سامح سعيد عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 8564 - 2025 / 12 / 22 - 03:46
المحور:
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
لم تعد الأرض صامتة كما كانت، فقد تحولت أنينًا متواصلًا، وصرخة تحذير مدوية في وجه البشرية. حرائق تلتهم الغابات، فيضانات تجتاح المدن، موجات حر تخنق الأنفاس، وجفاف يسرق الحياة من التربة… كلها رسائل واضحة بأن كوكبنا يئن تحت وطأة سلوك الإنسان، وأن تحدّي البقاء لم يعد احتمالًا بعيدًا، بل واقعًا يطرق أبواب الحاضر قبل المستقبل.
في كل يوم، يدفع الإنسان ثمن اختلال التوازن البيئي. الهواء الذي نتنفسه يزداد تلوثًا، والماء الذي نحتاجه للحياة يزداد ندرة، والغذاء الذي ننتجه بات مهددًا بتقلّب المناخ وتراجع الإنتاج الزراعي. ومع ارتفاع درجات الحرارة، تتزايد الأمراض والأوبئة، وتتسع دوائر الفقر والهجرة، ليصبح تغيّر المناخ أزمة إنسانية قبل أن يكون أزمة بيئية.
الأرض لا تنتقم، لكنها تدافع عن نفسها. فكل شجرة قُطعت، وكل نهر لُوِّث، وكل غاز سام أُطلق في السماء، كان بمثابة ضربة في قلب الطبيعة. واليوم، تعود هذه الضربات على الإنسان في صورة كوارث طبيعية متلاحقة، تهدد استقرار المجتمعات وأمنها الاقتصادي والاجتماعي، وتضع العالم أمام مفترق طرق حاسم.
ورغم قتامة المشهد، ما زال الأمل ممكنًا. فالتحدّي الحقيقي لا يكمن في حجم الأزمة، بل في قدرة الإنسان على تغيير مساره. التحول إلى الطاقة النظيفة، واحترام موارد الطبيعة، ونشر الوعي البيئي، لم تعد شعارات، بل شروطًا أساسية للبقاء. إن صرخة الأرض ليست دعوة للخوف، بل نداء للوعي والعمل، فإما أن يصغي الإنسان لصوت الكوكب، أو يواصل السير نحو مستقبل لا مكان فيه للحياة
#سامح_سعيد_عبد_العزيز (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