أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - -صبيانية- ليفني في القاهرة!















المزيد.....

-صبيانية- ليفني في القاهرة!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1914 - 2007 / 5 / 13 - 14:56
المحور: القضية الفلسطينية
    


ليس كل شيء، وإنَّما بعض الأشياء، هو الذي نراه الآن، أو يراد لنا أن نراه، دليلا على أنَّ "ضغوط السلام في فرصته الأخيرة" شرعت تثمر، فـ "الحركة"، التي ليست دائما تجيء بـ "بَرَكَة"، هي الآن تَطْبَع المشهد الدبلوماسي والسياسي بطابعها، وكأنَّ كل "المتحرِّكين" متَّفِقون، ضِمْنا على الأقل، على أنَّ "الحركة هي كل شيء؛ والهدف النهائي لا شيء".

حتى الآن، لم نَعْرِف على وجه اليقين السبب الذي يَجْعَل مستعجلي السلام يَنْظُرون إلى الأشهر القليلة المقبلة على أنَّها الحَدُّ بين السلام والـ "لا سلام". والفرصة تلك شرعت تتضاءل؛ لأنَّها بدأت منذ بعض الوقت؛ ولأنَّ ما بدأ لا بدَّ له من أن يَنْفُد زمنا.

على أنَّ القول بـ "فرصة أخيرة للسلام آخذة في التضاؤل" أثار في ذهني السؤال الآتي: هل ينتهي، مع انتهاء هذه الفرصة إلى الفشل في اغتنامها، أو العجز عنه، إجماع الدول العربية على التزام السلام خيارا استراتيجيا؟ إنَّه سؤال يُشدِّد الحاجة إليه، وإلى إجابته، منطق "الفرصة الأخيرة الآخذة في التضاؤل"، فبَعْد أشهر عدة، وإذا ما انتهت هذه الفرصة الأخيرة إلى ما انتهت إليه كل "الفرص الأخيرة" من قبلها، وهو "النتيجة الصفرية"، لن يبقى من معنى لبقاء الدول العربية على التزامها السلام خيار استراتيجيا؛ لأنَّ السلام قد استنفد "فرصته الأخيرة"!

وهذا إنَّما يعني، أيضا، أن تُعقد قمة عربية بعد انسلاخ "الأشهر الحُرُم"، ليُقرَِّر فيه انتهاء الصلاحية الزمنية لمبادرة السلام العربية اللَّهُمَّ إلا أن تكون نهاية الفرصة الأخيرة بداية لفرصة أخيرة أُخرى!

ولكن، من أين تَسْتَمِد "الفرصة الأخيرة الناضبة" منطقها وأهميتها؟ هل تَسْتَمِدُّهما من نُضْج واكتمال رغبة إسرائيل في السلام، وميلها إليه؟ ليس من إجماع عربي على إجابة هذا السؤال على الرغم من إجماع الدول العربية على "المبادرة"، وعلى التزام السلام خيارا استراتيجيا، فالرئيس السوري بشار الأسد، على سبيل المثال، أعلن وأكَّد أنَّ إسرائيل (الشعبية والرسمية) غير مهيَّأة للسلام العادل والشامل، وأنْ لا قيادة الآن في الدولة اليهودية في مقدورها أن تتَّخِذ قرارا حاسما في شأن السلام، أي أنَّ الطرف الآخر في علاقة الزواج غير مهيَّأ للزواج.

قد تكون إسرائيل غير مهيَّأة للسلام الآن، وربَّما لن تكون مهيَّأة له في الأشهر المقبلة، أو في السنوات المقبلة؛ ولكن ثمَّة ما يَدْفَع، أو ما ينبغي له أن يَدْفَع، العرب إلى استعجال التفاوض مع إسرائيل، توصُّلا إلى السلام. وهذا الدافع إنَّما هو، بحسب بعض وجهات النظر العربية، مضي إسرائيل قُدُما في تهويدها الواقع.. الواقع الفلسطيني في الضفة الغربية، وفي القدس الشرقية على وجه الخصوص، جغرافيا وديمغرافيا.. واستراتيجيا؛ وقد ينتهي هذا التغيير المستمر إلى انتفاء المبرِّر الواقعي الموضوعي للتفاوض السياسي بينها وبين الفلسطينيين (والعرب).

