أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هادي الحسيني - فيزياء الطنطل














المزيد.....

فيزياء الطنطل


هادي الحسيني
(Hadi - Alhussaini)


الحوار المتمدن-العدد: 1841 - 2007 / 3 / 1 - 10:17
المحور: الادب والفن
    


الطنطل في الاسطورة الشعبية العراقية ، هو كائن خرافي لا شكل ثابت له ، يخرج في بعض المناطق المظلمة ويرافق الانسان لكي يزعجه ويتقلب امامه على هيئات عدة ، فمرة يظهر بهيئة حمار ومرة اخرى يكون بقرة ويتحول حيوانيا ً متقمصاً شخصيات اغلب الحيوانات التي يعرفها البشر في الارض ، كذلك يتحول احيانا على هيئة انسان ، فمرة يكون انسان بعين واحدة اويكون بنصف رأس لكي يفزع الشخص الذي يظهر له سواء كان في بيت مهجور او مسكون كما في الحكايات الشعبية ، ولعل الطنطل الذي تعرفنا عليه من خلال اجدادنا وآبائنا وامهاتنا في سبعينيات القرن الماضي وما قبلها ، استخدم كأداة مخيفة للاطفال في ذلك الزمان ، لكي يخلد الاطفال الى النوم ، وقد كان سلاحا فتاكاً بحق الامر الذي كان يجني ثماره ويجعل من الاطفال ان يوقفوا حركتهم التي من شأنها ان تجعل الضوضاء تخيم على اجواء البيت ..

ولعل فيزياء الطنطل التي كانت تخيفنا يوم كنا اطفالاً لا نفقه شيئاً في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، جعلت منا هذه الايام وبعد ان تقدم العمر فينا واصبحنا نخبر الحياة وخفاياها ، فاذا كان الطنطل الذي يخيفنا كحكاية او اسطورة ، اصبح حقيقة وواقع لا مفر منه في العاصمة العراقية بغداد تحديداً ، حيث بدلا من الطنطل الواحد الذي يخيفنا صار هناك العديد من ( الطناطل ) !!
فطنطل السيارات المفخخة لا نعرف متى يخرج علينا لكي ينفجر ويقتل العشرات والمئات من الابرياء !!

وثمة طناطل ارهابية اخرى تدخل على بغداد الجريحة من كل صوب فمن الشرق ومن الغرب تدخل علينا الطناطل في كل يوم لتقتل اهل بغداد وبطرق فاقت بكثير حتى اسطورة الطنطل الذي عرفناه يوم كنا صغاراً ..

وعلى ما يبدو فقد كان طنطل اهلنا الاسطوري رحيماً كريماً على الانسان في ذلك الزمان ، فلم نسمع يوماً من الايام من اهلنا ان طنطلاً قتل انساناً ، اطلاقاً لم يحدث هذا ، انما كان يخيف يفزع يدخل الرعب في القلب لا غير ...

اما طناطلنا هذه الايام فقد قتلت ارقاماً خيالية من الاطفال والنساء والشباب والرجال والشيوخ وبوحشية غير معهودة !!!..

اننا ازاء معضلة فيزياء الطنطل الذي لا نستطيع تشخيصه لكي نتمكن منه ونوقفه عند حدود القضاء او القصاص المباشر منه ..

واضافة الى طناطل الارهاب النتنة التي وصلت حد تفخيخ أنفسها كأي بهيمة لتقتل العشرات من الاطفال والرجال والنساء ، فهناك العديد من الطناطل داخل البرلمان العراقي وداخل الحكومة العراقية وداخل الاحزاب الاسلامية والليبرالية ، ولهذا فان العراق الان تهاجمه الطناطل من كل الاتجاهات ومن كل الامكنة سواء كانت خارجية ام داخلية ، ومن قبة البرلمان ومن بعض الوزارات وبعض المناصب الحكومية الرفيعة في العراق ومن قناة الجزيرة وغيرها من القنوات التي تدس السم للعراقيين كأي طنطل خرف ، تهاجمنا الطناطل في كل يوم وكل ساعة ، خاصة وان طناطل البعث المجرم بدأت بأخذ بعض المواقع داخل قبة البرلمان ولكن باسماء اخرى ووجوه اخرى ، ..

ان سايكلوجية الطناطل فيزيائياً في هذا الزمن الاغبر اثبتت قذارتها وحقدها ومرضها وتعطشها للدماء بطريقة لم تألفها حتى الديناصورات المنقرضة قبل ملايين السنين ..

ولا يختصر وجود الطناطل في العاصمة بغداد فقط ، انما وصل بعضاً منها حتى الى القطب الشمالي ويعمل كما طنطل الارهاب ومن زوايا عدة ، الامر الذي جعل من طنطل القطب الشمالي ان يفخخ الثلج ، او يلغم المطر ، لكن دب القطب الشمالي يخرج له بين الحين والاخر ليصفعه ويخرسه فيزيائياً !!!!!



#هادي_الحسيني (هاشتاغ)       Hadi_-_Alhussaini#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق الى الهاوية
- هوفارد ريم / صوت النرويج الهامس
- مسكين يا وطني الجريح
- قلبي معكِ يا بغداد الحبيبة
- خليل الرفاعي وداعاً
- رجال الخردة
- من ينتصر لدماء الابرياء
- عقيل علي وشتاء النقود
- كمال سبتي والبلاد
- وهج الشعر
- فوبيا
- كمال سبتي ، فجعتنا برحيلك
- مصفحات / 5
- في يوم الشعر العالمي ،الشعر يقلق مضاجع الطغاة
- عواءات العراق
- تجاوز الموت / قراءة في مجموعة حياة ثالثة للشاعر محمد النصار
- تريث يا صائغ القباب الذهبية
- في ذكرى السياب
- الدهشة
- سعدي يوسف الشاعر الذي ابحر بالغربة دهرا


المزيد.....




- -أنخاب الأصائل-.. إطلالة على المبنى وإيماءة إلى المعنى
- -الأشرار 2- مغامرات من الأرض إلى الفضاء تمنح عائلتك لحظات ما ...
- محمد حلمي الريشة وتشكيل الجغرافيا الشعرية في عمل جديد متناغم ...
- شاهد رد فعل هيلاري كلينتون على إقالة الكوميدي جيمي كيميل
- موسم أصيلة الثقافي 46 . برنامج حافل بالسياسة والأدب والفنون ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هادي الحسيني - فيزياء الطنطل