أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هادي الحسيني - في يوم الشعر العالمي ،الشعر يقلق مضاجع الطغاة














المزيد.....

في يوم الشعر العالمي ،الشعر يقلق مضاجع الطغاة


هادي الحسيني
(Hadi - Alhussaini)


الحوار المتمدن-العدد: 1498 - 2006 / 3 / 23 - 09:48
المحور: الادب والفن
    


كلما ضاقت الارض بفقرائها من شدة الظلم والجوع والبطش والقتل ومصادرة حقوق الانسان سواء كان في مغارب الارض ام في مشارقها , يسطع نور الشعر بقوته المعهودة محاولا التغيير وتعرية كل ما هو رديء وموبوء وموحش وخالي من القيم الانسانية ..
الشعر ذلك الكائن الخرافي المتسع الافق والمتربع على كنوز الالم والاضطهاد دائما يحاول فك طلاسم وآهات ذلك التقزز المخيف والعشوائي ازاء البشر ودائما تجده يحلم احلاماً وردية هي ليست من حقه حسب شريعة الغابة التي تتحكم بالارض , فدائماً هو يحلم ويرسم ويجدد الامل المسلوب عله يحصل عليه ذات يوم , ولعل ليوم الشعر العالمي والذي يصادف في الواحد والعشرين من اذار من كل عام مغزى خاص داخل نفوس كل الشعراء والمبدعين على حد سواء , ففعل الكلمة داخل سياق النص الشعري هو ذاته فعل الرصاصة عندما تنطلق من فوهة البندقية صوب العدو , ولهذا ترى دائماً الملوك والامراء والرؤساء يخافون تلك الكلمة بشكل مخيف ! الامر الذي يضطرهم للامساك بالشاعر محاولين قتله او تشويه او نفيه او اعتقاله بكل الطرق وكل الوسائل القمعية التي في متناول ايديهم .. فهذا الجبروت الهائل الذي هو في يد الحاكم وسيطرته ونفوذه يتزحزح ويوشك على الانهيار جراء الكلمة والجملة الشعرية التي يكتبها الشاعر والمبدع في كل زمان وفي كل مكان ....
ولهذا نجد دائماً وابداً ان دور الشعر لا يمكن باي حال من الاحوال محوه او تهميشه على الرغم مما يقال الان في ظل العولمة والتطورات التي طرأت على كوكب الارض بشكل عام , الجميع راهنوا على انتهاء دور الشعر واضمحلال قوته الفعلية , الا انهم فشلوا في هذا التنبأ وبتلك التصورات , ان الطغاة والجبابرة , لم ولن يفهموا دور الشعر داخل سياق الحياة , متناسين جمالياته العذبة التي تدخل الى روح الانسان بطريقة سلسة لا ارادية ومن دون شعور الامر الذي يجعل المتلقي ان يطرب وان يستنشق هواء الحرية وان يثور بكل الطرق التي تتاح اليه سواء وقف امامه الحاكم ام لم يقف ., لقد كان لدور الشعر قوة هائلة في كل شيء بهذا الوجود الكوني وعلى كل الاصعدة من دون اي استثناءات , الشعر وحده الذي يسّير خطى هذا العالم المترامي الاطراف ووحده الذي يجعل كل شيء قابل للاشتعال والاحتراق وبالسرعة التي يريدها الشعر ذاته , ولهذا نجد دائماً ان الشعر هو الذي يتخذ كل القرارات وهو الذي يبت بها دون الرجوع الى الحاكم / الطاغية ..
ولطالما ارتكب الحاكم / الجلاد ، الجريمة تلو الاخرى ضد الشعراء فالعديد منهم تمت تصفيتهم جسدية اي اعدامهم , وقسم اخر لقوا حتفهم داخل سجون وزنزانات الطغاة , والاغلبية فرت بجلدها الى المنفى لكي تتخلص من التعذيب والبطش وقسوة الحاكم , وعلى الرغم من ابتعادهم عن اوطانهم ظل الشعراء يرجمون الحكام والطغاة بقصائدهم التي ظلت ومازالت تقلق مضاجع الطغاة الذين يخافون كلمة الحق , فمازال دم الشاعر غارسيا لوركا لم ينشف بعد ؟
ومازال العديد من الشعراء مجهولي المصير داخل سجون الحكام , ومازال بعض اخر يعانون الغربة والموت البطيء , لكنهم متسلحون بسلاح الشعر وبقوته التي لا تنهار مهما حاول الطغاة انهيارها وسلبها قوتها...
وهاهم شعرائنا الكبار البياتي وبلند الحيدري والجواهري شاعر العرب الاكبر ومصطفى جمال الدين رحلوا عنا في منفاهم القسري الذي اختاروه مرغمين بعد ان رفضهم الطغاة في كلمتهم التي كانت عبارة عن شوكة وسكين دامية في وجه الحاكم , بعد ان حاولوا تغيير العالم بالطريقة التي يبتغيها الشعر وحده , نصراً للانسان المظلوم ونصراً لمباديء العدالة والمساواة في هذه الارض , فدفعوا الثمن بقذفهم في الغربة لعشرات السنين ومن ثم الموت بألم على الوطن والانسان المظلوم واحتجاجاً على كل الطغاة في الارض/الوطن بخاصة,والاوطان والشعوب المغلوبة في الارض بعامة ...
ان الشاعر والشعر هما الفضاء الرحب والامان المطلق بهذا العالم وهما الوجود الكريم للشعوب المغلوبة على امرها جراء الطغاة الجبابرة الذين ارادوا ان يكون الشعر مادحاً لهم ليس الا , وقد تناسوا ان وظيفة الشعر مخالفة تماماً لما يصبون اليه ....
لقد ظلت وظيفة الشعر انسانية بحته لم يستطع احداً ان يغير مسارها على الرغم من ان بعض الشعراء قد باعوا باثمان بخيسة تلك الكرامة المميزة للشعر ازاء مدحهم العديد من الطغاة ورفع شأنهم ومكانتهم القرقوزية التي نبذها تاريخهم المزيف والعاري من الحقيقة ..
وفي هذا اليوم فقد انتصر الشعر وشعرائه على الطغاة وما علينا الا ان نحتفل بهذا اليوم التاريخي بكل بقاع العالم انتصارا للكلمة الحرة الشريفة , كلمة الحق والجمال والانسان المظلوم .................................................................؟