أمَّا إذا أردتم دليلا عمليا، واقعيا، مُفْحِما، على أنَّ هذا القلق، المُسْتَعْجِل للتفاوض مع إسرائيل (رغم أنفها) له ما يبرِّره فها هي السلطات الإسرائيلية تقرِّر، في وقت مفعم بالمعاني، بناء أكثر من 20 ألف وحدة سكنية (حيين جديدين) لمستوطنين يهود في القدس حتى يترسَّخ ويكتمل عزل المدينة المقدسة عن المدن الفلسطينية، شمالا، مثل رام الله، وجنوبا مثل بيت لحم (إضافة إلى عزلها عن مدينة أريحا). إنَّ إسرائيل المتَّصلة جغرافيا، تريد للاستيطان اليهودي في الضفة الغربية (والقدس الشرقية) أن يكون هو أيضا متَّصِلا جغرافيا، فهذا الاتِّصال هو وحده ما يؤسِّس لدولة فلسطينية غير متَّصلة جغرافيا.

وإذا كان من رسالة أرادت إسرائيل، عَبْر قرارها هذا، أن توجِّهها إلى الدول العربية الآن (وقبل فوات الأوان) فهذه الرسالة إنَّما هي: هذا ما يَنْتَظِر الواقع الفلسطيني في الضفة الغربية (والقدس الشرقية) إذا لم تستعجلوا اغتنام الفرصة الأخيرة للسلام والتي تقاس ليس بسنوات وإنَّما بأشهر معدودات.

على أنَّ اولمرت نفسه، ولأسباب واضحة جلية في التقرير الأولي للجنة فينوغراد، بدا غير مُسْتَعْجِل، وكأنَّ العجلة بالنسبة إليه من الشيطان، فقد أبلغ إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أنَّه في وضع داخلي (في داخل حزبه، وفي داخل حكومته، وفي داخل إسرائيل) لا يسمح له بالمواظبة على "لقاءات الأفق السياسي نصف الشهرية" التي تريدها رايس وترغب فيها.

وحدها تسيبي ليفني، وبالتعاون مع شمعون بيريز، بدت في وضع يسمح لها بالذهاب إلى القاهرة لعقد اجتماع مع نظيريها المصري والأردني بوصفهما مكلَّفين من المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية بـ "الاتِّصال" بإسرائيل من أجل "إقناعها" بقبول مبادرة السلام العربية، توصُّلا إلى "تفعيل" تلك المبادرة.

ومع أنَّ ليفني وصفت هذا الاجتماع، أو "الاتِّصال" مع جامعة الدول العربية، والذي سيُعْقَد مثله في إسرائيل عمَّا قريب، بأنَّه "تحضيري" فإنَّها لم تستطع منع نفسها من أن تقول في أهمية اجتماع القاهرة ما تسبَّب في إحراج نظيريها وجامعة الدول العربية.

لقد أصرَّت ليفني، التي لا تجيد كثيرا التغليف الدبلوماسي لأقوالها وآرائها، على أن تصف "الاجتماع التحضيري" بأنَّه "اجتماع تاريخي" بين إسرائيل وجامعة الدول العربية، انتظرته الدولة اليهودية زمنا طويلا، وكأنَّها أرادت أن تقول إنَّ "مهمَّة الإقناع" انتهت عمليا إلى نتيجة واحدة لا غير هي هذا "التطبيع (غير المباشر حتى الآن)" للعلاقة بين إسرائيل وجامعة الدول العربية!

وكم كنتُ أتمنى أن تنجح "مهمة الإقناع" بما يسمح لـ "المُقْنِعين" بأن يعلنوا هُم على الملأ بأنَّ الاجتماع، أو الاتِّصال، كان تاريخيا؛ لأنَّ ليفني "اقتنعت" بضرورة وأهمية أن تقبل إسرائيل مبادرة السلام العربية. لقد تصرَّفت ليفني بـ "صبيانية" إذ قالت ضِمْنا للصحافيين بَعْد الاجتماع: ها أنا قد اجتمعتُ معهم، فأخَذْتُ منهم، ولم أعطهم!

