أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - إسرائيل البريئة!!!















المزيد.....

إسرائيل البريئة!!!


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1802 - 2007 / 1 / 21 - 12:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حمّل الخطاب الرسمي التقليدي العربي "أيام عز المد القومي البائد"، إسرائيل مسؤولية كل ما يعتري الساحة العربية من فشل، وتعثر، ودسائس، ومؤامرات. ورسخت هذه الدعاوي في باطن الوعي الجمعي العربي كحقائق دامغة وثابتة لا تقبل الشك والشرك والبهتان. فكان يـُعزى تعثر أي مشروع بسيط وانهياره إلى وقوف إسرائيل والصهيونية وهرتزل وراء ذلك. وشاع في زمن غابر أغبر أن كل هذا مرسوم في بروتوكولات حكماء صهيون وما العرب بقضهم وقضيضهم، وسادتهم وعبيدهم، سوى كومبارس مطيع وأداة لتنفيذ هذا المخطط الرهيب. وأن العرب ضحية لسلسلة من المؤامرات الإسرائيلية المستمرة التي لا تكل ولا تمل ولا تنقطع. ولا ننكر في الحقيقية أية أدوار معينة كانت لإسرائيل في الكثير من الحقب الدموية، والجرائم التي شهدتها المنطقة، إلا أن تحميلها مسؤولية هذا الانهيار العربي الشامل، ووزر كل شيء هو أمر مبالغ فيه تماماً، وفيه شيء من الازدراء وقلة الاحترام أيضاً، للعقل العربي نفسه. وحاول (الخطاب)، وبكثير من الاختزال والسذاجة، أن يظهر العرب، مسؤولين وأفراد، بأن لا حول لهم ولا قوة، وبأنهم ينجرون وينساقون فرادى ومثنى وجماعات وراء أية مؤامرة. وهم رهن إشارة الدوائر الإسرائيلية ليفعلوا ما يحلو لها، ويأتمرون بإمرتها، وينفذون سياساتها ورغباتها، بدون اعتراض أو تردد و تذمر. ولكن، ومع مرور الأيام، وفي كل يوم يبزغ فيه نجم للإرهاب، ويتشكل مشروع جديد للموت العربي، وينهار حلم قومي، تتبدى براءة إسرائيل من معظم هذه التهم، وليس كلها، والتي لفقها لها الإعلام العربي سابقاً. وصار الجلوس مع المفاوض الإسرائيلي، والوزير العبري، والمبعوث الصهيوني أضمن، وأيسر بكثير من التقاء الدول، والأطياف، والمذاهب، والعشائر، والقبائل، والأعراق، والشعوب العربية العربية بعضها ببعض.

هذا ويعمل العرب، اليوم، وبشكل حثيث، ومتعمد أحياناً، على تبرئة إسرائيل من كل ما علق في الذهن العربي عنها من احتلال، وقتل، وتهجير، وتدمير، وتشريد. وتبدو إسرائيل اليوم خارج كل الحسابات والاتهامات، بل والمبادرات السياسية، والزيارات البينية، والمفاوضات الثنائية، والمشاريع التصالحية، والحلول السلمية. لا بل صار التقارب، والمفاوضات مع إسرائيل، دليلاً على عافية سياسية عربية، ووضع عربي سليم. و طريق تل أبيب وعواصم العرب الكبرى مفروشة بالورود والرياحين والياسمين، فيما الدروب بين عواصم العرب بعضها ببعض مغلقة وترتفع فيها الأسلاك الشائكة، والموانع، والعوائق، والمتاريس.

فهل نكون من السذاجة والغباء وندّعي بأن إسرائيل وراء كل هذا الاقتتال الطائفي الدموي الفظيع، وغير المسبوق في العراق؟ وهل إسرائيل "المسكينة" هي التي تقف وراء الخلاف وحالة التشنج، والمواجهات الدموية، والتصفيات اليومية التي لم يسبق لها مثيل بين فتح وحماس؟ وهل إسرائيل وراء الصراع المغربي الجزائري المزمن؟ وهل هي التي تقف وراء الخلافات اللبنانية اللبنانية التي لم تحسمها حربان أهليتان؟ وهل هي وراء مشاريع وحروب وسلوك وأطماع العقيد؟ وهل هي التي دفعت بدبابات صدام إلى غزو الكويت، وتوغلت حتى شاطئ الخليج الشرقي السعودي؟ وماذا عن الخلاف الصحراوي المغربي، والمصري السوداني، والسوداني السوداني، والقـَطري السعودي، والسعودي اليمني؟ وما دخل إسرائيل بكل هذا التخلف، والفساد، والنهب المافيوزي، والانهيار القيمي والمعرفي والواقع المتردي والمزري من المحيط إلى الخليج؟ ومن أين تتأتى لها كل هذه القوة والأذرع الاستخباراتية الأخطبوطية حتى تتابع كل هذه الملفات، وتحافظ على هذه السوية وبهذه الحيوية والاستمرارية؟ أم أن هناك خللا بنيوياً أساسياً في الجسم والعلاقة العربية العربية يجب ملاحظته وتسويته قبل التوجه إلى الآخرين وإلقاء تبعة اللوم عليهم في ما يعترينا من فشل وتقصير، وأن كل ذاك الزعيق والنعيق و"العرير" القومي ما هو إلا محاولات يائسة لتفسير هذا العجز والهوان والذل العربي المشين.

وماذا عن إغلاق الحدود، وقطع العلاقات، وسحب السفراء، وتبادل الاتهامات، بين الدول العربية وفرض التأشيرات والشروط القاسية لتنقل الأفراد وإقامتهم في هذه الدول؟ ولماذا هناك الملايين من محرومي الجنسية والبدون في الدول العربية، فيما تستقدم إسرائيل اليهودي الفلاشا من أعماق الأدغال والمنسيات الإفريقية لتوطنه وتمنحه حقوق المواطنة الكاملة برغم كل ما يشاع عن تمييز يتعرض له فيما بعد؟ أليست إسرائيل الديمقراطية الوحيدة وسط محيط استبدادي عربي مرعب مزمن غريب وعجيب؟ ألا تعيش المنطقة اليوم على حافة استقطاب، وهاوية انفجار طائفي عنيف لا يبقي ولا يذر، بين الأقوام والمذاهب والطوائف والجماعات والقبائل العربية العربية المتطاحنة، ولا علاقة لإسرائيل به لا من قريب ولا من بعيد؟ وربّ قائل أن إسرائيل وأمريكا تقفان وراء هذا الوضع، وتغذيه، ولها فيه مصلحة، وربما في هذا شيء من الصحة، ولكن السؤال الأهم هل العرب من الضعف والهشاشة والحماقة والغباء بحيث يقعون فريسة سهلة، وفي أي فخ أو مطب تنصبه لهم إسرائيل؟ ألا يهيئ العرب بواقعهم المرير، وموروثهم الثقافي والفكري الإيديولوجي المعقـّد الغريب، ويمنحون بعقولهم المتواضعة ورؤاهم الشخصية الضيقة، وغريزتهم البدائية، الأرضية والظروف المواتية، ليس لإسرائيل فقط، بل لفولتا العليا، وتشاد، والمالديف، وقبائل الطاجيك للتدخل فيما بينهم، واللعب بعقولهم وتحفيزها وإشعال النيران الكامنة دوماً تحت الرماد؟

أليس هناك ضرورة اليوم لحل المشاكل العربية العربية أولاً، وإقامة علاقات، وعقد معاهدات الصداقة وحسن الجوار واحترام الحدود فيما بين الدول العربية قبل التفكير بمبادرات سلمية باتجاه إسرائيل التي تقف متفرجة، وهي تضحك في "عبِّها"، على هذا السيرك ذي الصبغة والمكونات والطابع العربي الخالص. أليس الحوار الحضاري الرفيع والوحيد هو الذي يجري في هذه الأيام مع الإسرائيليين فيما تبقى الحوارات العربية العربية بشكلها المعروف الوضيع، ومجالاً للتنكر، وللغدر، واللف والدوران والتنصل من الوعد والوعيد؟ فكم فشلت قمم ومؤتمرات عربية، وتلاسن رؤساؤها، و"حرد" زعماؤها، وامتنع قادتها، وترفع أباطرتها المخلدون عن الحضور لهذا البلد أو ذاك بسب توتر العلاقات المستفحل وما يعتمل في النفوس من حقد دفين.

و"الأجمل" من كل هذا "الطرب القومي الأصيل"، هو تلك المؤتمرات الفاشلة للتقريب بين المذاهب الإسلامية، وتبويس الشوارب بين أعضاء الجامعة العربية، وجمع الطوائف القومية، ولـَمّ القبائل العربية، وتوحيد العشائر البدوية، ورص الصفوف الشعبية التي تبدو كسابع مستحيل، وتفضي كلها إلى فشل ذريع مرير، ويعود منها الجميع بالخيبة، والخذلان وخـُفـَيّ "صاحبنا" حنين.





#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهداء الطغيان
- إخوان مصر: تباشير النهايات السعيدة
- الحجّ الوزاري ودعاء دخول الوزارة
- لماذا يهلل المسلمون لفوز إليسون؟
- مآتم أم أعياد؟
- شَنْقُ رَئيس ٍعَرَبِيٍّ !!!
- خبر عاجل: وزارة الصحة السورية تعترض على محاكمة جنبلاط!!!
- اللّهم شماتة: انهيار المحاكم الإسلامية
- حكومة الظلّ الوهابية المصرية
- هل أصبحت إسرائيل ضرورة قومية؟
- الكاميرا الخفية
- أهلاً بكم في تلفزيون الحوار المتمدن
- انطلاقة لعصر إعلامي جديد
- الإنترنت السوري ومهمة الدعوة إلى الله
- سيدي الوزير: لا تعتذر !!!
- كيف فضحتهم إيران الصفوية؟
- انتفاضة محاكم التفتيش السلفية
- الهَيْلَمة السياسية
- نساء مصر، و-كامب- الشيخ محمد بن عبد الوهاب!!!
- هولندا والمسلمون: نهاية حقبة


المزيد.....




- بريكس منصة لتشكيل عالم متعدد الأقطاب
- رئيس الأركان الأوكراني يقر بأن الوضع على الجبهة -تدهور- مع ت ...
- ?? مباشر: وفد حركة حماس يزور القاهرة الاثنين لمحادثات -وقف ...
- منظمة المطبخ المركزي العالمي تستأنف عملها في غزة بعد مقتل سب ...
- استمرار الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية ...
- بلينكن ناقش محادثات السلام مع زعيمي أرمينيا وأذربيجان
- الجيش الأميركي -يشتبك- مع 5 طائرات مسيرة فوق البحر الأحمر
- ضرب الأميركيات ودعم الإيرانيات.. بايدن في نسختين وظهور نبوءة ...
- وفد من حماس إلى القاهرة وترقب لنتائج المحادثات بشأن صفقة الت ...
- السعودية.. مطار الملك خالد الدولي يصدر بيانا بشأن حادث طائرة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - إسرائيل البريئة!!!