#هادي_الحسيني (هاشتاغ)       Hadi_-_Alhussaini#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عواءات العراق
- تجاوز الموت / قراءة في مجموعة حياة ثالثة للشاعر محمد النصار
- تريث يا صائغ القباب الذهبية
- في ذكرى السياب
- الدهشة
- سعدي يوسف الشاعر الذي ابحر بالغربة دهرا
- من المسؤول يا وطني
- - الحياة في الحامية الرومانية - الفصل الثاني
- الحياة في الحامية الرومانية - الفصل الاول - الجزء الثاني
- - الحياة في الحامية الرومانية - الفصل الاول
- طقوس
- شبح الموت
- عام 2003 الافراح والاحزان العراقية
- الفجر الاحمر
- سركون بولص
- الحوار المتمدن موقع متميز عن المواقع الاخرى
- مقصلة الحروب
- سعدي يوسف الشاعر الذي ابحر في الغربة دهرا
- مبروك حسب الشيخ جعفر , محمد خضير جائزة العويس الثقافية
- سيارات مفخخة


المزيد.....




- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة
- جمعية التشكيليين العراقيين تستعد لاقامة معرض للنحت العراقي ا ...
- من الدلتا إلى العالمية.. أحمد نوار يحكي بقلب فنان وروح مناضل ...
- الأدب، أداة سياسية وعنصرية في -اسرائيل-
- إصدار كتاب جديد – إيطاليا، أغسطس 2025
- قصة احتكارات وتسويق.. كيف ابتُكر خاتم الخطوبة الماسي وبِيع ح ...
- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...
- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هادي الحسيني - في يوم الشعر العالمي ،الشعر يقلق مضاجع الطغاة