أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - لماذا لا ينصرهم الله؟














المزيد.....

لماذا لا ينصرهم الله؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1813 - 2007 / 2 / 1 - 11:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بما أنه قد صار لدينا، والحمد لله، جيشاً عرمرماً من الفقهاء والدعاة، وبأكثر من عدد الأطباء والمدرسين، والمهندسين، والخبراء التكنوقراط، لا شغل لهم سوى الوعظ والدعاء والإرشاد، وتصدّر شاشات الفضائيات وواجهات المجتمع والإعلام، ولا يتركوا شاردة وواردة دون حشر الأنوف، والتدخل فيها والإفتاء بها بدءً بتفسير الأحلام ومراحل صنع الحفاضات وانتهاء بعلم الفلك، والفيزياء النووية التي أفنى إينشتاين جل عمره فيها وقدم خدمات جليلة للإنسانية ومات ولم يزل يعتبر نفسه طالباً في المرحلة الابتدائية في هذا العلم البشري الواسع الذي لا حدود له، لكنهم لا يتكلمون يوماً عن بدعة حقوق الإنسان الموؤودة في هذه الأصقاع، أو عن نهب الثروات، واستغلال المنصب العام، أو عن الانتخابات والديمقراطية ويشغلون الناس بقضايا هلامية بعيدة عن الاهتمام والشأن العام كتفسير علم النكاح والحيض ونقض الوضوء. ولا يترك هؤلاء مناسبة دون المساس بالآخرين والنيل منهم ومن معتقداتهم وتسفيهها وتحقيرها واعتبار أنفسهم الطائفة الناجية التي ضمنت الدنيا والآخرة. أما الآخر فهو مرتد أثيم وكافر لعين يجب قتاله وإخضاعه لسلطانهم.

ولا ينفكوا عن التذكير بأنهم خير أمة أخرجت للناس، وأن الله اصطفاهم دوناً عن سائر الخلق والناس لكي يسكنوا الجنة، وأما تلك المليارات الأخرى من البشر لا مكان لها سوى في النار حيث سيصلون العذاب إلى ما شاء الله، وهم وقود جهنم التي لا تشبع منهم بعد أن يكون النفط والوقود قد نفذ بمشيئة الله وصار كله في المخزون الاستراتيجي لليهود والصليبيين. ولذا لا يتركون طائفة، أو ملة، أو مذهب، أو مجموعة بشرية على وجه الأرض إلا ويكفرونها ويدعون عليها بالموت الزؤام. وفي تحالفهم مع أولي الأمر الأبرار تراهم يتوجهون بعد كل صلاة وخطبة بأن يبقيهم الله إلى أبد الآبدين فوق رؤوس الناس العباد، وأن ينصرهم الله على القوم الكافرين.

ولكن وبالرغم من كل ذاك الورع والتقوى والإيمان والابتهال والخطوط السريعة الساخنة المفتوحة مع السماء فإننا لا نرى سوى الهزائم الماحقة النكراء تحيق بهذه الشعوب والبلدان، ويهربون في كل منازلة ولقاء أمام اليهود والصليبين الكفار الملاحدة أحفاد القردة والخنازير. وبعد كل هذا السيل العرمرم من الأدعية والابتهالات والوعظ والإرشاد، وبفضلها والحمد لله، أضحت هذه البلدان والشعوب أشد شعوب الأرض تخلفاً وفقراً وبؤساً واستبداداً، ومهددة بالحروب الأهلية والمجاعات، والتشرذم والزوال. كما أن "الروافض" والمجوس الصفويين الفرس باتوا قاب قوسين أو أدنى من أن يصبحوا قوة نووية لتدخل هذا النادي العالمي من أوسع أبوابه. لا بل تطلب دولهم وحكوماتهم الحماية من جيوش الصليبيين والكفار التي تسرح وتمرح على أراضيهم من غير "إحم ولا دستور" وتعربد وتفعل ما تشاء، كما أن خبراء الكفار يسيّرون دفة الحياة الاقتصادية في مجمل هذه البلدان ولولاهم لماتوا جوعاً وعطشاً ومرضاً في مجتمعاتهم المنهكة الموحشة القاحلة الصفراء .

وعلى العكس من ذلك كله نرى الغرب(يعني الصليبين الكفار وأحفاد القردة والخنازير حسب خطاب الدعاة) يتطور يومياً بأسرع من سرعة الصوت، ويقيم عشرات المشاريع الناجحة، ويحقق الفتوحات الكاسحة في الأرض والبحر والفضاء، وترتفع معدلات الحياة لدى شعوبه وتقل الوفيات، ويرتفع مستوى المعيشة وتزداد الرفاهية وترتقي الخدمات، وتزدهر الحياة بشكل عام، وتنتشر ثقافته وأفكاره في أربع أطراف الأرض. وعلى الجانب الآخر يدفع هؤلاء الدعاة وتابعيهم المساكين الفقراء ما فوقهم وتحتهم للحصول على فيزا وتأشيرة دخول لفردوس الغرب حيث سينعمون بكرامتهم وحريتهم وإنسانيتهم لأول مرة في حياتهم. يعني بالمختصر المفيد كل ما يحصل هو بعكس ما يقوله ويتمناه ويدعو له هؤلاء في كليشيهات وقوائم وخطاب أصبح محفوظاً ومعروفاً عن ظهر قلب لجميع الناس.

والسؤال الذي يفرض ذاته، ويقض المضجع في الحل والترحال، لماذا لا ينصرهم الله، ولا يستجيب لدعائهم على الإطلاق، بل إن كل ما يحدث هو عكس ما يتمنون ويطلبونه في كل دعاء؟



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين العرب؟
- سِجْنُ الحِجَابْ
- المواطن السوري أولاً
- إسرائيل البريئة!!!
- شهداء الطغيان
- إخوان مصر: تباشير النهايات السعيدة
- الحجّ الوزاري ودعاء دخول الوزارة
- لماذا يهلل المسلمون لفوز إليسون؟
- مآتم أم أعياد؟
- شَنْقُ رَئيس ٍعَرَبِيٍّ !!!
- خبر عاجل: وزارة الصحة السورية تعترض على محاكمة جنبلاط!!!
- اللّهم شماتة: انهيار المحاكم الإسلامية
- حكومة الظلّ الوهابية المصرية
- هل أصبحت إسرائيل ضرورة قومية؟
- الكاميرا الخفية
- أهلاً بكم في تلفزيون الحوار المتمدن
- انطلاقة لعصر إعلامي جديد
- الإنترنت السوري ومهمة الدعوة إلى الله
- سيدي الوزير: لا تعتذر !!!
- كيف فضحتهم إيران الصفوية؟


المزيد.....




- يهود متشددون يفحصون حطام صاروخ أرض-أرض إيراني
- “متع أطفالك ونمي أفكارهم” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ب ...
- لولو يا لولو ” اظبطي تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- شاهد: عائلات يهودية تتفقد حطام صاروخ إيراني تم اعتراضه في مد ...
- أمين عام -الجماعة الإسلامية- في لبنان: غزة لن تبقى وحدها توا ...
- وزيرة الداخلية الألمانية: الخطوط الحمراء واضحة.. لا دعاية لد ...
- لجنة وزارية عربية إسلامية تشدد على فرض عقوبات فاعلة على إسرا ...
- اللجنة العربية الإسلامية المشتركة تصدر بيانا بشأن -اسرائيل- ...
- إلهي صغارك عنك وثبتِ تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 لمتابع ...
- اختفاء مظاهر الفرح خلال احتفالات الكنائس الفلسطينية في بيت ل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - لماذا لا ينصرهم الله؟