أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صاحب الربيعي - الهوية وعقدة الهوية














المزيد.....

الهوية وعقدة الهوية


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1897 - 2007 / 4 / 26 - 12:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الهوية أحدى معايير تأكيد الذات، الانتماء، التواصل، الصلة، الوجود المرتبط بالأرض، الحضارة، والمحيط. وبالمحصلة فإنها جملة العلاقات غير المحسوسة المعبرة عن المشتركات بين أبناء الهوية الواحدة، الهويات المتعددة، الأمم الصانعة للحضارة على أرض الوطن.
المواطنة تعبر عن كل تلك المكونات وتحفظ الحقوق للجميع بالانتماء للوطن والحضارة المشتركة، لكن حين تنعدم المواطنة البوتقة الحاضنة للمشتركات، تتفكك مكوناتها لتعلن عن نفسها وتأكد ذاتها من خلال الهويات التي تخفي بين طياتها الأثنيات والطوائف والملل بصور شتى. أهمها التناحر والتنافس لإثبات الوجود مستعينةً بالحجج التاريخية وسقطات السلاطين لفرض وجودها على الهويات الأخرى، باعتبارها تمتلك ناصية الحضارة والجذور.
وبالتالي الأحقية بالأرض والتاريخ لاستعادة الأدوار وفرض الهيمنة على الأخرين، من خلال الاستقواء بقوى من خارج الحدود لها أجندتها الخاصة لتمزيق أشلاء الوطن.
مما يدفع بقية الهويات للدفاع عن نفسها مستندةً لحجج مضادة لرفض نوازع الهيمنة الجديدة، وإلغاء أدوارها الافتراضية في التاريخ والحضارة.
المواطنة لاتلغِ الهوية الذاتية، وإنما تجييرها ايجاباً لصالح الوطن من خلال المساواة بالحقوق والواجبات أمام الدولة والمجتمع. أما عقدة الهوية، فهي نزعة عنصرية تعاني من الدونية الأثنية وعدم القدرة على تأكيد الذات (المواطنة) على الأرض والتمسك بالمشتركات والاسهامات الحضارية.
عقدة الهوية حالة لاشعورية بعدم الانتماء للأرض، عدم الانتماء للحضارة المشتركة، تحميل الهويات الأخرى حالة الإخفاق ، ضعف المساهمة، سطحية الجذور على الأرض مقارنة مع الجذور العميقة للهويات الأخرى.
مما تؤدي لإنهزامية، انعزال، هروب من الواقع إلى فضاءات بعيدة لتأكيد الذات بمعزل عن الهويات المحيطة، الحضارة، التاريخ، الحاضر.
وإيهام الذات بأن مسببات العجز ليست ذاتية، وإنما قسرية فرضتها الهويات الأخرى. فرضها التاريخ، الحضارات السابقة، الأرض وبإسقاط هذا الثالثوث، تتعزز الهوية المُغيبة لتأكيد ذاتها لتكون متفوقة على غيرها من الهويات الأخرى.
يقول ((الياس مرقص))"ثمة جذر روحي للعقل ضد العقل المخصي وضد العقل الشراني، والفرق كبير إلى ما لانهاية بين الهوية وعقدة الهوية. الهوية ذاتية حقيقية، ثقة الذات، استقلال فعلي، حرية، حرية للإنسان فرداً ومجتمعاً وأمة".
الهوية ليست عددية (قومية، أثنية، وطائفية) للمباهاة، بل هي هوية مساهمات لبناء الحضارة، والوطن. هوية معرفية، ثقافية، انتمائية، تواصلية مع الآخرين.
إن المكونات العددية للهوية الواحدة ليست مهمة في السياق التاريخي والحاضر، وإنما مقدار مساهماتها في صناعة التاريخ والحاضر والمستقبل.
لم يثبت السياق الحضاري الإنساني، حتى لو بدلالة واحدة أن المكونات العددية الكبيرة للهوية اسهمت بمجموعها في الرفد الحضاري أكثر من المكونات العددية بوحدانياتها للهويات الأخرى، فصناع المعرفة من كافة الهويات ينتمون إلى الإنسانية جمعاء، وإلى الوطن، وإلى الجماعة ، وإلى الرفد الحضاري الانساني، انتمائهم ليس بالهوية وإنما بالمعرفة.
قيمة الهوية، مقوماتها الذاتية....مساهمات معرفية لصناعة الحضارة الانسانية، وليس استبدادها، هيمنتها، فرض نفسها بالقوة والعنف على الهويات الأخرى.
المعرفة الإنسانية، صناعة جمعية، رافدية المنابع، همها الأساس الارتقاء بالعنصر البشري لمراتب أسمى. لاتوجد معارف غير إنسانية (وإن وجدت!) فإنها مطية استبداد، وعنف، وقهر لصناعة امبرطورية تحتكر المساهمات المعرفية للهويات الأخرى بغرض تحقيق ذاتها الهشة!.
الديمقراطية كفيلة بإزالة مراتبية المواطنة (الهويات) لأنها تستند للعدالة والمساواة بين المواطنين، تستند لمبادئ حقوق الإنسان، وتكفل الحرية للجميع...وتفرض مبدأ الحقوق والواجبات على المواطن تجاه الدولة والمجتمع.
إن الديمقرايطة ليست فرض توجهات المكونات العددية الكبيرة للهوية على المكونات العددية الأصغر للهويات الأخرى، وبغض النظر عن القوة التصويتية للانتخابات (الأكثرية والأقلية) فالمعيار ليس عدد المصوتين ونتائج التصويت، وإنما الالتزالم بمبادئ الدستور الذي يكفل حقوق المواطنة.
يقول ((الياس مرقص))"أن المجتمع أكثرية وأقلية، الهوية، كل المجتمع. مفهوم المجتمع يسقط، لامساءلة لثنائية أكثرية وأقلية، أية أكثرية؟ نسلية، أصلية، معلومة، منتهية أم انتخابية، ديمقراطية متجددة ومتحولة ومتطورة؟ أية (ديمقراطية)؟. (ديمقراطية) أكثرية وأقلية بلا حقوق إنسان، بلا مساواة الأفراد الحقة، بلا مفهوم المواطن أم ديمقراطية بلا مزدوجين. بندها الأول حقوق الإنسان، وحقوق المواطنين. حقوق الإنسان ثم حقوق المواطن؟ الواحد جمع كسور أم الواحد واحد، مفهوم، حرية؟".
حين نقر بالمبادئ الديمقراطية الحقة، الهوية وعقد الهوية تسقط من القاموس السياسي. وتتكشف توجهات الدعاة القابضين على الكيانات السياسية، ولم يعد المواطن بحاجة للتنظير، التزيف، والخداع لتمرير مشاريع (الهوية، الهويات) المهربة من خارج الحدود لتمزيق الوطن. وبث الفرقة وزع الضغائن بين المواطنين، ونسف المشتركات بين الهويات عبر التاريخ والشطب على مجمل الحضارات المشتركة التي منحت أرض الوطن دون غيره المجد والخلود.





