بيان القائمه الوطنيه العراقيه الاخير.. هل هو تمهيد للانسحاب من الحكومه ؟!

عماد الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 1845 - 2007 / 3 / 5 - 11:43
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

بيان طويل .. سرد حقيقى ... اعتراف معلن ومن طرف رئيسى مشارك فى تشكيلة الحكومه العراقيه الحاليه وسابقاتها لحقيقة مايدور على ارض العراق من قتل ودمار يومى .. امراض وعاهات اصابت كل مؤسسات الدوله ومرافقها
الغرض من مقالى هو .. كفانا بيانات شجب واستنكار وادانه والتى اعتدنا سماعها من الرؤساء والملوك العرب وجامعتهم العربيه .. فلقد وصلنا حد التخمة منها .. ومن ثم بدأنا نكمل المشوار فى عراقنا الجريح ببيانات الفضائح .. نعم انها فضائح لحكومه بهذا الكم اللامتناهى من السلبيات التى ذكرها البيان ! .. ففى هذه المرحلة تحديدا .. نحن بحاجة اما الى قرارات عمليه جريئه قادره على تغيير مسرى الاحداث وتصحيحها او تركيز جهودنا فى دعم الخطه الامنيه الجديده التى بنى عليها .. الاحتلال .. الحكومة .. الشعب .. امال كبيره عسى ان تضع حدا لمعاناة شعب العراق الجريح
ان احداث الساحة العراقية وصلت حدا لاتطاق ومثل هذه البيانات فى زخم الصراع لاتزيدها الاتشابكا وتعقيدا
والاسئلة التى تطرح نفسها .. ماذا وراء اخر بيان للقائمة العراقيه ومالقصد من اصداره فى هذا الظرف الحساس ؟ هل هوبداية التفكير او التمهيد لانسحاب القائمه من الحكومه .. ام مجرد تبرئة ذمه لما يدور من سلبيات تراكمت او ستتراكم مجددا فى الساحه العراقيه ؟
ان حقيقة الصراع الذى خاضته القائمه والتى تتفاخر به فى بياناتها ونشراتها من رفض المحاصصه الطائفيه .. اعادة النظر باجتثاث البعث .. اعادة ضباط الجيش العراقى السابق ..وكثيرمن الاخطاء التى كانت سببا فى هذا البلاء بارض العراق وشعبه... كان هواء فى شبك وبلا جدوى .. وماتم من اجراءات لعلاج هذه المصائب لن يتعدى الوعود ومشاريع المصالحه الوطنيه والخطوات التصحيحيه الضعيفه.. بتعبير اخر لم يتم تغيير شيئا من مجرى الامور وهذا يؤكد ضعف اداء القائمه الوطنيه فى البرلمان والحكومه وهذا امر لابد من الاعتراف به
اسئلة محيره اخرى لابد من طرحها ... لماذا لاتكن القائمه العراقيه اكثر صراحة فى بياناتها ؟ لماذا لاتكن اكثر جرأة فى اتخاذ القرارات العمليه المناسبه بدلا من اللف والدوران ؟ ماسبب بقاء قائمة كبيره فى حكومه يسرد بيانها المئات من سلبياتها ؟ هل تتجنب القائمه الانسحاب من الحكومه خوفا من زعل ساسة الاحتلال عليها ؟ والم يكن لوجودها ضمن هذه الحكومه او سابقاتها مسؤوليه فى تحمل كل الافرازات المذكوره فى بيانها ؟
سادتى قادة القائمه الوطنيه .. ان بيانكم هذا لايضع حلا لمصائب العراق لانه يحمل طرحا لاحداث يعرفها العالم كله و ان من يقرأ ه لم يجد فيه سوى الطرح من اجل الطرح وليس العلاج .. اضافة الى الخوف وعدم الجرأه باتخاذ القرار المناسب !
ان شعب العراق يعلم كل هذه الحقائق التى ذكرتموها فى بيانكم ولكن الطرح وحده لايكفى .... وان استمراركم فى حكومات سلبياتها لاتعد ولاتحصى كما تشير اليه بياناتكم لايبرىء ذمتكم ابدا .. فكل من فى الحكومه بصم على القرارات التى كانت سببا للبلاء .. والكل يعلم ان الاسباب الرئيسيه التى تقف وراء تلك الحقائق هى ضعف سياسة وادارة ساسة الاحتلال والحكومات المتعاقبه التى توالت بعد سقوط النظام السابق
ان بيان القائمه يظهر حقيقة ارتباك القائمه ونقص الجرأة فى اتخاذا القرار الصائب ! .. لذا فالسكوت افضل من التشهير الغير نافع واصدار بيانات تبرئة الذمه بين الفينة والاخرى
ان واقع الاحداث ومايدور فى المنظور السياسى للحكومات المتعاقبه يؤكد حقيقة كنا نسمعها قبل وبعد سقوط النظام السابق .. ان كل يريد الحصه الاكبر من الكعكه .. اى كل يبكى على ليلاه .. ونسوا شىء اسمه شعب اووطن !
ولااعلم ان ستنفع الحصص الكبيره من الكعكه من سيلتهمها بعد هذا الدمار الهائل وكارثة اللاعوده التى اصيب بها العراق ارضا وشعبا ؟ !!
اتمنى ان تعمل القائمه ضمن النهج الديموقراطى الذى بنى عليه العراق الجديد ولتكن اكثر جرأة وقوة فى اتخاذا القرار و تضع مصلحة العراق وشعبه فوق كل المصالح وبلا حساب لاى مصالح شخصيه كانت ام لقوى اجنبية

#عماد_الاخرس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل