أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - نضال نعيسة - نعم للإجراءات السورية، ولا للعنصرية العربية !!!















المزيد.....

نعم للإجراءات السورية، ولا للعنصرية العربية !!!


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1816 - 2007 / 2 / 4 - 11:24
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


يبدو أن الحكومة السورية، ومع كل الشكر والتقدير والتأييد، بصدد اتخاذ إجراءات جديدة وفعالة للحد من عمليات الهجرة والنزوح غير المنظم والفوضوي التي تركت آثاراً معيشية سلبية على حياة ووضع المواطن السوري، داخلياً، وعلى أكثر من صعيد. كما أن هناك اتجاهاً جاداً لتطبيق مبدأ المعاملة بالمثل مع الدول العربية التي تفرض إجراءات تصبح مذلة أحياناً، في بعض أوجهها، بحق السوريين لدخولها، وإذا دخل السوري فإنه يُعامل، هناك، بعنصرية واضحة، وتمييز ل لبس فيه مقارنة مع المواطن الأصلي. ويبدو مع كل الأسف أن الأخوة الأعزاء العراقيين سيكونون كبش الفدى في هذه الإجراءات بسبب المحنة الإنسانية الكبيرة التي يتعرضون لها، والتي نتعاطف جداً معهم فيها، إلا أن الأمر، بدأ يضغط على المواطن السوري الفقير، ويترك آثاره المؤلمة عليه، بشكل لا يمكن له تحمله مع تواضع إمكانياته المادية واللوجستية، ولم تعد الحكومة نفسها بقادرة على تحمل نفقات وتكاليف هذه الهجرة الواسعة، على صعد الخدمات المختلفة والتعليم والصحة بشكل خاص، دون دعم، ولا حتى تأييد لا من المجموعة العربية، ولا حتى الدولية.

ومن خلال تجربة شخصية لدى إقامتي في بعض من هذه البلدان، مع أسرتي، فقد كانت تصدر أوامر، وتعليمات تربوية، تصوروا، خاصة بالمواطنين الأصليين، ولمصلحتهم من خدمات تعليمية ومسابقات أدبية وفنية وإعفاءات وتسهيلات شتى، ويستثنى منها الطفل الوافد أو الأجنبي والمقيم كما يسمونه في عملية تمييز عنصري واضحة تترك أثاراً نفسية قاسية ومؤلمة على الطفل، وكثيراً ما كنا نتعرض لتساؤلات من أطفالنا من مثل بابا لماذا لا يسمح لنا بكذا وبكذا وكنا نخاف أن نقول له لأنك سوري. وحين ذهبت، ذات مرة، لتسجيل ابني في أحد الأندية الرياضية حيث كان مولعاً بكرة القدم كبقية الأطفال، رفضوا ذلك بحجة أنه أجنبي، وعدت وإياه خائباً حزين. ونظرت حينها في عيني طفلي الصغيرتين البريئتين، ووجهه الملائكي الجميل، لأرى الخيبة والحسرة، وعشرات الأسئلة المؤلمة والمبهمة والتي لا يستطيع عقله الصغير وقلبه الغض البريء أن يجد لها من تفسير.

وفي الأمس القريب جداً، دعيت للمشاركة في برنامج سياسي شهير، للمشاركة في حوار حول إحدى القضايا التي تتعلق بالتطورات الراهنة في المنطقة من قبل معد البرنامج، وكنت قد قدمت بحثاً ومقال راجت كثيراً حول تلك القضية الحساسة، فتعذر ذلك تماماً، لأجد أن اسمي على قائمة الممنوعين من دخول ذاك البلد لأسباب لا أعرفها أبداً. فلا يوجد، وبلا أي فخر وادعاء، في تاريخي الشخصي ما يشين، ناهيك عن السلوك العام الصارم الملتزم بكل المعايير المثلى والأدبيات. فلم يسبق لي مثلاً ارتكاب أية جناية، أو حتى مخالفة مرورية، ولست مهرباً ولا تاجراً للسلاح، ولا مدمناً، ولا هارباً من وجه العدالة، وليس لدي أية أموال لا لأبيضها ولا لأسودها، ولا حتى لأصرفها. وكان حرياً بي، ودولتي تطبق مبدأ المعاملة بالمثل مع هذه الدولة، أن آخذ جواز سفري وأدخل ذاك البلد وأعود منها، كما يفعل مواطنو هذا البلد العربي في سوريا، ودون الحاجة لكل تلك التعقيدات التي تصل حد الإهانة والإذلال، والتي يعتبر دخول جنة الله أمامها سهلاً بما لا يقارن. ناهيك عن محرماتهم التي يطبقونها لجهة الإقامة، ونيل الجنسية، والتملك، والزواج، أو حتى القيام بأي عمل تجاري بسيط حيث يضطر السوري عندها للبحث عن "كفيل" شريك متسلط جاهل يشاركه جهده وأمواله ويبتزه في كل حركة يقوم بها، رو"يـُفـَنِـشَهٌ تفنيشاً" تعسفياً في أية لحظة ودونما إبداء الأسباب، وبمزاجية غريبة تتجاوز كل الأعراف، والأخلاق، والقوانين البسيطة، التي يعمل بها حتى أكلة لحوم البشر في الأدغال، والغابات.

