كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8573 - 2025 / 12 / 31 - 10:32
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
طفل علوي لا يزيد عمره على عشر سنوات. والده عاجز وأمه مريضة، يخرج مبكرا كل يوم ليعمل قبيل الفجر في الفرن القريب من دارهم مقابل دراهم معدودات، ثم يعود لأهله حاملا معه ربطة خبز، لكنه تأخر هذه المرة، استوقفته شلة من السفلة الذين كانوا يبحثون عن مادة للتسلية، فاستعرضوا اخلاقهم الأموية في الاساءة له. ثم أوسعوه ضرباً وركلاً، طلبوا منه ترديد الشهادة فرددها بصيغتها الفصحى، لكنهم سدّدوا له المزيد من الصفعات أثناء قراءتها. .
كان اسمه (حمزة) وربما راودهم الشيطان ليبقروا بطنه وينتزعوا كبده مثلما فعلت جدتهم (هند) عندما أكلت كبد سيد الشهداء (حمزة بن عبدالمطلب). . لم يجد الإسلامويون المتأسلفون الجدد ما يفحصون به رجولتهم سوى احتجاز هذا الطفل البريء وتعذيبه، ولم يجدوا ما يمارسون فيه مرجلتهم سوى تسديد الضربات لطفل اعزل. .
لو كان هؤلاء الثورچبة المزيفين يحملون ذرة من المروءة لما فعلوا فعلتهم الدنيئة، ولما تجاسروا عليه، والغريب بالأمر انهم هم الذين قاموا بالتصوير، وهم الذين نشروا المقاطع المخزية بالصوت والصورة لكي يثبتوا نذالتهم وخستهم وانحطاط اخلاقهم. .
لو كانت لديهم ذرة من الشجاعة لقالوا كلمة واحدة بوجه العدو الحقيقي الذي اغتصب ارضهم، ودمر معسكراتهم. .
لو كانوا يمتلكون الشجاعة لما تنازلوا عن هضبة الجولان. لكنهم اختاروا إظهار بطولاتهم الفارغة بتعذيب الأطفال وتفجير دور العبادة، ومضايقة الأقليات. .
انتشرت المقاطع في عموم البلاد العربية والإسلامية وكسرت قلوب الملايين، كانت لها دلالات مؤسفة تعكس حجم التردي الذي عصف بالمدن السورية. وسوف تتكرر المشاهد المؤسفة بسبب رواسب السموم التي تحملها أفكارهم الأموية المعادية للإنسانية والمعادية للإسلام نفسه. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