أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعد هجرس - أمين »الإنسان« وأباظة »الوزير«














المزيد.....

أمين »الإنسان« وأباظة »الوزير«


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1888 - 2007 / 4 / 17 - 11:22
المحور: حقوق الانسان
    


نظرا للأهمية القصوي للموضوع فإني رحبت بدعوة الزملاء والزميلات في برنامج »البيت بيتك« في التليفزيون المصري للمشاركة في مناقشة علي الهواء لقضية حبس الفلاحين بسبب قروض بنك التنمية والائتمان الزراعي.
وكالعادة في مثل هذه البرامج يكون الضيوف موجودين قبل البث ببضعة دقائق من اجل التجهيزات الفنية الخاصة بالصوت وخلافه.
وعلي هذا كانت هناك فترة قصيرة للدردشة الودية مع وزير الزراعة أمين أباظة ورئيس لجنة الزراعة بمجلس الشعب عبدالرحيم الغول.
واثناء هذه الدردشة لفت نظري وجود سيدة مصرية في مقتبل العمر مظهرها يدل علي بؤس الحال، تجلس بالقرب منا في غرفة الانتظار المخصصة لكبار الزوار.
سألت الزميلة سهير جودة والزميل محمود التميمي عنها فقالا لي انها جاءت لمقابلة زميلنا المذيع اللامع محمود سعد بعد مكالمة تليفونية بالامس كانت تستفسر فيها من مفتي الديار المصرية عما اذا كان قيامها ببيع كليتها لتوفير احتياجات ضرورية حلالا أم حراما؟!
سألت »سهير« و»محمود« عن المبلغ الذي تحتاجه ويجعلها مضطرة لخوض غمار هذه الصفقة المروعة؟
كانت الإجابة المذهلة ان كل المبلغ الذي تحتاجه السيدة هو 15 ألف جنيه!
قبل ان اقترح طريقة جماعية لتوفير هذا المبلغ التافه لأختنا التي جار عليها الزمان فوجئت بالوزير أمين أباظة يخرج دفتر الشيكات من جيبه ويحرر شيكا بالمبلغ من جيبه الخاص.
فرحت جدا برؤية هذا الجانب الإنساني والعفوي من الرجل وان كان هذا ليس غريبا علي واحد من افراد أسرة عريقة أو كما يقال من أبناء الأصول الذين لم يتقاعس كثير منهم عن القيام بمسئولياتهم الاجتماعية في أوقات الشدائد التي ألمت بالمصريين وما أكثرها.
لكن ما أثار استغرابي هو كيف لا يدرك أمين أباظة »الوزير« ما أحس به أمين أباظة »الإنسان« فهذه الاسباب التي دفعت تلك الشابة المصرية المسكينة الي التفكير في بيع جزء من لحمها الحي لإطعام اخوتها وتوفير التعليم لهم هي علي الارجح نفس الاسباب التي دفعت آلاف الفلاحين المصريين الغلابة الي مد ايديهم الي بنك التنمية والائتمان الزراعي للحصول علي قروض ملاليم، وتحت وطأة الحاجة اضطروا للإذعان الي مطالب هذا البنك المفتري.
ومن بين هذه الشروط المجحفة التوقيع علي شيك علي بياض اضافة الي الاوراق الاخري الكثيرة التي يكبلهم البنك بها.
صحيح ان امين اباظة ليس هو مخترع السياسات المجحفة بالفلاحين لكنه اصبح مسئولا عنها منذ جلس علي كرسي وزير الزراعة.
ولا افهم كيف لا يدرك أمين أباظة »الوزير« ماتفاعل معه أمين أباظة »الإنسان« وهو انه لا فرق بين هذه السيدة المسكينة التي هب لنجدتها بشهامة وبين آلاف الفلاحين الذين تعرضهم سياسات وزارته لنفس المصير.
ربما يغضب أمين أباظة لاني كشفت النقاب عن عمل خيري وإنساني قام به وكان يفضل الاحتفاظ به في طي الكتمان، لكن لعله يشفع لي ان الدافع لي في ذلك لم يكن كيل المديح الشخصي له - وهو يستحقه - وانما كان ولايزال الضغط علي أمين أباظة »الوزير« لكي يكون مثل أمين أباظة »الإنسان« ويسرع الخطي لاتخاذ قرارات عاجلة لاسقاط ديون اكثر من 74 ألف فلاح واطلاق سراح اكثر من مائة مزارع زج بهم بنك التنمية والائتمان الزراعي الي السجون، وهو البنك الذي انشئ عام 1931 وكان هدفه انقاذ الفلاحين من ضياع اراضيهم المرهونة للبنوك الاجنبية وقتها فإذا به يتحول الان الي اداة لحبسهم!



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قتل الإبداع.. القاسم المشترك الوحيد بين العرب!
- كعب داير .. للبروفيسور الذى داس على ذيل الحمار
- هل الإعلامي .. صديق الإرهابي؟
- مداهمة -الدبلوماسية-المصرية فى العراق
- عيش .. وملح !
- الأحزاب والنشاط السياسى داخل الجامعة.. العقدة والحل
- ملاحظات شاهد عيان للاستفتاء الحزين
- رغم كل شئ :مصر مازالت بخير
- هل نستعيد أمجاد النقل البحري لعصر محمد علي؟!
- ميلودراما مصطفى البليدى
- فلتكن نهاية حياتنا بكرامة!
- عرب من أجل إسرائيل!
- كل استفتاء وأنتم بخير!
- ملف استحقاقات الدولة المدنية سيظل مفتوحاً
- دبرنا يا وزير التضامن الاجتماعى
- بروتوكولات حكماء الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات .. وأزمة الث ...
- المادة الثانية .. وإرهاب فهمى هويدى
- فتحى عبدالفتاح .. عاشق الحياة والوطن
- جوزف سماحه
- -حبيبة- .. و-إيمان-: تعددت الأسباب والكرب واحد


المزيد.....




-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعد هجرس - أمين »الإنسان« وأباظة »الوزير«