أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - قصة قصيرة (هذيان شاعر














المزيد.....

قصة قصيرة (هذيان شاعر


وجدان عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 1865 - 2007 / 3 / 25 - 07:10
المحور: الادب والفن
    


اعتقد ، لا اروم الانقطاع عن العالم بقدر ما احاول ؛ ولكن الزوابع الرعدية البارقــة والغيوم الكثيفة التي حلت بسمائنا هذه الايام ، جعلتني انزع نـحو البحث ، وليســــت الضرورة كما هي ايجاد دالة واحدة ،انما ايجاد عدة دوال ، وتظل حالـــة الطـــوفان ، قد تكون كفيلة للوصول الى المشارف ، واعرض الحال ،فالشاعــــــر الحالــــــــم كائن يترقب ، والشاعر الذي ترك او تركه الشعر بات يترقب ، والذي يتعاطــــــــى الشعر يترقب اكثر ، وانا مصاب بالذهـــــــــــــــــول ، اتحرج من طروحات هــــذا وطروحات ذلك ، لااريد التحدث ؛ ولكن لامناص ان اترك صور احاديثهم تتراقص امامـــــي ، فالذي قفز وبسرعة مرتجلا بعض الكلمات والتي لاتفهم بسهولـــــــــــة ، يرد عليه صديقه بتعنيف قوي ، هل تحسب عليّ هذه حياة تقضيها ؟ بكم هـــــذه ؟ وارجو ان تعطيني تلك بسعر مــــــــــعقول بين هذه الجدران الحقيرة ، وانت تثرد بماعـــون الكذب يوميا .. تعسا لك من حياة ، لاادري كيف تعيشها ، نعم الاولى بك ان تقوم .. فقم ياهذا تسخر من نفسك ام مني ، التعاسة التي تتقزز منها هــــي كسلك وماعـــــــــــون الثريد خيالك الكاذب ، وحدائقك البور ، قم عســــى ان تنتفع .. ظل الاخر يتقلى على نار هادئة وفي مقلاة عدم الاكتراث بالاخرين ؛ لكنه يحمل فـــــي داخله الف سؤال بدون ادنـى جواب ؛ لعقول تعيش داخل صفرطاس ،تنام علــــــى وفرة من الافرشة توقظــها زحمة جمع الشهوات الاولى ، في ذهنه ان تنام في اقنان الدجاج فوق طبقة ذروقـــها ، وازدادت متاهــــــــــــاته وحلت عليه اللعنات ، وظن المقربون له ومريدوه ، ظن الســـــوء فيه ،وكل مرة يبدأ بسلــــــــــــسلة طويلة من التبريرات وفي داخله احساســـا قويا ، لايريد تكذيبه بان هذه التبريرات ، يدفـــــــع ثمنها هو ، ثم همــــــــــس لماذا اقوم ؟ الاصح ان انام لئلا ان توقظنـــــــــي الهوام المحملة باطنان الامراض واطنان بكـتريا التعفن في اماكــــــــن موبوءة . الح عليه شاعر السنوات الماضية ، تاجر الســـــــنوات الحالية ، علينا ان نترك هـــذا ونتاجر ببكتريا العدوى النافعة ولا نشمأز من طواحين حركة الزمن الســــــــاحـــــــــــقة ، ونطوي افرشة بسط الراحة ؛لنكون والسنبلة في اروع قصــــــيدة ؛ ولنكون وحمرة الشفاه في اروع سمفونية تداعب الريح بانغامها وتطرد ثريد الكذب الى ماعـــــــون اخر . ضحك الشاعر ساخرا من كلماته المستعارة من شعر عــــــــــــفا عليه الزمن وتعاورته الالسن ومجته الاذهان وصاحبته المهازل ، وقدم له ســــــبل الخروج من مأزق تكدير الافكار ولوثة الاذهان وغي السدور في الاراء ، كي يضعه على مـحك الوساوس والشكوك ؛ ولكن المركب كان وسط الموج ، ان كان راجعا ، فليس علـى خطه ،فان كان مسرعا في الابحار فعلى خط اخر ، ثم انفجر ضاحـكا وســــط ريح متعاقبة الجهات .. قائلا انت تريد ان تتحرك من مكانك ؛ لكنك لم تبرحه بعد ، كـــم بعت من الجببة والافرشة ؟ كم قبضت من ارباحها ؟ وكم اوغلت في نظراتك هــذا اليوم ؟ ولم تخرج الا بحصيلة واحدة ، هي اخراجك لدفترك القديم متعســلا ببعض خواطر ، كان يقطر من حروفها صدق المشاعر ، وبالتالي حزنت وصاحبتك الكآبة طوال اليوم وهذا ثمن الكذب او الصدق ، ثم لبست وجها اخر ورفضت المـــــرآة .. دعوتي اليك ان تاتي الى هنا ؛ لناكل من ماعون يخلو الا من خبزة وطماطــــــــــة مثرومة ، كل، تلذذ ، الفراغ من حولنا يحبو ؛ ولكننا لانراه ابدا ، وبدأت الامــــطار تنهمر والاوحال تتعالى ، وحري بي انا الوحيد الذي يبحث عن مأوى ان اعلن عــن موت احد الشعراء في المدينة ، حيث كانت شوارعها تخلو من المشيعين ســــــــوى الجنازة وهي تلقي اخر قصائد الوداع المحناة بدموع الموتى ، انا المذهول والخائف المترقب ، لم اسمع لاعويل ، ولابكاء ، قيل بل قلتها انا :ان المدينة تركت هـــــــــذا والشعراء ليس ابنائها ، فهم مسافرون يركبون ظهر المجن منذ بزوغ فجــــــــــــــر السلالات الاولى للشعراء 00 لااسمع من حولي ســـــــــــوى نحيب الفراغ ورقص القطيرات اليتيمة الساقطة من اذيال تلك الغيوم 0 تحسست اوصالي ورحت ارثــــي حال جنازة الشاعر الخالية من المشيعين واتوسل المدينة ان تغفر له عقوقه ؛ لكنـــي سخرت من نفسي وضمرت حالات الحزن وقررت في صباح اليوم التالـي ان ازور المقبرة وفي الليل حذرني الكابوس ان اقطن بعيدا في اطراف المدينة ولا اتعاطـــى الشعر وابتعد قدر الامكان عن الشعراء وانزل الى حقول غنّاء واعشـــق من جديد ؛ لاقول كلمتي الاخيرة 0



#وجدان_عبدالعزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - قصة قصيرة (هذيان شاعر