الفاصلة الزمنية

وجدان عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 1911 - 2007 / 5 / 10 - 09:04
المحور: الادب والفن
    

ظلّ يتطلّع حاملاً إحساساً لا يخفيه من خلال تصرفاته المكشوفة ، ولا يعني أنه لا يمتلك أشياء تخفى على المتعاملين معه وأنّه لازال يسرج على مهرة الكدّ من أجل لقمة سائغة تديم نسغ الحياة رغم صعوبة الّليالي الحالكات في سماء حياته مرتدياً أناقته بزهو يبدو أنّه مفتعل ، بيد أنه بأطراف واثقة سحب الرسالة وجد في طريقه نحو علياء الوصول أين الوجهة ؟ ( شؤون الأفراد لا مانع لدينا بقدر تعلّق الأمر بنا .. )
( الوزارة بعد ثلاث أيام لا مانع لدينا ... الجوازات ...
بعد ساعات ستكون البداية ... ومهدي عبد الحسين يقطف لحن العزوف والتردّد من زميله ليطوي المسافة بين الجوازات والفاكس ... نعم ستأتيكم رسالتنا مفصّلة عندها توقفت سفينة المساكين قليلاً أمام التطلّع المعقول نحو ربى السفر الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى وكل شيء استقر على ما يرام أو قريباً منه في حين ظلّ ديدنه الدخول إلى سراديب الذكرى الجميلة التي يتعسّل بطرواها دائماً حينما تحاصره أمور الحياة ... حتى أخذته هذه المرّة إلى قطع الحلوى والبسكويت وحانوت المعلم شاكر واويّة ومدرسة الشطرة المسائية والمعلم جبار ، وكلّما تذكر هذا نسي نفسه ، وراح بعيداً في سلسلة من الأحاديث التي قد تطول لتشمل جزءاً من حياته في العسكرية والتي طالت كثيراً ما يربو على أربعة عشر سنة على طول جبهة القتال من الشمال حتى أرض الفاو أرض الحناء والصمود الباسل والعشار وساحة أم البروم .
وكانت السفرة ( 2001 ) لأرض الإمارات العربية وتجواله في شوارع الشارقة ودبي وصعوده في سيارات فارهة وأكل من الدرجة الأولى ومنام في فندق سمر لند قريباً من ساحل البحر كل هذا لم يضف له راحة بسبب أنه رجل غير قارّ ولا يتوقّف عند حد معيّن من الطموح بل يتحدّاه إلى حدود الدنيا في غربها الباذخ، احتفلت الفاصلة الزمنيّة مرّة أخرى وارتقاء ظهر السفينة جبل علي رقم ( 1 ) حيث التوجّه إلى ميناء البصرة بعد رحلة شاقة ، ولكنها أكثر جمالاً على ظهر الطائرة ضمن رحلة من الأردن إلى البحرين ثم الإمارات الحبيبة والتي تحمل رقم(501).

#وجدان_عبدالعزيز (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل