سامح سعيد عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 8558 - 2025 / 12 / 16 - 09:11
المحور:
الادارة و الاقتصاد
إن النجاح في الحياة ليس ضربة حظ، ولا نتيجة صدفة عابرة، بل هو ثمرة جهد متواصل، وإصرار لا يلين، وإيمان عميق بالقدرات الذاتية. فالناجحون لا يولدون مميزين، ولكنهم يصنعون تميزهم بالتخطيط، والمثابرة، والقدرة على تجاوز العقبات. في عالم تتسارع فيه التحديات، وتشتد فيه المنافسة، أصبح النجاح علمًا يمكن تعلمه، ومهارة يمكن اكتسابها عبر التنمية البشرية التي تضع الإنسان في قلب العملية التطويرية.
إن أولى خطوات النجاح تبدأ من تحديد الهدف؛ فالذي لا يعرف وجهته لا يستطيع أن يبلغها. يجب أن يكون الهدف واضحًا، محددًا، واقعيًا، وقابلاً للقياس. ثم تأتي خطوة التخطيط، وهي المرحلة التي تُترجم الحلم إلى برنامج عمل منظم، يراعي الزمن والإمكانات والفرص المتاحة.
أما الإصرار فهو الوقود الحقيقي الذي يدفع الإنسان إلى الاستمرار رغم الفشل والعثرات. فكل تجربة فاشلة تحمل في طياتها درسًا جديدًا، وكل سقوط هو بداية صعود جديد لمن يؤمن بقدراته. لذلك، فإن النجاح يحتاج إلى عقل متفائل يرى في التحدي فرصة، وفي العقبة حافزًا للمضيّ قدمًا.
وتؤكد التنمية البشرية أن النجاح لا يقتصر على الجانب المادي فقط، بل يشمل التوازن بين جوانب الحياة المختلفة: النفسية، والاجتماعية، والمهنية، والروحية. فالنجاح الحقيقي هو أن يعيش الإنسان في سلام مع نفسه، ويحقق ذاته، ويُسهم في خدمة مجتمعه.
ومن الركائز المهمة أيضًا الانضباط الذاتي، إذ لا يمكن أن يحقق المرء أهدافه ما لم يتحلَّ بالالتزام والقدرة على تنظيم وقته وإدارة طاقته بذكاء. فالوقت هو رأس المال الحقيقي في حياة الإنسان، ومن يحسن استثماره يحسن بناء مستقبله.
إن قصص النجاح في العالم مليئة بأشخاص بدأوا من الصفر، لكنهم آمنوا بأنفسهم، وتعلموا من أخطائهم، وصبروا حتى وصلوا إلى القمة. فالعبرة ليست بالبداية، بل بالإصرار على الوصول.
وفي النهاية، النجاح ليس نهاية الطريق، بل بداية لمسار جديد من التطور والنضج والتجدد. ومن يجعل من حياته رحلة بحث دائمة عن الأفضل، يظل ناجحًا ما دام يتقدم بخطوة نحو حلمه كل يوم.
#سامح_سعيد_عبد_العزيز (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