أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - نضال نعيسة - كلمة نضال نعيسة في مؤتمر الأقليات - زيورخ















المزيد.....

كلمة نضال نعيسة في مؤتمر الأقليات - زيورخ


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1869 - 2007 / 3 / 29 - 11:44
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


الأخوة الحضور الكرام: تحية طيبة مع انطلاقة هذا المؤتمر الذي يعنى بوضع ومستقبل الأقليات في الشرق الأوسط، هذه المنطقة التي تضم خليطاً فسفسائياً متنوعاً من الأعراق، والإثنيات، والطوائف، والمذاهب، تعايشت فيما بينها على مر قرون خلت، وهذا دليل عافية، وصحة اجتماعية تمتعت بها هذه المجتمعات. غير أن كثيراً من التطورات والتحولات والمشاريع السياسية، إضافة لبروز شبح الخطاب والتحريض الطائفي الذي بدأ يخيم على مناطق عدة في المنطقة، دون نفي وجود أياد خارجية هدفها تفتيت المنطقة إلى كيانات غير وطنية، قد بدأ يسلط مزيداً من الضوء، وبشكل لم يسبق له مثيل، على هذه الأقليات ووضعها بشكل عام، ويدعم اتجاهات وأيديولوجيات تحض على العنف والكراهية والانعزالية مما يهدد أسس التعايش القائم.

ما كان بودنا، في الحقيقة، أن نتحدث، يوماً، عن أقليات، ولا حتى أغلبيات في هذه المجتمعات، أو أن نشير، بأية حال، إلى أية هويات غير الهوية الوطنية العريضة التي يجب أن ينضوي الجميع تحتها، وأن يكون موضوع حواراتنا واهتماماتنا هو الشرائح العريضة من المواطنين، والأوطان الحصينة القوية التي تسودها قيم المواطنة والعدالة، والمساواة، ومبدأ تكافؤ الفرص بين الجميع. إن الخطاب التحريضي والطائفي العنصري الذي بدأ يرتفع، وبتنا نسمعه مؤخراً، وبكل أسف وأسى، بعد عقود من الضخ الإيديولوجي المتخلف الذي تموّله وتتواطأ فيه جهات رسمية عربية وتدعمه عوائد بترودولارية ضخمة، لا ينبئ البتة بوضع آمن ومسالم، ليس لمعظم الأقليات والمكونات الاجتماعية والسياسية والعرقية والدينية فحسب، بل لمستقبل وبقاء هذه الأوطان بشكل عام. لقد استشرت هذه الحملة السلفية والأصولية، وتغوّلت إلى حدود مفزعة ومرعبة، بحيث أصبح خطابها علنياً، وتهديدياً، وتحريضياً ضد الجميع بلا استثناء، ويطال فيمن يطال حتى الأغلبيات الوطنية والديمقراطية التحررية التي تؤمن بقيم المواطنة والعدل والمساواة.

لا يمكن لنا أن ننكر أبداً أوضاع التعتيم، والتهميش، والإقصاء، والتمييز، وحتى التشويه المتعمد التي تعانيه بعض الأقليات في مجتمعات ما تزال تعيش ومحكومة بقوانين، وشرائع، ودساتير عفا عليها الزمان. ولا يمكن لنا في هذا السياق إلا أن نتذكر تلك الدعوات غير الإنسانية لتفضيل قوم على قوم، ومجموعات على مجموعات، وبشر على آخرين بناء على اعتبارات إيديولوجية فاشية وعنصرية، وتقسيم الناس وتصنيفهم في شتى الأوصاف التي لا تخفى عليكم، ويأنف هذا المقام الكريم عن ذكرها، وما يولده كل ذلك من عوامل احتقان، وتوتر، وتشنج ويخلق أسباباً للصراع والصدام.

نتداعى اليوم أيها الأخوة، وهناك مستجدات كثيرة وخطيرة تعصف بمنطقتنا يساعدها ضيق أفق، وتطرف، وقصر نظر البعض في رؤيتهم للقضايا الوطنية ومستقبل الأوطان بشكل عام وتبنيهم لخطاب متشدد لا يعترف بالآخر ويضع قيم المواطنة في ذيل اهتماماته مما يخلق هلعاً وخوفاً لبعض المكونات الاجتماعية والعرقية والدينية الأخرى. وإن كنا نعترف، بكل أسف، بمشاكل، وعقبات كثيرة تعترض سبيل حياتنا العامة، ونحن بصدد دراستها وتفصيلها وإيجاد صيغ مقبولة من الجميع لتجاوزها، فإن هذا لا يجب أن يكون بحال، مدعاة، أو دعوة، أو منفذاً للقوى الدولية والأطماع الخارجية، للتدخل في شؤون بلداننا، أو إعطاء أي مبرر، ولأي كان، للاستقواء بها ضد الأوطان طالما أن سبل الحوار، والنقاش، والتواصل والتفاهم لم تنقطع كلياً، ولا تزال مفتوحة. لأن أي تدخل خارجي يعني إضعافاً وزوالاً للبنى الوطنية القائمة، وسينعكس سلباً على بقائها بشكل عام. كما أن بقاء التناقضات، والأوضاع دون حل، هو الآخر عنصر من عناصر اضمحلال وتقهقر هذه المجتمعات، وعجزها عن اللحاق بركب الحضارة الإنسانية الذي قطع أشواطاً بعيدة في كافة المجالات. لذا نتمنى جميعاً، ومن خلال تجمعنا هذا، أن نؤسس لحقبة، وعهد جديد في منطقة محكومة بإرث سياسي وسلطوي وتقاليد بالية عفا عليها لزمان وإحلال قيم ومفاهيم جديدة من التعامل الحضاري والمدني الإنساني العصري والراقي.

إننا ندرك جميعاً ما للإعلام من دور فاعل في تسليط الأضواء على كثير من القضايا التي يتم التعتيم عليها، وتقديمها بكل شفافية وحيادية وموضوعية للرأي العام. ومن هنا أدعو مؤتمركم الكريم إلى تبني ودعم اقتراح بإنشاء قناة إعلامية تعنى بشؤون الأقٌليات في الشرق الأوسط بشكل إيجابي وبعيد عن لغة التحريض، والاستئثار، يتم من خلالها التعريف بوضع وحقوق وشؤون الأقليات بشكل عام، والدفاع عنها وفضح أية انتهاكات أو اعتداءات تتعرض لها، ومنع أي انتقاص من حقوقها المنصوص عليها في المواثيق والأعراف الدولية، ويتم من خلالها نشر وتعميم ثقافة حقوق الإنسان.

-ومن هنا يتوجب أيضاً توجيه دعوة، وإرسال رسائل، ومن خلال مؤتمرنا هذا، لكافة الأنظمة في المنطقة، لوقف دعمها اللامحدود المادي والمعنوي لقوى الاستئصال والتكفير والإرهاب، وفك عرى الحلف المقدس والمنفعة المتبادلة القائمة بين الطرفين، ونبذ وعدم تبني خطابها في وسائل الإعلام الرسمية. بالتوازي مع إرسال رسائل إلى كافة المنظمات الدولية المعنية بهذا الشأن لحظر أي خطاب تحريضي أو تكفيري فاشي يطال أي كان، أو يدعو لاضطهاد وتهميش الآخرين بناء على أسس عنصرية وتمييزية، أو النيل منهم، وتجريم ذلك وإصدار التشريعات والقوانين اللازمة التي تمنعه.

السعي، والضغط لتبني وإحداث دساتير علمانية عصرية مستمدة من المبادئ العامة لحقوق الإنسان التي كانت ثمرة لنضال الإنسانية ضد عصور الاستبداد والتخلف والظلم والطغيان.

تفعيل مبدأ المواطنة والمشاركة الشعبية الواسعة في العمل الوطني العام بناء على سيادة مفاهيم وقيم المواطنة واعتبارها الأساس والمعيار وبعيداً عن مجمل المعايير البدائية السائدة الآن.

البحث في السبل والآليات التي تعيد بناء وتأهيل هذه المجتمعات بما يكفل تكيفها وتأقلمها والتحاقها بالركب الإنساني الحضاري الذي يخطو بتؤدة وثبات نحو الرفعة والمجد والاستقرار والرفاهية والازدهار.

بوركت جهودكم هذه، وعسى يكون هذا اللقاء لبنة أولى لبناء مجتمعات حرة متحررة من أغلال وخرافات وإرث الماضي الأليم. وليكن شعارنا لا أقليات ولا أغلبيات بل مواطنون ومواطنات ومجتمعات حرة عزيزة كريمة، تسودها قيم المواطنة والتعايش والمحبة والعدل والمساواة.
وشكراً لكم جميعاً.

سويسرا - زيورخ 25 آذار-(مارس) 200



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمر القمة العربي: من يحيي العظام وهي رميم؟
- الانهيار الطبقي
- إمارة غزة-ستان: مغول العصر يحرقون التراث !!!
- بأيّ ذنب حجبت؟
- حوريات الحوار المتمدن !!!
- العرب وخطر الديمقراطية الداهم !!!
- وعّاظ الماركسية بين التشييع والتوهيب !!!
- الخليفة المنتظر
- بئس الصحوة الإسلامية
- شكراً ... وليد بَيْك !!!
- تلفزيون المستقبل: برنامج الاستخفاف
- نعم للإجراءات السورية، ولا للعنصرية العربية !!!
- حروب القبائل العربية
- إعدام المهدي المنتظر
- لماذا لا ينصرهم الله؟
- أين العرب؟
- سِجْنُ الحِجَابْ
- المواطن السوري أولاً
- إسرائيل البريئة!!!
- شهداء الطغيان


المزيد.....




- أندر إوز بالعالم وُجد بفناء منزل في كاليفورنيا.. كم عددها وك ...
- بعدما وضعتها تايلور سويفت في كوتشيلا.. شاهد الإقبال الكبير ع ...
- طائرتان كادتا تصطدمان في حادث وشيك أثناء الإقلاع.. شاهد رد ف ...
- بعد استخدامها -الفيتو-.. محمود عباس: سنعيد النظر في العلاقات ...
- لبنان.. القبض على رجل قتل زوجته وقطع جسدها بمنشار كهربائي ود ...
- هل ستجر إسرائيل الولايات المتحدة إلى حرب مدمرة في الشرق الأو ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل 10 فلسطنيين في مخيم نور شمس شمالي ...
- الصين.. عودة كاسحتي الجليد إلى شنغهاي بعد انتهاء بعثة استكشا ...
- احباط عملية تهريب مخدرات بقيمة 8.5 مليون دولار متوجهة من إير ...
- -كتائب القسام- تعرض مشاهد من استهدافها جرافة عسكرية إسرائيلي ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - نضال نعيسة - كلمة نضال نعيسة في مؤتمر الأقليات - زيورخ