#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوطن والأمة
- طواطم وديناصورات الكيانات الحزبية
- الأشرار في حكومة المحاصصة القومية والطائفية
- المسؤول والمستشار
- الرئاسات الثلاث من الفشل إلى الفضيحة
- المثقف ووعلاظ السلاطين
- المثقف والدين
- فن الرسم
- مواصفات المترجم
- فن الترجمة
- الصداقة والعداء في الوسط الثقافي
- علاقة المثقف بالكتاب والمكتبة
- الكاتب وعالم العزلة
- الصفوات والمجتمع
- علاقة المثقف بالمجتمع
- دور المثقف في الحراك الاجتماعي
- دور المثقف في التربية والتعليم
- فن النقد في الثقافة
- العلاقة المأزومة بين الكاتب والناقد
- مهام النقد


المزيد.....




- ما هي القاذفة الأمريكية الشبح -بي-2- التي تعول عليها إسرائيل ...
- رئيس الأركان الإسرائيلي: دمرنا نصف منصات إطلاق الصواريخ الإي ...
- تحمل اسم -باقري-.. العثور على حطام مُسيّرة إيرانية في جنوب ...
- إسرائيل.. حريق هائل وإصابات في استهداف صاروخي إيراني لمدينة ...
- فيديوهات الذكاء الاصطناعي تتنبأ بحرب عالمية ثالثة بطريقة ساخ ...
- إسرائيليون يفرون من القصف إلى الخارج عبر الأراضي المصرية
- الإعلامي السوري موسى العمر يعلن عن استثمارات ضخمة في جبل قاس ...
- حسّون في بلا قيود: إسرائيل من أقوى الدول النووية لكنها دولة ...
- خبير عسكري: إيران تستخدم صواريخ نوعية ومتطورة يصعب اعتراضها ...
- تمارين القوة.. سلاح ذكي لوقف زيادة الوزن المصاحبة لانقطاع ال ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صاحب الربيعي - الهوية وعقدة الهوية