أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - العرب وخطر الديمقراطية الداهم !!!














المزيد.....

العرب وخطر الديمقراطية الداهم !!!


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1840 - 2007 / 2 / 28 - 12:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد الخطر الإرهابي، والأصولي، والصهيوني، والنووي، يبدو أن العرب باتوا يعيشون هاجساً، وقلقاً من نوع خاص، وهو الخطر الديمقراطي. فعملية التغيير الديمقراطي العتيدة، وفي أكثر من بلد عربي لم تجلب سوى الصراعات والنزاعات وبوادر الصدام والحروب الأهلية. الديمقراطية مفهوم مستحدث، ومستجلب على الواقع العربي والإسلامي، وليس لهم فيه أية تجربة وباع، وليس في التاريخ العربي والإسلامي، القديم منه والحديث، ما يشير إلى وجود موروث وممارسة ديمقراطية. وإن أية عملية ديمقراطية جدية وحقيقية ستأتي بقوى لا تؤمن بالديمقراطية أصلاً، وليس في برامجها وخطابها، ما يدعو إلى الاعتقاد بأنها ستكرس التقاليد الديمقراطية في أي بلد تتمكن منه. وستفرز أية عملية ديمقراطية تلك القوى التي ستمارس قمعاً، واستئصالاً، وتهميشاً لا يمكن تصور مداه، وهو بعض من خطابها "الخجول"، وهي تنتظر، الآن، في صفوف المعارضة، وعلى مقاعد "الاحتياط".

حصل هذا في فلسطين حماس، وعراق آيات الله، ومصر الإخوان، وجزائر الخلاص، والحبل على الجرار حيث اكتسحت القوى السلفية والأصولية مقاعد البرلمانات، بما يشبه عملية الاجتياح الحقيقي مما سيعني، بالمآل، ديكتاتورية دينية مطلقة لا تعترف البتة بشرائع الأرض وتكفر كل ما حولها من أطياف. ديكتاتوريات قرووسطية مغلقة أين منها الديكتاتوريات العسكرية، والأبوية الهيراركية الجاثمة على كواهل العباد منذ فجر الاستقلال. وهل يكون هذا الاستخلاص بشكله الاستفهامي التالي عند ذاك منطقياً وعقلانياً: أليس من سخريات القدر الديمقراطية، ولعناته بآن، أن تصل هذه القوى المتشددة، غير الديمقراطية، إلى الحكم بوسائل ديمقراطية ناجزة في الوقت الذي لا تأبه به بالديمقراطية، ولا تعترف بأية سلطة أخرى على الأرض إلا سلطتها، والسيف خيارها المعلن في خلافها مع الآخر، وتدعي العصمة والتفرد والتميز والمنجاة، وليس في تاريخها وتقاليدها، البتة، ما يشير إلى أي إيمان بأي فعل ديمقراطي؟ ومن المرارات القاتلة أيضاً، أن تراهم يتحدون الجميع، ويتوعدونهم باللجوء إلى صناديق الانتخاب.

هذا، وقد دخلت كثير من القوى الدولية، والفرقاء المحليين، التي تؤمن بالديمقراطية في "حيص بيص"، وباتت تنظر بعين الريبة والتوجس للعملية الانتخابية الديمقراطية برمتها، وتهابها وتتخوف منها فعلاً، ووجدت نفسها في ورطة ومتاهة، لا تجد منها مخرجاً. ومن هنا أتى الحصار لحكومة حماس المنتخبة "ديمقراطياً"، في الوقت الذي يقوم فيه المشروع الأمريكي للشرق الأوسط على التبشير بالديمقراطية كحل لنشل هذه المجتمعات من أتون الفقر، والأمية، والجهل، والاستبداد. صعود حكومة حماس الديمقراطية كاد أن يكون سبباً، ولأول مرة في التاريخ الفلسطيني، بحرب أهلية طاحنة، لا تبقي ولا تذر، ورأينا بعضاً من "بروفاتها" وفصولها "التدريبية" على الهواء مباشرة، وتسببت بفقر ومجاعة حقيقية للشعب الفلسطيني، الذي لم يكد يتخلص من نير الاحتلال. وليس ثمة من داع، البتة، هنا، للتذكير بانتفاء أية فروق مذهبية وعقائدية بين طرفي الصراع في غزة- ستان، على عكس ما هو واقع الحال، وما هو حاصل في حمام الدم العراقي حيث يشتد الاحتدام طرداً مع تعمق وكثرة الاختلافات. أو كما قد يحصل، ولا سمح الله، في بؤر طائفية أخرى، تعج بالألوان والأشكال الطائفية، والعرقية، والمذهبية التي يصعب على المتتبع العادي أن يلحظها، ويقتفي أثرها الواحدة بعد الأخرى. وكل من تلك الفصائل، والمذاهب، والمشارب تحمل تاريخاً، وإرثاً ثقيلاُ من العداء وحملات التكفير والاتهامات المتبادلة فيما بينها، وإن أي عملية ديمقراطية ستعني هيمنة لفريق، لا يؤمن، كما أترابه الآخرين، بأي نوع من الحوار، والتعايش، وحسن النية، والإيمان الديمقراطي الحقيقي.

إذن هناك ثمة إشكالية واضحة، ومأزق، في أية عملية ديمقراطية حالية، في ظل معطيات الواقع، وطبيعة القوى الحقيقية التي تسيطر على الشارع. فإذا ترك حبل الديمقراطية على غاربه، فهذا يعني ولا شك تبوأ القوى "المرعبة"، إياها، مركز الريادة والقرار، وستستبدل عندها، فقط، الخوذ والهروات الماريشالية، والبساطير العسكرية، بالجلاليب واللحى والعمامات. وإذا ما تم الاستمرار بالتعامل مع الواقع بهذا النوع المقزز من الاستهتار، والقمع واللامبالاة، فإن ذلك سيعمق أيضاً، من نفوذ وتغلغل هذه القوى، ويعزز من مواقعها "الانتخابية" (تصورا!!!)، نتيجة استغلالها الخطابي والدعوي لمجمل المتناقضات عبر فتح المنابر والفضائيات لها، وفي ظل التغييب الممنهج، والمتعمد، والمنظـّم للتيارات العلمانية، والتنويرية، والليبرالية، وإقصائها نهائياً عن ساحة العمل السياسي.

فهل أتى زمن بتنا نلعن فيه الديمقراطية، كما الاستبداد، ونشير فيه إلى خطر ديمقراطي حقيقي كما هو الحال بالنسبة لخطر الاستبداد والطغيان على الشعوب والجماعات والأفراد؟ وهل أن نتاج أي عملية انتخابية هو مشروع حرب أهلية؟وهل إن أية عملية تغيير ديمقراطية حقيقية على الساحة، ستفضي حتماً إلى ديكتاتوريات سوداوية قمعوية أشد سوءا وانغلاقاً من الديكتاتوريات العسكرية والهيراركية "المشرّشة"، الموجودة حالياً على الأرض، وأن لا سبيل، البتة، لتفادي هذا الارتطام، وأن هذا الثوب "الديمقراطي" الفضفاض ليس ثوبهم ولا يليق بهم، ولا يمكن لهم، لتواضع تجاربهم الديمقراطية، أن يألفوا إليه ويتعودوا عليه؟ وما العمل الآن حيال كل ذاك التاريخي النضالي من أجل فردوس ديمقراطي موعود، والدعوة والحماس، وتلك الأكوام من "التنظيرات" حول الديمقراطية، وضروراتها؟ هل يلقى به جانباً، أم يهجع الجميع بانتظار معجزات سياسية تنقذ العرب من شتى الأخطار المحيقة بهم ولا يجدون لها حلولاً، بما فيها الخطر الديمقراطي، الذي ظهر أنه آخر ما يهدد هذه المجموعات البشرية الهائمة، بالحروب، والزوال، والأفول، والانقراض؟



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وعّاظ الماركسية بين التشييع والتوهيب !!!
- الخليفة المنتظر
- بئس الصحوة الإسلامية
- شكراً ... وليد بَيْك !!!
- تلفزيون المستقبل: برنامج الاستخفاف
- نعم للإجراءات السورية، ولا للعنصرية العربية !!!
- حروب القبائل العربية
- إعدام المهدي المنتظر
- لماذا لا ينصرهم الله؟
- أين العرب؟
- سِجْنُ الحِجَابْ
- المواطن السوري أولاً
- إسرائيل البريئة!!!
- شهداء الطغيان
- إخوان مصر: تباشير النهايات السعيدة
- الحجّ الوزاري ودعاء دخول الوزارة
- لماذا يهلل المسلمون لفوز إليسون؟
- مآتم أم أعياد؟
- شَنْقُ رَئيس ٍعَرَبِيٍّ !!!
- خبر عاجل: وزارة الصحة السورية تعترض على محاكمة جنبلاط!!!


المزيد.....




- فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت ...
- شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ ...
- شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية ...
- وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ ...
- بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
- تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م ...
- دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
- مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
- روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
- الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - العرب وخطر الديمقراطية الداهم !!!