أمَّا بيريز الذي يفوقها خبثا ودهاءً فخرج من الاجتماع "التاريخي"، مع أنَّه عُقِد على هامش التاريخ، ليُعْلِن أنَّ إسرائيل ستكون مستعدة لإجراء "محادثات جدية" مع "مجموعة من دول الجامعة العربية"، في شأن "مبادرة الأرض في مقابل السلام". وتأكيدا لهذا الاستعداد (الجدِّي) لمحادثات (غير جدِّية) مع الدول العربية، قال بيريز إنَّ إسرائيل ستَرُدُّ بـ "اقتراح" تعكف على إعداده على "الاقتراح العربي"، توصُّلا إلى بدء محادثات، تفضي إلى "أرضية مشترَكة"، فـ "هذه فرصة ينبغي لنا جميعا اغتنامها"!

كلام بيريز هذا ليس بالغامض أو المبهم؛ إنَّه من الكلام الجامع المانع، فهو يريد أن يقول لكل عربي يجيد العبرية: لكم اقتراحكم ولي اقتراحي؛ ولسوف نتفاوض، توصُّلا إلى "حلٍّ وسط" بين "الاقتراحين"؛ وليس من حلِّ وسط "واقعي" سوى الحل الذي يُقرُّ فيه "حق اللاجئ الفلسطيني في أن يُعوَّض ماليا عن حقه في العودة (إلى إسرائيل)"!

أمَّا كيف يمكن أن يُتَرْجَم هذا الكلام بأعمال دبلوماسية وسياسية فليس بالأمر المُسْتَغْلَق، فجامعة الدول العربية، وعَبْر مجموعة من الدول العربية، تذهب إلى "المحادثات الجدِّية" متأبطةً مبادرة السلام العربية، التي لم تقبلها إسرائيل في شكلها ومحتواها العربيين الرسميين، فتأتي إسرائيل إلى تلك المحادثات متأبطةً اقتراحها الخاص بها، فتُجرى المحادثات، التي لن نرى من نتائجها العملية سوى "التطبيع في تناسُل مستمر". وقد تساعِد هذه المحادثات في حل أزمة إسرائيل الداخلية بما يؤدِّي إلى "ذهاب" اولمرت، ومنع نتينياهو، في الوقت نفسه، من "المجيء".



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رأيٌ في رأي
- انتخابات أم تذكرة سفر إلى الماضي؟!
- -الحل- و-الاستقالة- خيارٌ ليس بالخيار!
- أوهام التفاؤل وحقائق التشاؤم!
- القانون الثالث لنيوتن.. من الميكانيكا إلى الدياليكتيك
- هذا القيد على حرِّيَّة الصحافة!
- -التناقض التركي- بين الديمقراطية والعلمانية!
- جيش العاطلين عن الزواج.. في الأردن!
- دمشق تُعْلِن -اكتمال التجربة الديمقراطية-!
- أوثانٌ ولكن من أفكار ورجال!
- هل من -فرصة حقيقية- للسلام؟!
- حتى لا يغدو -التطبيع أوَّلا- مطلبا عربيا!
- محادثات لتجديد الفشل كل أسبوعين!
- -الناخِب الجيِّد-.. هذا هو!
- متى يصبح العرب أهلاً للسلام؟!
- -ثقافة الموت- التي يجب تغييرها!
- -استضافة- في كردستان أم -استيعاب- في غزة؟!
- جرائد يومية أم أوراق يانصيب؟!
- -مبادرة- البرزاني!
- -زلزال- فجر الجمعة المقبل؟!


المزيد.....




- إيلون ماسك ونجيب ساويرس يُعلقان على حديث وزير خارجية الإمارا ...
- قرقاش يمتدح -رؤية السعودية 2030- ويوجه -تحية للمملكة قيادة و ...
- السعودية.. انحراف طائرة عن مسارها أثناء الهبوط في الرياض وال ...
- 200 مليون مسلم في الهند، -أقلية غير مرئية- في عهد بهاراتيا ج ...
- شاهد: طقوس أحد الشعانين للروم الأرثودكس في القدس
- الحرب على غزة| قصف إسرائيلي مستمر وبلينكن يصل السعودية ضمن ج ...
- باكستان.. مسلحون يختطفون قاضيا بارزا ومسؤول أمني يكشف التفاص ...
- كلاب المستوطنين تهاجم جنودا إسرائيليين في الخليل
- بلينكن يصل إلى السعودية للاجتماع مع وزراء خارجية دول مجلس ال ...
- ما علاقة الحطام الغارق قبالة سواحل الأردن بالطائرة الماليزية ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - -صبيانية- ليفني في القاهرة!