دور مهنة الخدمة الاجتماعية فى رعاية الأيتام

سامح سعيد عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 8572 - 2025 / 12 / 30 - 00:37
المحور: حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة
    

في مجتمعاتنا الإنسانية تظل رعاية الأيتام واحدة من أسمى صور التكافل الاجتماعي وأكثرها تأثيرًا في بناء الإنسان والمجتمع وتأتي الخدمة الاجتماعية في مقدمة الجهود التي تتولى هذه المسؤولية النبيلة بوصفها مهنة إنسانية تهدف إلى حماية الفئات الأكثر احتياجًا وتمكينها من حياة كريمة
تلعب الخدمة الاجتماعية دورًا محوريًا في رعاية الأيتام باعتبارهم من الفئات التي فقدت السند الأسري وما يرتبط به من أمان واحتواء فاليتيم لا يعاني فقط من غياب الأب أو الأم بل يفتقد الشعور بالانتماء والاستقرار النفسي وهو ما تسعى مؤسسات الرعاية الاجتماعية إلى تعويضه من خلال برامج متكاملة تهدف إلى بناء شخصية متوازنة وقادرة على التفاعل الإيجابي مع المجتمع
ويقوم الأخصائي الاجتماعي بدور أساسي في هذا الإطار حيث يعمل على دراسة حالة كل طفل دراسة شاملة تتناول الجوانب النفسية والاجتماعية والتعليمية ثم يضع خطة تدخل مناسبة تلبي احتياجاته الفردية وتسهم في إعادة التوازن النفسي له وتعزيز ثقته بنفسه وتشمل هذه الخطط الإرشاد النفسي والدعم الاجتماعي وتنمية المهارات الحياتية ومتابعة التحصيل الدراسي إلى جانب توفير بيئة اجتماعية داعمة تحاكي جو الأسرة الطبيعية قدر الإمكان
ولا تقتصر رعاية الأيتام على تلبية الاحتياجات الأساسية فحسب بل تمتد لتشمل دمجهم في المجتمع من خلال المشاركة في الأنشطة الترفيهية والرياضية والثقافية والتعليمية التي تساعدهم على اكتساب الخبرات وبناء العلاقات الاجتماعية السليمة كما تهتم الخدمة الاجتماعية بتدريب الأيتام على مهارات الحياة والاستقلال وتحمل المسؤولية إعدادًا لهم لمواجهة تحديات المستقبل بثقة وقدرة
وتشير العديد من الدراسات إلى أن الأيتام الذين يحصلون على رعاية منظمة داخل مؤسسات مؤهلة يحققون نتائج أفضل من حيث التكيف الاجتماعي واتخاذ القرار وبناء علاقات إنسانية صحية وهو ما ينعكس إيجابيًا على سلوكهم ونظرتهم للحياة
ويمتد أثر هذه الجهود إلى المجتمع بأكمله فعندما يحظى اليتيم بالرعاية السليمة والتنشئة المتوازنة يصبح فردًا صالحًا قادرًا على العطاء والمشاركة في التنمية مما يسهم في الحد من مشكلات الانحراف ويعزز من الاستقرار المجتمعي كما تلعب المبادرات التطوعية والمؤسسات الخيرية دورًا مهمًا في دعم جهود الخدمة الاجتماعية وترسيخ ثقافة التكافل والرحمة والمسؤولية المشتركة
وفي النهاية يمكن القول إن دور الخدمة الاجتماعية في رعاية الأيتام لا يقتصر على الرعاية اليومية أو تلبية الاحتياجات الآنية بل يمثل استثمارًا حقيقيًا في بناء الإنسان وصناعة مستقبل أكثر أمنًا واستقرارًا للفرد والمجتمع على حد سواء

#سامح_سعيد_عبد_العزيز (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل