أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - صلاح الدين محسن - علي هامش مؤتمر الأقليات والمرأة بزيوريخ – 9















المزيد.....

علي هامش مؤتمر الأقليات والمرأة بزيوريخ – 9


صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)


الحوار المتمدن-العدد: 1898 - 2007 / 4 / 27 - 11:22
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


يمكننا القول بأن أهم العقول بالمؤتمر كانوا قسمين : يمين محافظ ، ويسار .. كما هي طبيعة الحال ليس في السياسة فقط وانما حتي في البيت بداخل الأسرة الواحدة ..
وكان اليمين المحافظ كل خطبه وأقواله اصلاحية ..
والاصلاحية نوعان : اصلاحية ايجابية ، واصلاحية سلبية ..
واليمين المحافظ كانت اصلاحيته – أو رؤيته للاصلاح من النوع السلبي الخامل ..
أصحاب الفكر المحافظ جدا جدا بالمؤتمر كانوا لا يقدمون لمشاكل الأقليات الذين هم موضوع المؤتمر سوي حل واحد هو اصلاح الدستور وتكرار القول بكل النغمات وبكل المقامات ، بما يعني معارضتهم التامة لحق الشعوب في كافة الخيارات الأخري .. وكانوا يحرصون علي التعقيب علي كل رأي يعطي للشعوب كامل حقوقها في مواجهة الأخطار الحقيقية التي تنغص حياتها ، كمن عقب علي سبيل المثال علي كلمة احدي المشاركات الفاضلات ، محاولا دحض فكرها الثوري والذي لا يرفض الاصلاح بكل أشكاله – ان جاء هذا الاصلاح الذي نتلهف مجيئه - – ( وقد قامت بالرد و تصدت له ودحرته شر دحرة ) .
علما بأن اصلاح الدستوري الذي كرر وشدد عليه البعض كحل واحد أحد فرد صمد ، لا يجوز الشرك به بالتطلع لما ورائه .. يجب أن يعلم هؤلاء بأن هناك من الدساتير ما يحمل موادا صالحة بالفعل ، ولكن هناك أيضا من يعطل العمل بها ، فما العمل ؟ وهناك من يوسعون ويضيقون مواد الدستور و يعبثون بها بالحذف والاضافة حسب رغباتهم ومصالحهم !! فما العمل ؟
العمل هو حق الشعوب في اصلاح الحكام الذين يفسدون دساتير بلادهم ، وحق الشعوب في اقصاء ، واستئصال هؤلاء ان استعصي اصلاحهم .. ..- وكان بالمؤتمر من حاولوا بكل الطرق منع التطرق الي هذا الحق للشعوب بأي درجة ولو من درجات الضمنية أو أي شكل من أشكال التلميح لذلك !..
وقد أعجبني الدكتور عبد الخالق حسين عندما رد معقبا علي أحدهم قائلا : أنا طبيب جراح ، واعلم جيدا أن هناك حالات مرضية لا علاج لها سوي التدخل الجراحي ..
وفي فترة الاستراحة وجهت له التحية علي قوله هذا وقلت له : وهناك حالات لا علاج فيها سوي البتر ، الذي لا أحد يريده ولا يتمناه . الا انه أحيانا يكون هو العلاج الوحيد . لذا فكل خيارات العلاج ، والاصلاح يجب أن تكون مطروحة ومن حق الشعوب ..
-- --
والغريب هو أنه مقثلما لدينا من يدعون لترك مراحل التطور الطبيعي تركا اعتباطيا غير محسوب أو مضبوط ! فاننا نجد أيضا من يريدون اختصار مراحل التطور الطبيعي للتشريع في الدول النامية ! وفي ذلك خطر داهم فتلك الدول النامية ، التي لم يكتمل نموها الحضاري بعد ، نجد من يطالبون بأقصي مرحلة من مراحل تطور التشريعي الحضاري : في بلادهم ! مما من شأنه ارتفاع في نسبة جرائم الثأر وتجارة المخدرات وغيرها بالغاء عقوبة الاعدام التي لم يتم الغائها في يوم وليلة بالدول المتمدينة وانما بعد مراحل من التطور الشامل وفي مقدمتها التطورالثقافي والاقتصادي ، الذي صاحبه التطور التشريعي الطبيعي مرحلة محلة ..
-- --
كان بالمؤتمر من هم يحملون فكرا يمينيا أو متيمنا ! يشبهون من يؤمنون بالمثل القائل " دع الأمور تجري في أعنتها ولا تبيتن الا خالي البال " ! .
ولذلك فننا سمعنا عن نظرية " التطور الطبيعي " للأمور .. ، وتلك النظرية تقضي بأن التطور له مراحل طبيعية ، ويجب ترك الطبيعة لتعمل عملها في التطور بمعرفتها دون اختصار تلك المراحل ، لخطورة ذلك ..
وأنصار تلك النظرية لا يطرحونها هكذا من عندهم فحسب وانما يستشهدوا بالتجربة الماركسية السوفيتية وبأقوال فلاسفة ممن يقولون بتلك النظرية ..
ونحن من حيث المبدأ لسنا ضد ما هو طبيعي ، بل ننحاز له ..
ولكننا ضد الفهم البيروقراطي لتلك النظرية ، وكذلك الفهم الآحادي الجانب ..
اذ يجب أن نفهم أن التطور الطبيعي ليس في كل الحالات هو الأمثل والأفضل والأكمل والأجمل .. والانسان ليس قادما من خارج الطبيعة بل هو جزء منها من الممكن أن يشارك في ضبط تطورها وتطويرها وجمالها وازدهارها
و ليس كل ما تعطيه الطبيعة حسن ..
فالطبيعة مثلا : أعطتنا شعر في رؤوسنا هو جزء من جمال هيئتنا ، ولكن لو تركنا هذا الشعر للطبيعة ، لطبيعته ، فكيف سيكون حال هيئتنا ؟!!
طبعا لو تركناه يتطور حسب الطبيعة ستكون هيئتنا سيئة .. –
وكذلك هناك شعر ينبت بالطبيعة .. تحت الأبط وفي أماكن مختلفة من أجسادنا .. وكذلك الحال بالنسبة للأظافر -
فهل نتركه للطبيعة وكما تشاء له الطبيعة ؟! كلا وانما نتدخل للنظف أجسادنا من عشوائيات الطبيعة ، سواء في أجسادنا أو في بيئتنا ، أو في حقولنا كالنباتات الطفيلية التي تنبت بالطبيعة وهي غير مرغوبة فنتدخل ضد الطبيعة لنستأصلها .. أي نتدخل ضد الطبيعة لنهذبها ونشذبها ..
والمهم هو أن يكون لدينا الوعي لنميز الحسن مما تعطيه الطبيعة من السيء ، والوعي بمتي نتدخل ومتي نحجم ونترك الطبيعة تسير ..

و الدكتورعبد الخالق حسين أحد المشاركين في المؤتمر ، المفكر السياسي العراق – الذي أقدر جدا عقليته وأفكاره الليبرالية – وأري أنه لو استمع اليه حكام العراق عقب سقوط صدام ، – وأخذوا بوصاياه السياسية ومنذ البداية لاختلف الأمر في العراق كثيرا عما هو الآن - . ، هو – أي دكتور عبد الخالق - الذي تحدث مطالبا الأخذ بتلك النظرية ولكن في قضية أظنها لا يجوز تطبيق تلك النظرية عليها
وقال أن من التطور الطبيعي أن نترك جماعة الاخوان المسلمين يتسلموا السلطة ان اختارتهم الشعوب ولندعهم يفشلون كما فشلت حماس .. ليصل الحكم في النهاية بعد التطور بالمراحل الطبيعة الي العلمانيين والعلمانية التي هي السبيل الحديث للحكم حديث يؤدي للنهوض والتحضر والرخاء مثلما أدت العلماتية بكل الدول المتحضرة بالغرب والشرق أيضا .. ، ونصح بعدم اختصار مراحل التطور الطبيعي ..
و مع تقديري للدكتور عبد الخالق ، أختلف معه في هذا الفهم لنظرية التطور الطبيعي ..
ودعونا نسأل : هل تركت حماس السلطة بعد ثبوت فشلها الذريع ؟!
الحياة صراع بين الخير والشر ، بين الحق والباطل ، بين الليل والنهار ، بين قوي التقدم وبين قوي التخلف ..
وصحيح أن الشر هو شريك للخير في الحياة ويتبادل معه الأدوار .. (! ) ولكن يجب ألا يكون هذا التبادل وديا ..بل قسري ، اضطراري ..
ومن الطبيعي جدا : ألا يكون تبادل الأدوار بين الخير والشر وديا بل قسريا أ وان حدث وديا فهذا غير الطبيعي

النهار نور والليل ظلام ولكنهما شريكان يتبادلان ويتقاسمان اليوم – ال24 ساعة .. هذا صحيح ولكن :
عندما يأتي اللي بظلامه – هذا الشيء الطبيعي – فنحن لا نسقبله بالورود والخلود للسكوت ..وانما باضاءة كل الشوارع والبيوت بالكهرباء أو بما يتيسر لنا من سبل الاضاءة .. وهذا معناه أننا لو استطعنا ايقاف الليل وظلامه تماما لأوقفناه ، بل ان ترك مصابيح الشوارع مضاءة طوال الليل هو ايقاف تام لليل وظلامه ..
وليس المقصود بقولنا بذلك تقديم الصدام والحرب علي طول الخط ، وانما نقدم الصراع السلمي أولا ، وننحيه عند الاضطرار .
والقول بتسليم الحكم لفكر كراهية الغير واقصائه ، لفكر الدجل والخرافة والرجوع للوراء ونعطي لأهله الفرصة للحكم لأجل التطور الطبيعي ..! هذا قول غير معقول ..
فهؤلاء عندما يفشلون لن يتركوا السلطة .. فان فشلوا سيقولوا للناس - وهم مهرة في الاقناع – بأنها مشيئة الله وقد قدر وما شاء فعل ، ولا راد لقضاء الله ، والصبر مفتاح الفرج (!!!!!!!!!!) وكل هذا يا شعب يقوله الدين فهل كفرتم بالدين يا شعب ؟؟؟؟
لن يعترفوا بفشلهم وانما سيعلموا الناس ان السبب يرجع لقلة ايمان الشعب ولعدم التمسك بالدين فان كان الشعب قد تمسك بالدين وتمسط وتمسك ، فسوف يطالبوه بمزيد من التمسك ...!!!!!!!! وسيدفعوا الشعب الي المزيد من الدروشة والهوس والخبل الديني ، وكلما زاد بؤس الناس زادوهم اقتناعا باحتساء المزيد من حساء الهوس والشعوذة الدينية !!!!!!!!! .

نعم لن يعترفوا بفشلهم عندما يفشلوا بالتأكيد ، و سوف يجعلون بلدهم وشعبهم يركبون الناقة في عصر الطائرة الأسرع من الصوت وسيطالبونه باستخدام علاج حبة البركة وبول البعير في عصر العلاج بالليزر !
وقد يمتد حكمهم لعشرات بل ربما لمئات السنين ، وحينها يكون الجهل والخرافة قد تكلسا تكلسا بالأدمغة وعملية اصلاح الأدمغة وتنظيفها من التكلس ، أصعب بكثير من معالجة مشكلة ثقب الأوزون ..
عندما تتكاثر الحيتان في أحد المحيطات بشكل طبيعي .. – طبيعي - ولكنه زائد وأضحي يهدد باقي الأحياء المائية بالمحيط ، تتدخل الدول وتدعو لاصطياد الحيتان حماية للتوازن الطبيعي .. للبيئة المائية .
ولنسأل الدكتور عبد الخالق :
ان بحيرة السد العالي عندنا بمصر قد كثرت بها التماسيح وتضخمت جدا .. وأضحت تشكل خطرا علي الحياة بداخل البحيرة وعلي الثروة السمكية ..
فتري لو تسلل 88 تمساحا من ذوي الفك المفترس ودخلت لمجري نهر النيل وسبحت حتي كوبري قصر النيل بالقاهرة وفوجئنا بها بداخل البرلمان المصري ، وسوف تنهش يد ورجل كل من يحاول علمنة دستور البلاد لأجل الحداثة و لأجل أمن الوحدة الوطنية ولزوم أي نهوض وأي تقدم وأي ازدهار لمصر ، ووقفت تلك التماسيح حائلة بيننا وبين ذلك .. فماذا نفعل ؟؟!!
ألا يجب الاسراع باعادتها ثانية الي البحيرة .. ؟
والي الحلقة التالية ..



#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علي هامش مؤتمر الأقليات والمرأة بزيوريخ / 8
- علي هامش مؤتمر الأقليات والمرأة بزيوريخ 7
- علي هامش مؤتمر الأقليات والمرأة بزيوريخ 6
- علي هامش مؤتمر الأقليات والمرأة بزيوريخ 5
- علي هامش مؤتمرالأقليات والمرأة في زيوريخ 4
- علي هامش مؤتمر الأقليات والمرأة في زيوريخ 3
- علي هامش : مؤتمر الأقليات وحقوق المرأة في زيوريخ 2
- علي هامش مؤتمر الأقليات وحقوق المرأة في زيوريخ 1
- أهل الأقلام وأهل الأموال
- من أوجد مؤتمرا لكل أقليات الشرق الأوسط وشمال افريقيا ؟
- -تحية لوزير الثقافة المغربي - المغرب و .. مصر
- مطربة الأغاني الصبوحة : أميرة سالم
- كلمتي في مؤتمر حقوق الأقليات بالشرق الأوسط
- وصايا علمانية
- صور أبلغ من المقالات
- رد علي رسائل القراء
- عن نشر كتاب الشرق يعوي / ردا علي رسائل القراء
- الي سفير مصر في موريتانيا
- أشعار أعجبتنا
- هالة سرحان وكتاب الشرق يعوي


المزيد.....




- انتشار التعبئة الطلابية ضد الإبادة الجماعية الإسرائيلية
- بيلوسي للطلبة المتظاهرين: انتقدوا إسرائيل كما شئتم لكن لا تن ...
- فرنسا: القضاء يوجه اتهامات لسبعة أكراد للاشتباه بتمويلهم حزب ...
- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - صلاح الدين محسن - علي هامش مؤتمر الأقليات والمرأة بزيوريخ – 9