فلا يمكنك العمل والإقامة ولا الدخول لأي من هذه الدول "العربية" والإسلامية" التي تلعلع بخطاب إسلاموي دعوي زائف، وعروبي كاذب مخاتل دون كفيل. الكفيل تلك المهمة والوظيفة التي لا تعني سوى ممارسة نوع من العنصرية البادية المحضة التي تخجل منها حتى الخنازير، ووصاية مجردة غير قانونية، وسلوك من "السلبطة" والبلطجة القانونية، والعبودية والاسترقاق والاتجار بالبشر والنخاسة المشرعنة التي تطبق دون مراعاة لحقوق الإنسان ولا لكل الشرائع والقوانين الأممية العصرية التي يعمل بها الناس في كل مكان والتي تقضي بأن الناس متساوون جميعاً أمام الله والقانون ولا فرق لأحد على آخر لا باللون ولا بالأصل ولا بالعرق.

وإذا كانت التجربة شخصية إلى حد ما، فإنها وبكل أسف تنطبق على كثير من المواطنين السوريين في أكثر من بلد "عربي"، بينما يرى العربي نفسه في سوريا بين أهله وناسه، ويرى من التقدير وحسن الاستقبال، والقوانين الجاهزة لاستقباله وتقديم التسهيلات المختلفة له، ما لا يحلم به السوري في أي يوم من الأيام، في أي من هذه البلدان. ويا ليت كانت التجربة محض شخصية، لما اضطررت أن أجشم نفسي عناء كتابة هذا المقال، أو أن أرفع صوتي قليلاً بما لا يعجب بعض العروبيين ومن لف لفهم، إلا أنها ظاهرة مستفحلة وقاهرة تمارس بكل تعمد وسادية وعنجهية وغرور أحمق عنصري.

والآن لو ذهبت إلى أية دولة غربية من الدول، حيث تدخلها بدون حاجة لكفيل أو وسيط، تلك الدول التي تحترم حقوق الإنسان وتكرمه وتقدره وتعطيه حقه، وتعامله كبشري وقوانينها تجرّم التمييز، وتحرمه، لرأيت الوافد القادم من القرى النائية في قلب أفريقيا، ومجاهل الأمازون، قد أصبح مواطناً محترماً في هذه الدول واكتسب جنسيتها، عند انقضاء المدة القانونية لإقامته، وصار عليه نفس الواجبات، وله نفس الحقوق التي يتمتع بها المواطنون الأصليون. هذه هي معاملة الدول التي يسميها خطابنا التقليدي بالكافرة والصليبية والاستعمارية وحفدة القردة والخنازير، وتلك هي معاملة الدول التي تدعي الأسلمة والعروبة والتاريخ المشترك وإلى ما هنالك من هذا الخطاب الكاذب المائع الفج المخادع.

آن الأوان فعلاً، ولضرورات البقاء والديمومة والاستمرار بأمن وبأمان ليس إلاّ، لفك الارتباط مع كل تلك التقاليد البالية، والتجربة الفاشلة والمرة، والإرث الثقيل، الذي لم يتأت منه سوى البؤس والتردي العام والندم الأليم، وتبني رؤية وقوانين وإجراءات جديدة تضع مصلحة الوطن والمواطن السوري، في المقدمة، وكرامته أولاً فوق كل اعتبار، وتطبيق مبدأ المعاملة بالمثل فوراً، ودونما إبطاء.

اللاذقية 3/2/2007



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حروب القبائل العربية
- إعدام المهدي المنتظر
- لماذا لا ينصرهم الله؟
- أين العرب؟
- سِجْنُ الحِجَابْ
- المواطن السوري أولاً
- إسرائيل البريئة!!!
- شهداء الطغيان
- إخوان مصر: تباشير النهايات السعيدة
- الحجّ الوزاري ودعاء دخول الوزارة
- لماذا يهلل المسلمون لفوز إليسون؟
- مآتم أم أعياد؟
- شَنْقُ رَئيس ٍعَرَبِيٍّ !!!
- خبر عاجل: وزارة الصحة السورية تعترض على محاكمة جنبلاط!!!
- اللّهم شماتة: انهيار المحاكم الإسلامية
- حكومة الظلّ الوهابية المصرية
- هل أصبحت إسرائيل ضرورة قومية؟
- الكاميرا الخفية
- أهلاً بكم في تلفزيون الحوار المتمدن
- انطلاقة لعصر إعلامي جديد


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - نضال نعيسة - نعم للإجراءات السورية، ولا للعنصرية العربية !!!