيف.

عنوان موقع اوبرا http://www.oprah.com

#ريما_كتانة_نزال (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل