أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - أين العرب؟















المزيد.....

أين العرب؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1810 - 2007 / 1 / 29 - 11:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا شغل شاغل للعرب اليوم، وكتـّابهم سوى التنبيه للخطر الإيراني الكبير، الذي أصبح قاب قوسين أو أدني من الإطاحة بالإمبراطورية العربية الموحدة الكبرى، التي تمتد من المحيط إلى الخليج. وهناك حملة شبه منظمة، لا تخلو من سخرية وتهكم وطعن أحياناً، في وسائل الإعلام العربية المختلفة، تتناغم تماماً مع حملة دولية بزعامة بوش، وزمرته المحافظة، تتناول إيران وحزب الله بالذات، ويسوقونها كإبليس لعين، و شيطان كبير، وسبب كل البلاء الذي يعم المنطقة. وأن هناك مشروعاً فارسياً، صفوياً، مجوسياً يستهدف السيطرة على المنطقة وإخضاعها لنفوذ "الملالي" وآيات الله، وما إلى هنالك من هذا الكلام. فمن يقرأ سيل المقالات اليومية سيشعر، ولا بد، بأن إيران قد أصبحت فعلاً دولة عظمى تسعى للسيطرة والتحكم في هذه المنطقة من بابها لمحرابها، وأن العرب بقضهم وقضيضهم، قد أوشكوا على الدخول أفواجاً في الإمبراطورية "الفارسية المجوسية"، التي ستقضي على حضارتهم، ودورهم الإشعاعي الكوني، الذي لا نظير له، وتطفئ شعلتهم التنويرية الخالدة للأبد. لا بل صار التحذير من الخطر الإيراني، أهم من التحذير من الخطر الأمريكي، والترسانة النووية الإسرائيلية، والتطلعات والأطماع التاريخية والنفوذ البريطاني في المنطقة، وغيرهم الكثير مما يضيق ذكره. وأن أية دولة أو جماعة أو حزب يتحالف مع إيران فهو مارق ومرتد وخارج عن الجماعة العربية وحظيرتها الواحدة الطاهرة المصونة. ويأخذ كثيرون على إيران دعمها لحزب الله، وحماس، ويعتبرون أن تحالف حزب الله مع إيران هو خطر على الأمتين العربية والإسلامية ومشروعاً استعمارياً جديداً.

ليست السياسات الإيرانية منزهة ومؤلهة أو معصومة عن الخطأ، كما أن حزب الله ليس حزباً منزلاً من السماء، وقد اعترف قادته، غير مرة، بأخطاء ارتكبت هنا وهناك، إلا أنه وفي نفس الوقت، ليست بعض النوايا والسياسات العربية بريئة مائة بالمائة، ولا تتحرك هذه الأيام لوجه الله، وبدافع قومي عروبي محض. فقد يكون هناك، وفي احد المفاصل، ثمة تهديد إيراني، ولكن لا يمكن الجزم بأنه موجه باتجاه العرب، وربما يكون واضحاً أكثر لجهة إسرائيل، وربما هذا ما يؤلم البعض، ويؤرقهم. وحريّ بنا معرفة أن هناك أيضاً تجاذبات إقليمية دقيقة، وحركة سياسية واضحة لترتيبات إقليمية جديدة، لا علاقة لها بحقبة ما قبل النووي الإيراني، التي خلخلت الوضع الجيو-استراتيجي التقليدي القائم في المنطقة، والذي يبدو في أحد وجوهه تصدياً لمشروع الشرق الأوسط الكبير التي تحاول واشنطن فرضه، ويحمل رؤاها وتوجهاتها للمنطقة، حيث يتم الترتيب لكي تكون إسرائيل هي الأنموذج الأمثل لعصر الطوائف الجديد، والقوة الوحيدة التي لا يشق لها غبار، والذي سيعني، في حال نجاحه، طلاقاً أبدياً مع مشاريع الدولة الوطنية التي تعيش أحلك أيامها.

والسؤال الذي يفرض نفسه، متى امتلك العرب زمام أمرهم منذ قرون خلت وكانوا سادة في أوطانهم؟ ألا يتنقلون من حضن استعمار لحضن استعمار آخر، ومن فراش قوة دولية صاعدة إلى فراش إمبراطورية أخرى؟ وأين هم العرب من بناء قواهم الذاتية التي تقف نداً في وجه، ليس إيران وحسب، بل وكل القوى العالمية الأخرى؟ لماذا يلومون إيران لأنها بنت نفسها، ونهضت من سباتها، ورفضت أن تكون أداة، وكرة "تركلها" أقدام اللاعبين الكبار، كما يفعلون هم، وأصرّت على أن يكون لها مشروعها الوطني الخاص؟ هل أخطأت إيران لأنها رفضت أن تكون دمية تحركها الخيوط في واشنطن ولندن وباريس كما هو حال معظم عواصم الدمى العربية التي تتسابق لخطب ود واشنطن وإقامة علاقات السفاح السياسي معها، والتباهي باستقدام القوات الأمريكية إلى أراضيها، وإعطائها التسهيلات لكي تغتصب، علناً، الشرف والكبرياء والاستقلال القومي المزعوم الذين يذرفون الدموع عليه؟ لماذا يتغنى العرب بحضارتهم التي يتحدثون عنها آناء الليل وأطراف النهار ويتباكون عليها، ولم تقم لهم قائمة من يومهم ذاك؟ أين هي القوة العربية، والأموال العربية، ووحدة الصف العربي، وأين العرب من التأثير في سير الأحداث على المسرح الدولي؟ ألم يستمروا حتى اليوم بلعب دور التابع المطيع الذي ينفذ تعليمات هذا السفير أو ذاك المبعوث، ويتآمرون على هذا الشقيق أو ذاك، ولهم سياسات وخطابات من فوق الطاولة ومن تحتها؟

يتحدثون عن عمليات تشيع تقوم بها إيران، وهذا أمر لا يمكن التأكد منه، أو إثباته، لكن الأصح والمعلن الذي لا يشير إليه أحد، والذي تتبناه منظمة وإمبراطورية إعلامية أخطبوطية وجيش جرار من العرضحالجية، هو عمليات "التوهيب" الجارية على قدم وساق، ونشر المذهب الوهابي البترودولاري المتزمت، وعلى عينك يا تاجر الذي يعتبر أخطر من كل الترسانات النووية في العالم. هذا المد الوهابي الذي اكتسح حواضر عربية عريقة كالقاهرة، مثلاً، وأعادها عصوراً للوراء، وإلى القرون الحجرية. كما أن هناك بعثات تبشيرية أزهرية، وبرعاية رسمية معلنة، تجوب مدن العالم من أقصاه لأقصاه وتنشر الفكر السلفي.

نعم لإيران مشروعها الوطني وإستراتيجيتها الخاصة، وهذا من حقها، ولا يعيبها، كما هو من حق أية دولة في العالم. ولكن أين هو المشروع العربي المقابل، والإستراتيجية العربية الشاملة في مواجهة "الأخطار" الخارجية، ومتى توحد العرب، حقاً، حول هدف وغاية ومشروع في تاريخهم الحديث؟ أليسوا اليوم على درجة كبيرة من الانقسام والتشرذم والاستقطاب، ويعملون بالوكالة لهذا الحليف الدولي أو ذاك؟ ولِم لا يكون لهم مشروعهم النووي الخاص بهم، وجيوشهم الوطنية القوية المنظمة والمدربة لا الجيوش الانكشارية للمحاسيب والزبانية والأزلام، ولِم لا يحققون قوتهم الذاتية وأحلامهم القومية وهم في حالة حرب مع إسرائيل منذ ستين عاماً، ومن قال لهم بأن ينفقوا ملياراتهم على توافه الأمور وصغائرها وفي غير مجالاتها؟

هل ما يحركهم الآن هو الشعور الحاد بالضعف، وعقدة النقص، والتخلف السياسي المرير إزاء الجار الإيراني القوي، والنجاحات التي حققها على صعيد بناء الدولة الوطنية، فيما أوطانهم وبلدانهم ضعيفة، مهلهلة ومهددة بالتقسيم والحروب والزوال، أم هو صرخة احتجاج في واد، وبكاء غير ذي جدوى على البؤس وتواضع الحال، وضياع الفردوس القومي المفقود، الذي لم يكن يوماً، سوى سراباً بسراب.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سِجْنُ الحِجَابْ
- المواطن السوري أولاً
- إسرائيل البريئة!!!
- شهداء الطغيان
- إخوان مصر: تباشير النهايات السعيدة
- الحجّ الوزاري ودعاء دخول الوزارة
- لماذا يهلل المسلمون لفوز إليسون؟
- مآتم أم أعياد؟
- شَنْقُ رَئيس ٍعَرَبِيٍّ !!!
- خبر عاجل: وزارة الصحة السورية تعترض على محاكمة جنبلاط!!!
- اللّهم شماتة: انهيار المحاكم الإسلامية
- حكومة الظلّ الوهابية المصرية
- هل أصبحت إسرائيل ضرورة قومية؟
- الكاميرا الخفية
- أهلاً بكم في تلفزيون الحوار المتمدن
- انطلاقة لعصر إعلامي جديد
- الإنترنت السوري ومهمة الدعوة إلى الله
- سيدي الوزير: لا تعتذر !!!
- كيف فضحتهم إيران الصفوية؟
- انتفاضة محاكم التفتيش السلفية


المزيد.....




- غروزني تشهد افتتاح معرض لغنائم العملية العسكرية الروسية
- ماذا تخفي الزيارة السرية للرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد إ ...
- ألمانيا- تأييد لتشديد القانون الجنائي لتحسين حماية السياسيين ...
- -ليس وقت الاحتفالات-.. رئيس بلدية تل أبيب يعلن إلغاء مسيرة ا ...
- روسيا.. العلماء يرصدون توهجا شمسيا قويا
- برلماني روسي: الناتو سيواصل إرسال عسكريين سرا إلى أوكرانيا
- كيم يهنئ بوتين بالذكرى 79 لانتصار روسيا في الحرب العالمية ال ...
- -في يوم اللا حمية العالمي-.. عواقب الصيام المتقطع
- اتفاقية التجارة الحرة بين الصين وصربيا تدخل حيز التنفيذ في ا ...
- للمرة الـ11.. البرلمان الأوكراني يمدد -حالة الحرب- والتعبئة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - أين العرب؟